رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ننشر حيثيات الحكم بالسجن المؤبد على متهمين قضية قطع طريق قليوب

 شاكوش محكمة
شاكوش محكمة

أودعت محكمة جنايات شبرا الخيمة حيثيات حكمها في قضية قطع الطريق الزراعي بقليوب، المقضي فيها بمعاقبة كل من عبد الله بركات عميد كلية الدعوة بجامعة الأزهر، المحاسب حسام ميرغني تاج الدين، بالسجن المؤبد.
وضعت هيئة المحكمة برئاسة المستشار حسن فريد بعضوية المستشارين عصام أبو العلا، فتحي عبد الحميد الرويني رئيسي المحكمة بحضور يحيى فريد زارع رئيس النيابة، أمانة سر وليد شعبان، مينا عوض الحيثيات في خمسة نقاط.
حيث أن المتهم الأول عبد الله بركات، أصدر بيان من اعتصام رابعة العدوية، وحث المعتصمين على الجهاد، القتال لينالوا الشهادة.
قالت المحكمة في حيثيات الحكم، إن الواقعة تنحصر وقائعها فى خروج العديد من طوائف الشعب في 30 يونيو 2013 باختلاف أعمار وطبقاته وانتماءاته، تجمعهم رغبة مؤكدة، وعزيمة قوية على المطالبة بإقصاء رئيس البلاد المعزول في ذلك الوقت محمد مرسي.
فاستجاب الجيش لنداءات الملايين الذين استنفروا فيه حثه الوطني ودوره في الدفاع عن البلاد فخرج عن صمته وأيقن أن الوقت قد حان وأثر التدخل قبل فوات الأوان من بعد أن ازدادت هذه الشقاق بين خلايا الجسد الواحد وتباينت الأراء تبيانا جاما بين المؤيدين والمعارضين بما افسد للود قضية، انتزع من الحوار سماحة الخلاف فاستعصى معه بل استحال أن يبلغا نقطة التقاء بينهما فهب كل فريق للانتصار لرايه كل على قدر عدد مؤيديه وبالصورة التي يأمل أن تحقق مأربه ولو بالقوة او استخدام البعض للسلاح وبدت الفتنة تطل برأسها على مستقبل أمة بات سفينة ضلت وجهتها في بحر لجي دامس الظلام.
الأمر الذي لم يجد معه الجيش سوى أن يواجه مصيرًا كان محتومًا وأن يضطلع بدوره الذي فرضته عليه ظروف الحال من قبل أن ينفرط عقد الأمة فتدخل ليستبدل عشوائية القوة بمشروعيتها وليكون له قول الفصل في الأحداث الجثام التي تمر بها البلاد، إزاء إصرار المعارضين على الحاكم على طلبهم وازدياد أعدادهم صدر قرار الإخصاء لينزع عن الحاكم وعشيرته ملكهم الذي ظل يروادهم عشرات السنوات ويسلبهم مكتسبات باتت محققة.
وأضافت المحكمة في أسباب حكمها، أن رابعة العدوية بمدينة نصر شهدت وقائع الاعتصام الذي ضم جميع قيادات جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها من التيارات الدينية، الذين حرصوا بل جاهدوا من أجل استمرار بقاء الاعتصام قائما وحظروا من انفراط عقده ليكون لهم بمثابة القبلة التي يلوذ إليها مناصريهم واتباعهم والوجهة التي يقصدها كل من وجد في نفسه تجاههم ميل أو هوى.
أوضحت المحكمة أولاً، أن المتهم الاول عبد الله بركات أصدر بياناً باعتصام راعبة حسبما ورد بتقرير تفريغ الأسطوانات المدمجة المعد بمعرفة اللجنة التي شكلتها المحكمة لهذا الغرض ذكر فيه "أعدائنا اتفقوا مع "إسرائيل، أمريكا" أعداء الدين ضد الإسلام، أيه رأيكم عودة الشرعية، نصر الراية في كفة، الشهادة في كفة، عايزين أيه غير الشهادة، يبقى لو كنتم صادقين لن ينتصروا عليكم ابدا، فهذا الذي ذكر وعظم فيه من قدر الشهادة بقدر عظمها خطاب يبدو في ظاهره الرحمة ولكن باطنه من قبله الحث على القتال والجهاد.

ثانياً: أوحى المتهم للمعتصمين ولمؤديه سبيلهم الذي يجب عليهم أن يسلكوه إذ لن ينال الشهادة إلا من جاهد ضد الأعداء ليفوز بإحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة، بذلك يكون قد ساهم في رسم خارطة الطريق لهم وهداهم إلى السبيل الذي يسلكون بمشاركة من أعتلوا منصة رابعة وخطيهم فيهم من المتهمين الذين سبق الحكم عليهم فكان كلمات أحدهم مباركة.
قد تكوين المتهمان عبد الله بركات، حسام مرغني وآخرون عصابة تهدف إلى مهاجمة طائفة من السكان ، مقاومة رجال السلطة العامة بالسلاح وقطعوا طريق مصر اسكندرية الزراعي ، تعطيل وسائل النقل العامة، والخاصة، أصابته بالشلل المروري، إشاعة الفوضى، وتصدير هذا المشهد دولياً للخارج من بعد تصوير أن الفوضى العامة تجتاح البلاد.
أشارت حيثيات الحكم، أن القيادات المركزية بجماعة الإخوان، التى من بينها المتهم عبد الله بركات، أصدرت تكليفات للقيادات اللامركزية بالجماعة، الجماعات المتشددة داخل محافظة القليوبية، التي من بينها المتهم الثاني حسام مرغني تنظيم هذا التجمهر على ضوء الأهداف السابق ذكرها، قاموا بتوزيع بعض المنشورات على مستقلي السيارات عبارة عن كتيب بعنوان الانقلاب العسكري في ضوء الشريعة والدستور وآخر بعنوان "ارفض الانقلاب العسكري" والثالث معنون "إلى أهلنا وإخواننا وشركائنا في الوطن"، ثم تحركت مسيرة المتجمهرين بالطريق الزراعي حتى وصلت مدخل العوادم بقليوب.
فانخرط في التجمهر عناصر مسلحة من المتجمهرين يحذون أسلحة نارية عبارة عن بنادق آلية ومسدسات وأسلحة خرطوش، شماريخ، خوذ يرتديها بعضهم، أطمأنت المحكمة إلى ما جاء بأقوال المحكوم عليه هشام شعبان الصاوي بالتحقيقات من إنه حال تواجده في مسكنه بمدينة كفر الشيخ سمع في التلفاز أن هناك مليونية لتأييد الرئيس المعزول في 22 يوليو 2013، وإيذاء ذلك توجه إلى ميدان رابعة العدوية وقضى ليلته بالميدان واعتلى منصة رابعة المتهم الأول وآخرون، تحذوا في أمر التظاهر المزمع إقامته بطريق قليوب الزراعي "فإن هذا القول من المحكوم عليه يؤكد أن المتهم بركات كان من بين خطبوا في المعتصمين صباح يوم الواقعة وليس في المساء حسبما يدعى المتهم.
استخلصت المحكمة من أن الدليل في الدعوى قد استخلصته من وقائع أكدت صلة المتهم الأول عبد الله بركات بالجرائم التي أسندت إليه والتي نوجز أولها في أن المتهم أول من اعتلوا منصة رابعة وخطب في المعتصمين بما يكشف عن قدرته ومنزلته لديهم كذلك أن القائمين على الاعتصام.

ثالثاً: أن العبارات التي أوردتها في خطابه إنما هي دعوى للجهاد الذي يبلغ حد الشهادة، هو ما يعني على أنه يحثهم على الجهاد المستمر الذي لا رجعة فيه، لو كلفهم حياتهم بما يحمل في طياته التحريض على العنف حتى تحسم قضيتهم بالنصر أو الشهادة.
رابعاً: أن لغة الخطاب الواحدة التي اتفقت في سياقها، مضمونها بين ما ألقاه المتهم "بركات" على مسامع المعتصمين وبين جميع من تحدثوا من على المنصة ليوحي بأن الأمر قد تجاوز مرحلة توارد الخواطر، ارتقى إلى مرتبة الاتفاق.
خامساً: أن ظهور بركات صباح يوم الواقعة يخطب في المعتصمين ضمن من خطبوا فيهم يحثوهم على التوجه لطريق مصر إسكندرية الزراعي بقليوب، حسبما قرر المحكوم عليه هشام الصاوي له، فهو خير دليل يكشف على علم المتهم واشتراكه في ارتكاب التهم المسندة إليه.
وقالت المحكمة في أسباب حكمها بإدانة المتهم الثاني فهو أحد قيادات جماعة الإخوان اللامركزية، أن الأحداث تمت بمنطقة اختصاصه، أن الجماعة وأنصارها والقائمين على حزب الحرية والعدالة أكثر المتضررين من إقصاء الرئيس المعزول محمد مرسي عن حكم البلاد وأشد المهتمين بعودته إلى مقاليد الحكم، قيادات جماعة الإخوان هم من دبروا هذا التجمهر من سبق الحكم عليهم الأمر الذي يجدي معه التنصل من وذر الجريمة أو الدفع بانتفائها في حقه وهو ما تنتهي معه المحكمة برفض الدفع المبدي من الدفاع وأن المحكمة اطمأنت لما وردت بأدلة الثبوت بالدعوى.