رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد توالي الفشل.. الداخلية في حاجة لإعادة البناء وليس الهيكلة

الداخلية
الداخلية

لم يكن الحادث الإرهابي بالأمس، هو الأول من نوعه الذي يقع في ميدان النهضة، حيث سبق أن شهد أكثر من عملية في السابق، بل إن حادث أمس يكاد يتطابق في الإشارات والأسلوب مع الحادث الذي وقع في إبريل الماضي بالميدان، وأسفر عن استشهاد العميد طارق المرجاوي.
وتكرار حادث أمس، بنفس الأسلوب والطريقة التي وقعت قبل أشهر، يعني أن الإستراتيجية الأمنية بها خلل يستلزم علاجه، لتفادي إهدار المزيد من دماء أفراد الشرطة.
اللواء نبيل فؤاد، يرى أن الأمر ليس به خلل، لأنه في الوقت الذي يبذل فيه قوات الأمن الكثير من الجهد والاحتياطات، يحاول الطرف الآخر (الإرهابيين) الابتكار.
ورغم اعتراف "فؤاد" بالجهد، إلا طالب الجهات الأمنية بالخروج عن الأطر التقليدية في مواجهة الإرهابيين، المدعومين خارجيًا.
محمد إمام، الخبير الأمني، خالف "فؤاد" الرأي، وأكد أن "التقصير الأمني وضح بشكل كبير في حادث أمس، مطالبًا بالاعتماد على العناصر الشابة في الداخلية والاستماع إلى رؤاهم طالما أن القيادات الكبيرة اتسم تفكيرها بالرتابة وعدم تقديم أفكار جديدة في مواجهة الإرهاب.
وقال "إمام": "تجمع الضباط والكمائن بات معروفًا.. ومن بديهيات العمل الأمني تغيير المكان وخط السير يوميًا، لكن ذلك لا يحدث ما يسهل على الإرهاب رصد أماكن التواجد الشرطي واستهدافهم".
وأوضح أن 50% من الكمائن تعمل ليلًا، وهو ما يستغله الإرهابيون بزرع القنابل خلال النهار لزرع قنابل، ولابد أن يواجه ذلك بوضع خطط وتدريبات مكثفة وتغيير الفكر والاتجاهات.
وأيد العميد حسين حمودة، الخبير الأمني، "إمام"، وقال إن الجهاز الأمني مترهل سواء على مستوى القيادة أو على مستوى الضباط والأفراد.
وقال "الداخلية في حاجة لإعادة البناء وليس هيكلة، وهو الأمر الذي ترفضه قيادات الداخلية منذ ثورة يناير ومن المستغرب أن القيادات السياسية المتعاقبة لا تتخذ قرارًا حاسمًا في هذا الشأن.

فيما قال اللواء محمود قطري، الخبير الأمني، إن وقوع هذا التفجير عقب تهديد تنظيم أجناد مصر دليل على فشل وزارة الداخلية في أداء واجبها، وأنها لم تتعلم من أخطائها السابقة.

وهاجم "قطري" أجهزة الأمن، مشيرًا إلى أنها تعمل بطريقة عشوائية وتفتقر إلى المخطط الأمني، كما أنها لا تمتلك إستراتيجية واضحة للعمل وتواجه الإرهاب ومكافحة الجرائم بنوع من التراخي وعدم الجدية، مؤكدًا أن "أجهزة الشرطة لا تتبع الأمن الوقائي الذي يمنع الجريمة قبل حدوثها وكل ما تفعله هو ضبط الجريمة بعد وقوعها".

وأوضح أن وزير الداخلية كانت لديه بعض المعلومات عن أن شباب الإخوان سيقتحمون جامعة القاهرة، ولكن لم يتغير شيء ووقع التفجير الإرهابي بميدان النهضة على الرغم من تواجد قوات الشرطة بمحيط الجامعة.

إسلام الكتاتني، المنشق عن الجماعة الإرهابية، شدد على  أنه لابد من انتهاج سياسة المقاومة الشاملة أمنيًا وسياسيًا واقتصاديا لمواجهة تلك الجماعات الإرهابية، خاصة في ظل ارتباك أجهزة الأمن في مواجهة الإرهاب وعدم وجود إستراتيجية لمكافحته وحاجتها إلى إعادة تأهيل عناصرها.

وأضاف أن "هذا الانفجار قد يتكرر أكثر بنفس الطريقة في ميدان النهضة ومحيط الجامعة، وسيستمر هذا المشهد من قبل الجماعات المتطرفة لإرباك المشهد السياسي للتواجد فيه، مؤكدا أن مكافحة الإرهاب تحتاج إلى تكاتف كل أجهزة الدولة.