رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسالة إلى وزير الداخلية


شاءت الأقدار أن أجلس مع ضابط فى الداخلية برتبة لواء تربطنى به علاقة طيبة جداً منذ زمن بعيد.. تناولنا وجبة ساخنة وشربنا الشاى - على حسابه طبعاً - ودار بيننا حوار ساخن عن الإرهاب الذى ساد ربوع البلاد ونال من كل مؤسسات الدولة .. كان جوابه حاضراً ومختصراً سواء لشرح أسبابه.. أو لتقديم علاج شاف - واف للقضاء على عناصره وتجفيف منابعه... ... من ضمن ما قاله لى الضابط عن الوسائل العلمية للقضاء على إرهاب الجماعة التى خانت وطنها واستباحت دماء أبنائه.. هى أن نعجل بزرع كاميرات فى الشوارع الرئيسية والمبانى الحيوية والتجارية على مستوى مصر.. وقبل أى أسئلة عن أى شيء آخر عاجلنى بسؤاله: هل تعرف كيف تم القبض على محسن السكرى فى قضية المطربة اللبنانية المغمورة سوزان تميم؟.. وأجبته: لا.. قال لى: «منذ أنا وطئت قدما «السكرى» مطار دبى والكاميرات ترصده.. سواء هو أو غيره إلى أن غادرها متجهاً إلى القاهرة .. ومن ثم استطاع أمن «دبى» أن يتعرف عليه من خلال الكاميرات.. كما تابع جميعنا تفاصيل هذه القضية .. إذا لو استطعنا العمل بنظام الكاميرات فسوف نقضى تماما على هذا الإرهاب فى أقرب وقت ممكن. سألته: وهل لدينا الميزانية الكافية لتعميم هذه التجربة فى محافظات مصر.. خصوصا فى ظل الوضع الاقتصادى الحالى؟.. أجابنى بأن لديه تجربة شخصية مع رجال أعمال وأثرياء أبدوا استعدادهم لشراء كاميرات فى محافظاتهم على نفقاتهم الخاصة.. وقبل أن أطرح عليه سؤالى الثانى قال لى إن مصر مليئة بالشرفاء الذين يخافون على وطنهم.. وأضاف: فقط كل ما هو مطلوب أن يتبنى الإعلام حملة توعية لهذا المشروع القومى.. وأنا متأكد أن نتائجه ستبهر العالم.هنا انتهى لقائى مع صديقى الضابط الوطنى المحترم .. وبدأت أفكر فى هذا الأمر.. وصممت على كتابته فى مقالى هذا الأسبوع.. عسى أن يقرأه وزير الداخلية مباشرة.. فعن نفسى لا يساورنى الشك فى أن هذه الوزارة مليئة بالقيادات الواعدة التى تريد تطوير هذا الجهاز الحيوى، لكى نقضى على ما تبقى من البؤر الإرهابية من ناحية .. ومن الناحية الأخرى لكى نواكب النظام الأمنى العالمى حتى يأتينا السائح الغربى والعربى على السواء وهو مطمئن على نفسه وأهله.. نضيف إلى ذلك أن الاستقرار الأمنى يهيئ المناخ المناسب للاستثمار الأجنبى.. وما أحوجنا إليه فى هذه الفترة الحرجة التى يمر بها الاقتصاد المصرى بعد أن جرَّفه اللصوص والعملاء الخونة.طيب ده كلام جميل خاااالص.. إيه بقى المطلوب؟!.. المطلوب بسيط جداً.. الداخلية الآن تسعى جاهدة لاستبعاد العناصر غير المرغوب فيها أمنياً وشعبياً وده كلام مهم جداً.. فالزميلة «الأخبار» كتبت فى عددها يوم السبت بالبنط العريض عن إقالة 100 عنصر أمنى من المتعاطفين مع الإخوان.. وده شيء عظيم جداً.. نضيف إليه مطالبتنا بالقضاء على البيروقراطية التى تعرقل تطوير المنظومة الأمنية بكل صورها.. لأن هذه البيروقراطية ستقف حائلاً ضد القضاء على الإرهاب فى صورته التى رأيناها مؤخراً.أخيراً.. أكرر طلبى ومناشدتى للسيد الرئيس المشير عبد الفتاح السيسى.. والسيد وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم بتعميم مشروع الكاميرات على مستوى الجمهورية الآن وليس بعد.. فكارثة مثل التى وقعت منذ خمسة أيام أمام مبنى دار القضاء العالى من عناصر الإرهابية.. كشفت قصوراً أمنياً ملحوظاً فى منطقة مهمة ومكتظة بالمواطنين.. ناهيك عن تفجيرات مديريتى أمن القاهرة والدقهلية والعديد من المناطق الحيوية الأخرى.. ومن العيب - حقاً- أن نترك مثل هذه الأماكن وغيرها دون كاميرات لكشف أعداء الوطن وسرعة القبض عليهم وتقديمهم إلى المحاكمة.. مش كده ولا إيه؟