رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فيديو وصور.. نهب الآثار في وضح النهار بـ"تمى الأمديد".. والوزارة للمواطنين: خلي السيسي ينفعكم

جريدة الدستور

"تمى الأمديد".. كثيرون لا يعرفون أنها إحدى المدن التاريخية، المدينة التي تتبع محافظة الدقهلية وتقع على بعد 20 كم جنوب شرق المنصورة. ترجع تسميتها إلى أن بها تلين أثريين، يسمى الجنوبي منهما (تل تمى) ويسمى الشمالي (تل منديد)، فتم اختصار الاسم إلى "تمى الأمديد".

كانت المدينة منذ أقدم العصور مكاناً لعبادة الإله "أوزوريس"، وفيها ملوك الأسرة 26 وكثير من دور العبادة.

ظهر أثرها السياسي في العصر الفارسي (القرن السادس قبل الميلاد)، ثم أصبحت في (القرن الرابع قبل الميلاد) قاعدة لحكم الأسرة 29، وفيها عثر على كثير من الآثار الهامة، ومنها هيكل منذ أحمس الثاني.

صعدت المدينة إلى بؤرة الاهتمام خلال الأيام القليلة الماضية، بعدما استغاث الأهالي من أن الآثار التي عثر عليها يتم نهبها من "مافيا" تجار الآثار يقودهم أحد أعضاء الحزب الوطني "المنحل".

بدأت القصة عندما فوجئ الأهالي، بمعدات وآلات ثقيلة في الحفر بالمدينة بداعي إنشاء مجرى صرف صحي، لكن الأمر لم يكن هذا، بل اكتشف الأهالي أن وراء الحفر أمر أهم وأخطر، وهو نهب وسرقة الآثار الموجودة بتلك البلدة.

"الدستور" انتقلت إلى موقع الأحداث لرصد الأمر عن قرب، لترصد كاميراتنا آثارًا لنهب الكثير من الآثار المتواجدة في أماكن الحفر.

الحاج صباحي، أحد أهالي القرية، يروي الأمر، قائلاً: "فوجئنا بإجراءات الحفر خلال الأيام الماضية، في المنطقة الأثرية خلف مجمع مدارس المسرى أثناء توصيل مواسير للصرف الصحي بين (تمى الأمديد) و(كفر الأمير) دون إذن من هيئة الآثار أو وزارة الزارعة أو أصحاب الأراضي، التي تم الحفر بها، ما دعانا للشك في الأمر".

وأضاف "الأمر الذي زاد من شكوكنا هو أن المسافة بين المحطة وكفر الأمير لا تتعدى الكيلو متر، لكن الحفر تم من ناحية تمى الأمديد، وهي مسافة كبيرة تتعدى الـ3 كيلو مترات.

وتابع "اكتشفنا أن الحفر لم يكن لغرض توصيل مواسير الصرف الصحي، وإنما لغرض آخر وهو الوصول إلى الآثار الموجودة ونهبها"، مشيرًا إلى أن ذلك "يتم لصالح، ما أسماه، مافيا تجار الآثار، الذي يتزعمهم عضو سابق بمجلس الشعب عن الحزب الوطني "المنحل"، دون أن يسميه".

الحاج زاهر، التقط خيط الحديث، قائلاً: "الغريب في الأمر أن ذلك يتم بالتواطؤ مع المسؤولين بالمدينة وقسم الشرطة".

وأضاف "مع اكتشاف حقيقة الأمر، تدخل الأهالي، وتركوا مشاغلهم من أجل حراسة المكان"، لافتا إلى أنهم يتلقون تهديدات باعتقال كل من يتواجد في محيط المقبرة الأثرية".

وأشار إلى أن "مافيا تجار الآثار يطلقون النار على الأهالي ليلا لإجبارهم على ترك المكان، ولكان شباب المدينة يحرسون المكان بشكل متواصل ولن يسمحوا بالحفر مرة أخرى إلا في حضور المسؤولين وأهالي القرية حتى لا تنهب المقبرة".

وألمح الحاج إلى زاهر إلى شبهة تواطؤ من وزارة الآثار، قائلاً: "مفتش الآثار جاء للمكان وقال إن به بئر مياه دون أن يفتح المكان واكتفى بنظره فقط من بعيد"، مشيرًا إلى أن "الأهالي رفضوا المغادرة، وعندما طلب منا الانصراف قال لنا (خلي السيسي ينفعكم)، وطلب من قوات الأمن تفريقهم".