رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالصور.. قطار إكسبريس.. طريقك الأسرع إلى "الموت"

جريدة الدستور

عربات متهاكلة، وقطار يلفظ أنفاسه الأخيرة، وتذاكر أسعارها مرتفعة إلى حد كبير، ازدحام شديد.. لا يوجد مكانًا واحدًا يسع فردًا بطوله، أين الحل؟، سؤال يدور في أذهان ركاب قطار"بنها"، ليتمثل الحل أخيرًا في تلك المساحة الصغيرة التي لا تسع بالكاد طفلًا لا يتعد عمره أصابع اليد الواحدة.

"فواصل العربات"، أصبحت بدل مقاعد الموت الموجودة داخل عربات القطارات، وتحتضن العشرات من المواطنين يوميًا دون مراقبة من أحد، فالأعمار محمولة على الكفوف في تلك المحاولة المتهورة في ركوب القطار المقبل.

"الدستور" عاشت يومًا كاملًا داخل تلك الدوامة التي لا تنتهي، لتلقى سنة ضوء بسيط على معاناة رواد هذه المقاعد، وتعرف أحوالهم وسط هذا الكم الهائل من الفساد.

"إلغاء عدد كثير من القطارات، وقلة التذاكر" هما سيدا الموقف في ذلك القطار والذي أكدهم مواطن مصري بسيط يدعى "محمد سعيد"، أوضح في تلك الكلمات البسيطة أن إلغاء قطار بنها هو السبب الرئيسي في ذلك الأزدحام، وكأن من يرتد تلك القطارات مجرد أشباه لمواطنين.

ومنه إلى مواطن آخر، تمثلت عذاباته كل يوم في أن يجد مقعدًا له، ولكن أصبح المقعد مجرد حلم بعيد المنال في قطار بناه، "أحمد ابراهيم" فرغ معاناته في تلك الكلمات البسيطة: "الزحمة الشديدة دي عشان قلة عدد عربات القطارات من 7 عربات إلى 4 عربات.. مش بنلاقي مكان نركب فيه غير في ممرات القطار والأبواب وبين العربات".

"أنا على باب الله بأخد في اليوم الواحد 40 جنيهًا وبصرف 20 جنيه تذاكر، يبقى ليه أركب جوا القطر".. كلمات لأحد المعذبين في رحلة الذهاب والعودة، "إبراهيم علي إسماعيل"، حالته المادية وارتفاع أسعار التذاكر كانا سببه الرئيسي في اتخاذ فواصل القطار مقعدًا له.

"إية اللي رماك على المر اللي أمر منه"، بتلك الكلمات وضع المواطن إبراهيم منطقًا سار عليه الركاب جميعًا، غلاء الأسعار أصبح هو المر الذي يتجرعونه، ليختارو من هو أشدر مرارة ويركبون بتلك الطريقة التي تعرض حياتهم للخطر.

ومن الركاب إلى السائقين الذين لم تختلف معاناتهم عن ذويهم، والذي وضعوا المسئولية بأكملها على عاتق "الأمن والكمسري"، فقال "سيد صلاح" أحد السائقين الموجودين داخل القطارات: "إن البلطجية والبايعين الركاب دايمًا بيركبوا بالطريقة الغلط دي، فواصل العربيات هى الأفضل ليهم".

من قلة الخدمات فى القطارات إلى غلاء سعر التذاكر وقلتها أيضًا، تفاوتت شكوى المواطنين لتعبر عن معاناتهم في ذلك الجحيم الذي يعيشون فيه بشكل يومي، وتبقى الحوادث البشرية في إزدياد كبير بسبب إحلال فواصل العربات ماكن المقاعد، فالتجاوزات زادت عن حد إحتمال المواطنين، تحيطهم من كل صوب وحدب، يبحثون عن حل كي ينهوا ذلك الإهمال الذي ترصد لهم في كل ركن من أركان قطارهم الصغير، فيلوح لهم من بعيد متمثلًا في "فواصل العربات".