رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السولار الحيوى وعصير قصب وزير التموين


إنتاج الوقود الحيوى ليس سيارة بيع خضراوات توزعها وزارة التموين على شباب الخريجين أو ماكينة عصير قصب بل هى عملية تقنية لها مواصفات قياسية ومواصفات جودة فإن ما أعلنه الوزير عن توزيع ماكينات بسعر خمسة آلاف جنيه على الشباب لإنتاج السولار الحيوى من زيوت التموين المستعملة ينم عن عدم علم عميق، لا أدرى إلى متى سيعيش وزير التموين على سرقة أفكارنا ونسبها إلى نفسه، فكارت الخبز وتحرير أسعار الدقيق وخلق المنافسة بين الأفران للحصول على مواصفات جيدة للرغيف هى دراساتنا التى نشرناها تباعاً فى جميع الصحف القومية والخاصة منذ عام 2010 وأخذ بها وزير التموين الأسبق أبوزيد محمد وبدأ يطبق الكروت الذكية فى بورسعيد فعلاً ثم عمل بها باسم «عودة» وأخيراًَ «خالد حنفى» والذى يدعى بأنها من فكره ولم ينسب الأمر لأصحابه. نفس الوزير عاد واستولى على دراسة موثقة لنا قدمناها إلى رئيس الوزراء ووزير التموين عام 2005 بتحويل الموانئ المصرية إلى مخزن استراتيجى للحبوب والغذاء، ثم أضفنا إليها تعديلات لم يعلم بها الوزير، فاستولى على الدراسة من مكتب الوزير ويحاول تطبيقها بطريقة فاشلة لن تجنى إلا تندر الدول علينا لأن مخ الدراسة غير موجود على الورق. آخر إبداعات وزير التموين فى سرقة أفكارنا هى إعلانه عن بدء إنتاج «السولار الحيوى» من الزيوت المستعملة مقابل سلع مجانية أى «شكك» بالعامية. فقد شرحنا الفكرة تفصيلاً مع الإعلامى «محمد على خير» عبر ثلاث حلقات من برنامجه الإذاعى الشهير فى إذاعة «راديو مصر» ثم أعدنا شرحها مرة أخرى عند انتقاله إلى «راديو 9090» وهى موثقة، ثم أصدرنا بها كتاباً بعنوان «الأجيال الجديدة من الوقود الحيوى» فى عام 2012، وللأسف أهدينا هذا الوزير نسخة منه وقت أن كان مستشاراً لرئيس الغرفة التجارية. الكتاب يوضح تكاليف إنتاج الوقود الحيوى بنفس الرقم الذى أعلنه الوزير 3.5 جنيه ويبدو أنه من دارسى القسم الأدبى ولا يعلم شيئاً لا عن الوقود الحيوى ولا تفاعلات إنتاجه. تضمن الكتاب توضيحاً بالرسومات تشير إلى إنتاج إنجلترا لنصف إنتاجها من السولار من زيوت القلية المستعملة للمنازل والمطاعم والفنادق بالإضافة إلى العديد من الزيوت النباتية للصويا والعباد وبذور اللفت والخروع وبذرة القطن وغيرها ثم أشجار الجارتوفا والبونجاميا والتى تستخدمها وتنتجها جميع دول الاتحاد الأوروبى. تضمن الكتاب رسوماً لأشكال المصانع والتى لا تتكلف أكثر من 600 ألف دولار للمصنع وكيف أن المادة الخام تشكل 80% من تكاليف السولار الحيوى وبما لا يزيد على 3.5 جنيه مصرى بينما يتراوح سعره العالمى بين 7 إلى 10 جنيهات مصرية أى دولار ونصف الدولار وكيف يخرج الجلسرين أثناء التصنيع كمنتج ثانوى له سعر أعلى من السولار نفسه.

ولأن إنتاج الوقود الحيوى ليس سيارة بيع خضراوات توزعها وزارة التموين على شباب الخريجين أو ماكينة عصير قصب بل هى عملية تقنية لها مواصفات قياسية ومواصفات جودة فإن ما أعلنه الوزير عن توزيع ماكينات بسعر خمسة آلاف جنيه على الشباب لإنتاج السولار الحيوى من زيوت التموين المستعملة ينم عن عدم علم عميق، وأن العملية أصبحت شعبية وترجع بمصر عصوراً سحيقة إلى الوراء كمثال للتفكير السطحى لمسئوليها، ولا ندرى كيف يصل سعر التوتوك والترويسكل فى السوق المصرى إلى 27 ألف جنيه بينما ستباع ماكينة تصنيع السولار الحيوى مثل ماكينة عصير القصب بخمسة آلاف جنيه فقط وبعدها سيفتتح كل شاب البنزينة الخاصة به أو يجلس وجهازه بجوار أى بنزينة لينتج ويبيع دون رقابة أو متابعة أو جودة أو مواصفات قياسية لتشهد مصر كوارث وحوادث وغش ليس له مثيل لأن من تدخل فيما لا يعنيه سمع مالا يرضيه. فإنتاج السولار يخص وزارة البترول وحدها طبقاً للقانون ولا يسمح لأى مواطن أو مصنع قطاع خاص بإنتاج المشتقات البترولية وتسويقها وبيعها بما يوضح الجهالة والعشوائية التى تسير بها وزارة التموين، ومن بعد وزارة البترول قد تكون وزارة الصناعة والتجارة مسئولة عن إنشاء المصانع وترخيص أى منشأة صناعية تصنع السولار أو عصير قصب وزير التموين. الشىء الثالث أن إنتاج السولار يتم من زيوت القلية المستخدمة بعد الفلترة والتنقية وبنسبة 80 – 90% من الزيت يضاف إليها من 10-20% كحول «إيثيل أو ميثيل» مع مادة محفزة وتترك للتفاعل ثم يحتاج الأمر إلى فصل وتنفية للسولار والجلسرين والمادة المحفزة!! فهل يتصور الوزير أن يتم كل ذلك على الرصيف؟! أو فى محل عصير السولار مثل عصير القصب؟! وماذا لو غش أى شاب فى نسبة الزيت إلى الكحول؟ أو استخدم مادة محفزة سامة؟ ثم إن كحول الميثيل نفسه سام جدا ولا يتداول إلا بتصاريح خاصة؟!

يا عم الأدبى الله يخليك خليك فى حالك بعيداً عن العلمى والتفاعلات واترك الأمر لوزارة البترول وكفاية عليك الفرخة أم ربع جنيه وأمريكا التى ستغلق بورصتها من أجلك.

جامعة القاهرة