السولار الحيوى وعصير قصب وزير التموين
ولأن إنتاج الوقود الحيوى ليس سيارة بيع خضراوات توزعها وزارة التموين على شباب الخريجين أو ماكينة عصير قصب بل هى عملية تقنية لها مواصفات قياسية ومواصفات جودة فإن ما أعلنه الوزير عن توزيع ماكينات بسعر خمسة آلاف جنيه على الشباب لإنتاج السولار الحيوى من زيوت التموين المستعملة ينم عن عدم علم عميق، وأن العملية أصبحت شعبية وترجع بمصر عصوراً سحيقة إلى الوراء كمثال للتفكير السطحى لمسئوليها، ولا ندرى كيف يصل سعر التوتوك والترويسكل فى السوق المصرى إلى 27 ألف جنيه بينما ستباع ماكينة تصنيع السولار الحيوى مثل ماكينة عصير القصب بخمسة آلاف جنيه فقط وبعدها سيفتتح كل شاب البنزينة الخاصة به أو يجلس وجهازه بجوار أى بنزينة لينتج ويبيع دون رقابة أو متابعة أو جودة أو مواصفات قياسية لتشهد مصر كوارث وحوادث وغش ليس له مثيل لأن من تدخل فيما لا يعنيه سمع مالا يرضيه. فإنتاج السولار يخص وزارة البترول وحدها طبقاً للقانون ولا يسمح لأى مواطن أو مصنع قطاع خاص بإنتاج المشتقات البترولية وتسويقها وبيعها بما يوضح الجهالة والعشوائية التى تسير بها وزارة التموين، ومن بعد وزارة البترول قد تكون وزارة الصناعة والتجارة مسئولة عن إنشاء المصانع وترخيص أى منشأة صناعية تصنع السولار أو عصير قصب وزير التموين. الشىء الثالث أن إنتاج السولار يتم من زيوت القلية المستخدمة بعد الفلترة والتنقية وبنسبة 80 – 90% من الزيت يضاف إليها من 10-20% كحول «إيثيل أو ميثيل» مع مادة محفزة وتترك للتفاعل ثم يحتاج الأمر إلى فصل وتنفية للسولار والجلسرين والمادة المحفزة!! فهل يتصور الوزير أن يتم كل ذلك على الرصيف؟! أو فى محل عصير السولار مثل عصير القصب؟! وماذا لو غش أى شاب فى نسبة الزيت إلى الكحول؟ أو استخدم مادة محفزة سامة؟ ثم إن كحول الميثيل نفسه سام جدا ولا يتداول إلا بتصاريح خاصة؟!
يا عم الأدبى الله يخليك خليك فى حالك بعيداً عن العلمى والتفاعلات واترك الأمر لوزارة البترول وكفاية عليك الفرخة أم ربع جنيه وأمريكا التى ستغلق بورصتها من أجلك.
■ جامعة القاهرة