رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفيس بوك


تعتبر مصر أول دولة، استخدمت «الفيس بوك» ويعد «الفيس بوك» بمثابة، الموقع الإلكترونى الأول للكثير من المصريين، وقد اكتسب هذا الموقع شعبية كبيرة فى جميع أرجاء العالم، وانضم إليه الأشخاص على اختلاف أعمارهم وأجناسهم وجنسياتهم نظراً لما وجدوا فيه من فوائد ومقدرة رائعة على التواصل بين البلدان المختلفة...

 أسهم «الفيس بوك» كثيراً فى إثراء الحياة السياسية فى مصر، بعد أن قامت إحدى الجمعيات السياسية بالدعوة إلى إضراب عام، يوم 6 أبريل 2008، وشارك فى هذه المجموعة أكثر من 71 ألف شخص. وبعده ظهر تأثير «الفيس بوك» على آلاف الشباب واستجابتهم لدعوات التظاهر ضد الحكومة وهيمنة الحزب الوطنى، يوم 25 يناير 2011، تم حجب الموقع فى 26 يناير 2011، وهو ما سبب اضطراباً للسلطات والحكومة المصرية. وبسبب «الفيس بوك» وثورة الشباب تم قطع اتصال الإنترنت من يوم 27 يناير 2011 ولمدة أسبوع كامل، فى سابقة هى الأولى فى مصر، وذلك لتعنت الحكومة المصرية ضد الشباب.

وقد أدى قطع الفيس بوك تلك المدة إلى خسائر جسيمة بالاقتصاد الوطنى، سواء فى البنوك أو الاتصالات أو الخطوط الجوية أو الشركات التى أصبحت تعتمد على الإنترنت، وقد أسهمت صفحة كلنا خالد سعيد، التى أنشأها الناشط السياسى وائل غنيم، وقد أطاحت هذه الثورة بنظام الحكم الذى استمر 30 عاماً بتخلى الرئيس السابق محمد حسنى مبارك عن الحكم بسبب الضغوط والاحتجاجات الشعبية.

فيما بعد أثير جدل كبير حول هؤلاء الذين أداروا صفحات «الفيس بوك» فى تلك الفترة، واتهمهم البعض بأنهم تقاضوا مالاً من الخارج. وقد نشأت الكثير من الروابط والصداقات بسبب تلك الشبكة العنكبوتية للتواصل بين كل الناس، فنرى كل أفراد الأسرة، وكل واحد منهم منكفئ على تليفونه أو جهاز اللاب الخاص، أو أى جهاز آخر، ويرى البعض أن هذا الوضع خلق نوعاً من الإدمان، بدأ يهيمن على مستخدمى «الفيس بوك».

البعض يطلقون على «الفيس بوك» العالم الافتراضى، لأنه عالم من الخيال، ويجلس فيه الشخص ويسرح بخيالة، ويكتب وينشر على الآخرين، ما يريد دون ضابط أو رقيب.

ومع أن البعض يرى أنه ظاهرة جميلة صحية، وحضارية، وأسهمت فى نشر الأفكار وتبادل المعلومات بين الناس والأشخاص، وأصبحت وسيلة لمزيد من التعارف بين الناس، فإن البعض يرى أن البعض يستغله استغلالاً سيئاً.

يتيح الفيس بوك للأشخاص وضع أى اسم مستعار يختارونه، ويختار نوع، ذكر أو أنثى، حسب رغبته، أو إضافة أسماء عائلات، بهدف تشويه صورة هذه العائلات، عن طريق إضافة معلومات أو صور مخلة بالآداب، والأخلاق وغيرها من الأفعال المشينة الأخرى، أو ممارسة أنواع من الشذوذ منفرة، أو استفزاز الآخرين، وهو ما يسبب كثيراً من الأضرار الشخصية والنفسية لبعض المستخدمين، عن طريق نشر صور لهم، أو سرقة حساباتهم، ونشر بعض الافتراءات على ألسنتهم، وغيرها من الأعمال المشينة والتى يمكن أن تؤذى الفرد، وتسبب له أنواعا من الاكتئاب .

وقد انتشرت على «الفيس بوك» العديد من الصفحات والمجموعات التى تحث على الرذائل والمحرمات، سواء أكان ذلك فيما يتعلق فى شرب الخمر أو المخدرات أو الزنا أو المثلية الجنسية ومثيلاتها، وهى أمور بلاشك، لا نريد لأبنائنا أن يتعلموها خصوصاً فى صباهم أو شبابهم