رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لا تتركوا الطلبة للإرهاب فى الجامعات«١»


استكمالا لما طالبت به من ضرورة توفير الأمن والاستقرار خلال العام الدراسى، ولأن هذا دور ومسئولية الدولة، فإنه يتحتم عليها أن تقوم بذلك على الوجه الأكمل، وأخشى ما أخشاه أن تتحول الجامعات إلى ساحات للإرهاب والفوضى بسبب التراخى وعدم الحزم فى مواجهة مرحلة حرب خطيرة تمر بها مصر، ويدركها الشعب الذى ثار بالملايين ضد الإرهاب وطالب به الرئيس السيسى قبل أن يصبح رئيساً وفوضناه جميعا فى القضاء على الإرهاب .

لذلك فإننى أطالب بأن تتصدى الدولة بالقانون لتخريب الجامعات، وأن يتم تفعيل القانون بحزم وبقوة لأن الوطن يمر بمنعطف خطير، ولابد أن تتم إعادة الحرس الجامعى بأعداد كافية لمواجهة الإرهاب داخل الجامعات وإلا فلتغلقوها، فالفصل للمخربين لا يكفى لأنهم سيقومون بالتخريب فى أماكن أخرى، ولابد من تجفيف منابع الإرهاب، إن المليارات تحت سمع وبصر الدولة تضخ لإسقاط الوطن، والجامعات مستهدفة منذ العام الماضى، فكفانا أياد مرتعشة.

إن هناك حركة تغيير مطلوبة وضرورية لرؤساء الجامعات ولمديريها الذين يتقاعسون أو الذين ينتمون للإخوان، أو الذين يتركون الخلايا النائمة تعربد والطلبة البلطجية يمارسون الإرهاب على الطلبة، إننى أخشى ما أخشاه أيضا أن تترك الطالبات لقمة سائغة لخفافيش الظلام الذين يريدون تحقير شأن الطالبات، وترويعن لكونهن فتيات، وأيضا لا يصح أن يترك المسئولون ومديرو الجامعات الطلبة نهبا لإرهاب الجماعة الإرهابية ،إن تقاعس الدولة عن مواجهة ممارسات الإرهاب الفكرى استنفر واستفز الطلبة الذين بدأوا يبحثون عن وسائل لمواجهة إرهاب الإخوان بأنفسهم، مادامت الدولة لا تتدخل بتطبيق القانون بشكل حازم، ومادام الحرس الجامعى لم يعد بعد، ففى بعض الكليات بالإسكندرية قرر الطلبة تشكيل لجان شعبية تحمى الجامعات من العنف والدمار، وأعتقد أن هذا يمثل خطوة إيجابية، لكنه أيضا قد يشكل خطرا محدقا بهؤلاء الطلبة الذين يقومون بدور الدولة فى حماية كلياتهم، فتكوين لجان شعبية قد يكون أحد الحلول لمواجهة إرهاب الإخوان، وخاصة للمستجدين من الطلبة والطالبات الذين يمكن أن يتلقفهم المنتمون للإخوان لبث الرعب وإخضاعهم لسلطتهم، أو قيامهم بعمليات غسيل مخ لهم، أتذكر إننى منذ سنوات كنت أتحدث فى ندوة أدبية استضافتنى فيها إدارة كلية علوم القاهرة، وكانت عن القصة القصيرة، وأهم ملامحها فى مصر، وحينما دخلت المدرج الجامعى وجدت انفصال المدرج إلى جزئأن، فإلى اليمين جلست الطالبات، وإلى اليسار جلس الطلبة، ولما سألت الأستاذ المسئول عن الندوة وإدارتها عن سبب هذا الفصل التعسفى، قال إن الطلبة المنتمين إلى الإخوان يجبرون الطلبة على هذا الفصل رغما عنهم، وأن لهم سطوة على الطلبة والطالبات،،،ولم يتحرك أحدا يومها ليستنكر هذا الوضع الغريب غيرى، وكتبت مستنكرة هذا ولكن لم يتحرك أحد لإصلاح الأحوال فى الجامعات وكان ذلك فى نهاية التسعينيات من القرن الماضى.

وللحديث بقية