رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وفاة 4 تلاميذ خلال أيام.. عندما ينتظر "الموت" الطلاب على أبواب المدارس

وزارة التربية والتعليم
وزارة التربية والتعليم

مشهد تكرر لأكثر من طفل داخل مدرسته، اختلفت الطريقة، لكن النتيجة ظلت واحدة، زاد الإهمال في المدارس حتى أصبح أشبه بصائد لأرواح الصغار، تلقى الأضواء الإعلامية على تلك الحادثة التي تكون في كل مرة "فردية"، بين بكاء ونواح وشجب وإدانة تغلق أبواب الحادث على ضحاياه.

ويظل الإهمال هو سيد المشهد بسبب ترك الفصول والمباني قديمة دون تجهيزات أو إعادة بناء، وتظل الحوادث داخل المدارس متصدرة المشهد من باب الفصل حتى زجاج النوافذ.

شهدت تلك الأيام الأخيرة وقوع حوادث مروعة في العديد من المدارس، فأصبحت بمثابة أيام دامية تمر على الأطفال في مدارسهم.

كانت أولى تلك الحوادث التي وقعت بمدرسة "عمار بن ياسر بالمطرية"، راح ضحيتها الطالب "محمد يوسف بالصف الثالث الابتدائي" الذي اغتال براءته الإهمال متمثلًا في لوح زجاجي من شباك الفصل وقع فوق رقبته بعد قيامه بفتح النافذة.

وتدور الأحداث بشكلها الاعتيادي، وينقل الطالب إلى مستشفى "المطرية"، لكن دون الجدوى قد خط الإهمال سطوره الأخيرة في حياة الطفل الصغير.

الأكثر من ذلك، أن الطفل ترك الإهمال في مدرسته، وذهب إلى المستشفى غارقًا في دمه ليستقبله إهمال من نوع آخر، وهو رفض إدارة المستشفى علاجه قبل أن تدفع أمه 10 آلاف جنيه لعلاجه، وعجزت الأم عن الدفع وبين الشد والجذب والتوسل لفظ التلميذ أنفاسه الأخيرة.

كما أن الإهمال لم تنحصر شروره داخل المدارس فقط، بل انتظر الأطفال خارجها، فحصد الإهمال روح الطفل "أحمد صلاح"، الذي جاءه الإهمال في صورة "عضة" كلب ضال ظل يطارد أنفاسه اللاهثة، وسرعته المحدودة في الجري، حتى تمكن منه في إحدى الشوارع المجاورة لمدرسته في أحد أحياء عين شمس.

وبين غياب الإشراف أو تعمد غيابه، تمثلت حادثة الطالب "حسن هاني" بمدرسة عثمان ابن عفان في مدينة السلام فقد لقي مصرعه أثناء تزحلقه على سلم أحد المباني، وسط غياب وإهمال المدرسين، ما تسبب في كسر بالجمجمة تلاه وفاة كالعادة.

"الموت أو الإصابة الجماعية" كان عنوان تلك الحادثة التي وقعت في مدرسة "الشهيد عبد المنعم رياض" في دمنهور بمحافظة البحيرة، أمس الأحد، الأمر الذي أصاب التلاميذ بالفزع والرعب حينما سقط جزء من سقف أحد الفصول القديمة بالمدرسة؛ ما تسبب في إصابة بعض تلاميذ المدرسة بالسحجات والجروح.

وفي نفس اليوم وقعت حادثة مماثلة في الظروف والإهمال وأبشع في الحدة وأسلوب الوفاة، فقد شهدت مدرسة "الزغيرات" الابتدائية بقرية الزغيرات، حادثًا مأساويًا راح ضحيته تلميذ في بالصف الثاني الابتدائي؛ إثر سقوط البوابة الحديدية للمدرسة على رأسه بسبب قدم البوابة وتهالكها.

كانت نفس الحادثة تكررت في بداية الشهر الجاري، حينما سقطت بوابة مدرسة ابتدائي، بقرية "أم سعدون" بمحافظة الشرقية، وأصيبت تلميذتين بالصف الأول الابتدائي أثناء تدافع الطلاب للخروج عقب انتهاء اليوم الدراسي.

ويبقى أن أرواح الأطفال من الطلاب ظلت في مهب الريح، بين تعليم لا يضيف شيئًا يذكر وإهمال ينتظرهم على الأبواب.