رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انطلاق الاجتماع الوزاري للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط في تونس

منظمة الصحة العالمية
منظمة الصحة العالمية

انطلقت في تونس الليلة الماضية أعمال الدورة الـ61 للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، بمشاركة 16 وزير صحة، ووفود من 22 دولة ومنظمات دولية.
واستأثرت المستجدات الوبائية، وخاصة فيروس "إيبولا"، باهتمام المشاركين خلال الجلسة الافتتاحية لهذه الدورة، التي تتواصل لمدة ثلاثة أيام.
ودعا رئيس الحكومة التونسية المؤقتة مهدي جمعة - في كلمته التي ألقاها نيابة عنه وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكنولوجيات المعلومات والاتصال توفيق الجلاصي - إلى العمل على درء كل الأخطار الصحية التي تشكلها الأمراض السارية والجديدة، على غرار وباء "إيبولا"، الذى يستوجب تعزيز التعاون وتكثيف الجهود بين دول الإقليم بحكم تجانس المعطيات وتطابق التحديات والأهداف المطروحة.
وأكد على أهمية تطوير البحث العلمي والاعتماد على تطور التكنولوجيات الحديثة في تحسين الخدمات الصحية وتدعيم البحوث طبقا للمعايير الدولية، كما أكد على أهمية إنتاج المعرفة خاصة في مجال الصيدلة وصناعة الدواء على اعتبار دورها في تلبية طموحات شعوب المنطقة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأدوية ودعم تصديرها، وضرورة إحداث منظمة مختصة في البحوث السريرية خاصة بأفريقيا والشرق الأوسط قريبا، كخطوة مهمة في دعم التعاون بين بلدان المنطقة.

ومن جهتها، أكدت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارجريت شان دقة المرحلة الحالية بالنسبة لأغلب دول المنطقة، التي يتواصل بها ظهور حالات متفرقة لفيروس "كورونا" وتتزايد الإصابة بالأمراض غير السارية التي تحصد أرواح الشباب، فضلا عن التهديد المتواصل الذي تفرضه الأمراض المعدية الجديدة.
وأضافت أن ذلك يتطلب التركيز القوي والدائم على تقوية النظم الصحية، وخاصة البنى الأساسية الصحية من أجل التوصل إلى السيطرة على أي طارىء صحي، موضحة أنه لا توجد دولة لديها القدرة على تحمل الصدمات المتعددة بتواترها وقوتها المتزايدين، التي تتسبب فيها المجتمعات في القرن الـ21 سواء كان ذلك بسبب ظواهر مناخية شديدة أو الصراعات المسلحة أو الاضطرابات الأهلية أو الانتشار المميت والمفزع للفيروسات، الذي يخرج عن السيطرة.
وأشارت شان إلى أن المنظمة ستعلن غدا عن تمكن نيجيريا، التي سجلت أول إصابة بفيروس "إيبولا" في 20 يوليو الماضي، من دحر هذا الفيروس والحد من انتشاره والسيطرة عليه قبل تفتيشه في مدينة لاجوس التي يسكنها 23 مليون مواطن بعد الاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة في اكتشاف حالات الإصابة بهذا الفيروس.

ومن ناحيته، أوضح المدير الإقليمي للمنظمة الدكتور علاء الدين علوان أن التجربة في التصدي لتفشي وباء "إيبولا" أثبتت عدم كفاية قدرات العالم بما فيه إقليم شرق المتوسط في مجال التأهب لطوارىء الصحة العامة الخطيرة والاستجابة لها، مبرزا الحاجة إلى تقوية قدرات الصحة العامة على الكشف عن الأخطار الصحية المستجدة والحد من أثارها والاستجابة لها.
وقال علوان "إن المنظمة تتصدى حاليا وبعد الأزمة التي شهدها قطاع غزة لخمس حالات طوارئ جسمية من الدرجة الثالثة، وهو التصنيف الأعلى بين حالات الطوارىء، منها طارئتان بالمنطقة في كل من سوريا والعراق خشية من تأزم الأوضاع الصحية بكل من ليبيا واليمن".
وتم خلال الجلسة تقديم عرض شامل لأهم ما تم إنجازه خلال الدورة الـ60 للجنة، بالإضافة إلى عرض فيلم وثائقي حول الخدمات التي يقدمها المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بالشرق الأوسط.
ويتضمن جدول أعمال هذه الدورة عددا من الموضوعات المتعلقة أساسا ببحث تطوير سبل تمويل منظمة الصحة العالمية وتقييم مدى تقدم دول المنطقة، التي تضم الدول العربية، بالإضافة إلى إيران وباكستان وأفغانستان، في إدراك الأهداف الإنمائية للألفية.
كما يطرح أمام المشاركين في هذه الدورة جملة من التحديات الصحية المتعلقة باستئصال شلل الأطفال في هذا الإقليم الذي يعد الأكثر تأثرا به، و تداعيات التغيرات المناخية على الصحة، فضلا عن مدى استعداد دول الإقليم للمستجدات الوبائية، وخاصة فيروسي "كورونا" و"إيبولا "، فضلا عن إلتهاب الكبد الفيروسي وصحة الأم والطفل ومدى الاستعداد للطوارىء.