رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فيديو.. عامل "السيرما" بين غلاء أسعارها.. وعشقه لتطريز حروفها

جريدة الدستور

يجلس لساعات طويلة لا يشغل تفكيره سوى ألوانها وتطريزها لتظهر بأجمل صورها، كلماتها تعطي له الصبر على استكمالها، رغم غلاء موادها الخام، وصعوبة عملها الذى يستغرق ساعات طويلة وأيام عديدة.
وتعتبر مهنة "السيرما" من أقدم الأعمال اليدوية التى اشتهر بها الأتراك والتونسيين والهنود، لكن برع فيها المصرين وتفوقوا عليهم، منذ عهد محمد علي، عندما كانت مصر تقوم بصناعة كسوة الكعبة، بالإضافة إلى الآيات القرآنية التي تعلق بالمساجد وبيوت الأثرياء.
ويشكل شغل "السيرما" مصدر الرزق الوحيد للحاج ناصر عبد الحميد الشهير بابو نانا، والذي تكمن سعادته عند حضور الأثرياء خاصة العرب لشرائها، وسؤالهم "هل انتهيت من الآية القرآنية ؟".
ويقول أبو نانا: "أعشق مهنتي.. وأحبها، لازم أطلعها سليمة .. مينفعش أطلع حرف ناقص من آيات الله".
ويروي الحاج عبد الحميد رحلته مع مهنة شغل "لسيرما" التي بدأها منذ 25 عام، ولا يتعب أو يمل، قائلًا: "حبي لها أعطاني الشعور بأني وكيل القرآن الكريم في الأرض وأن رسالتي تكمن في إظهار آيات الله عز وجل بأجمل وجه، فأنا من صغرى وأنا فى المهنة، أحبها جدا ولا أعرف غيرها، ممكن اشتغل 10 أيام في القطعة الواحدة".
ويقوم عبد الحميد بمراجعة القماش بعد عودته من الخطاط، لقراءة نصوصه المخطوطة حرف حرف، ثم يبدأ فى تحديدها وإبراز حروفها باستخدام الأسلاك الذهبية، ويساعده فى هذا المرحلة الصنايعية بالورشة.
ويستخدم في شغل "السيرما" عدة أنواع من القماش مثل "الشموازت" بدرجاتة و"الحرير" و"الصوف" ويتم تطريز الحروف بـ"القصب المطلى من الذهب" - وهو أغلى الأنواع -.
وتشكل المواد الخام عقبة فى طريق صناعة "السيرما"، والسهر والعمل أيام لا يعود على عاملها بمقابل مادى يساعده على الاستمرار، لكن يمارس هذه المهنه لعشقه لفن صناعة "السيرما".