رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هذا المحتوى بأقلام قراء جريدة وموقع الدستور

حوار "الست" و "الاستاذ"

أم كلثوم
أم كلثوم


قرأت لكم بالأمس القريب في الجريدة اليومية حواراُ من امتع الحوارات التي قرأتها في حياتي رغم أنه من أقدم الحوارات ورغم أنه في زمن لم أعاصره حيث يرجع تاريخه إلى الستينات من القرن الماضي إلا انه حوار ملئ بمعلومات لم يعرفها أحد من قبل وكان هذا الحوار من نصيب مجلة"آخر ساعة" وهي من اعرق المجلات الموجودة على الساحة
في الحقيقة أود أن أعترف لكم أنني كنت في حالة من الزهول التام والاندهاش الشديدين جدا عند قرائتي لهذا الحوار لأني لم أكن أتوقع أن أقرأ حوار بهذا الثقل حيث كان الحوار بين "الست" وهي سيدة الغناء العربي وكوكب الشرق السيدة أم كلثوم وبين"الاستاذ" الصحفي المخضرم الكبير محمد حسنين هيكل حيث قامت"الست" بدور الصحفية المحاورة واستضافت الاستاذ هيكل وما أدهشني أن "الست" كانت محاورة ممتازة بالرغم من أنها فنانة ومطربة في المقام الاول ولا تفقه الكثير في قواعد وأصول مهنة الصحافة
ولكن في الحقيقة وأنا أقرأ الحوار وجدت تلك السيدة العظيمة كانت على درجة عالية جداً من الثقافة السياسية في هذا الوقت وتسأله في بعض الامور الخاصة بفترة الحروب التي مرت على البلاد ما بين نكسة يونيو1967 وما بين حرب اكتوبر المجيد1973 وتسأل وتناقش في ثقة وثبات لم اراه على محاوري تلك الفترة التي نعيش فيها الآن
في الواقع أكتب لكم مقالي هذا لأوضح لكم كم كانوا فناني الزمن الجميل مهتمين كل الاهتمام بما يحدث حولهم وتراهم كيف هم مهمومين ببلدهم الذين نشأوا وترعرعوا فيه فيهتموا بكل ما يدور حولهم حتى في الامور السياسية فنراها في عز الحروب والازمات نجدها تطوع فنها لخدمة بلدها والوقوف بجانبه في الازمات فهذا هو الفنان الحقيقي بعكس فناني هذا الزمان الذين دائماً ما نراهم يسكنوا القلاع العالية مشغولون بأمورهم الفنية فقط دون باقي الامورالتي تدور من حولهم فنجدهم لا يحملوا هم لهذا البلد الذي حملهم والذي نشأوا فيه وشربوا من خيراته ومن نيله العظيم
لا أعرف ماذا أقول ولكن أعتقد من وجهة نظري أننا لو أعدنا اجراء هذا الحوار أو مثله بطبيعة الحال لأن الزمن غير الزمن والاحداث تتطورولكن لو أردنا عمل مثله اعتقد لا نستطيع عمل هذا الحوار على الرغم من أنه كان حوار سياسيا ً من الدرجة الاولى وحتى لو كان حوارا فنياً لا يتعلق بالسياسة لم نستطع أيضاً
ولكن استوقفني في نهاية الحوار سءال من "الاستاذ "ل"الست" عن استطاعتها التوفيق بين السياسة والفن فقالت إن السياسة والفن توأمين لا يستطيع أحد فصلهما ولكن ولتسمح لي "الست" أن أعارضها في الرأي وأقول أن بالفعل هما توامين ولكن هناك من يستطع الفصل بينهما وخصوصاً سكان القلاع العالية كما أشرت من قبل ولكن هناك البعض الذين ريطوا بينهما وخصوصاً من بعد ثورتي 25 يناير و 30يونيو فنرى الكثير في تلك الفترة أصبح يتحدث عن السياسة أكثر من الفن وهناك من سيعتزل الفن من أجل الخوض أكثر في أحوال البلاد السياسية وهذا يدل على مدى صعوبة اقتران الفن بالسياسة في هذا الزمان على عكس زمن"الست" و"الاستاذ"....ولتسمحوا لي بتحية تقدير واعجاب "للست" و"الاستاذ"على ذلك الحوار الذي تبادلا الادوار فيه مابين المحاور والضيف
ولو كنت موجودة في هذا الزمن لذهبت اليهما وشكرتهما على ذلك الحوار الذي تعلمنا منه الكثير
وتحية تقدير أخرى للمحرر أو المحررة اللذان تعبا وفتشا ونقبا في ارشيف الجريدة العملاق والذي اعتقد من وجهة نظري أنه ملئ بمثل تلك الحوارات الهامة فأناشدهم بأن يمدونا بمثل تلك الحوارات والتي نتعلم منها ما سينفعنا في مستقبلنا