رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما لا تعرفه عن الحجر الأسود "إكسير الحجاج".. كان أشد بياضًا من اللبن فاسودّ بخطايا الإنسان

الحجر الأسود
الحجر الأسود

الحجر الأسود أو الأسعد كما يحب أن يسميه أهل مكة، حجر من الجنة يبدأ عنده الطواف وينتهى به، ويقال له "الركن" باعتبار وجوده في الركن الأهم من البيت الحرام وهو الركن الذي يبدأ منه الطواف وينتهي عنده.

وعن الشكل الخارجي للحجر الذي يأتيه المسلمون كل عام من مختلف البلاد، فأنه يرتفع عن الأرض مترًا ونصفًا، وهو أسود اللون ذو تجويف أشبه بإناء الشرب، ومحاط بإطار من الفضة الخالصة صونًا له.

ويظهر إطار الحجر بيضاوي الشكل، واللون الأسود يحيطه من جوانبه، وله ثمان قطع صغار في حجم الثمرات وهو في الأساس مكون من خليط من الشمع والمسك والعنبر موضوع على في دواخل الحجراﻷسود.

ويرى المسلمون أن هذا الحجر الكريم هو يمين الله في الأرض يصافح به عباده المؤمنين، كما إنه ياقوت من يواقيت الجنة.

فقد جاء به جبريل إلى إبراهيم عليهما السلام من السماء؛ ليوضع في مكانه من البيت، فهو أول بيت وضع فيه البركة، مقام إبراهيم، وقد حمله النبي صلى الله عليه وسلم بيديه ووضعه في مكانه عند إعادة بناء قريش للكعبة قبل نزول الوحي، وقد قبله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يقبّله الأنبياء السابقون عليه، ويستجاب عنده الدعاء.

من الفرائض التي يجب على الحجاج اتباعها هي لمس الحجر الأسود وتقبيله عند مروره به، وأن لم يستطع الحاج لمسه بيديه فعليه أن يلمسه بأي شيء معه.

تعددت فضائل ذلك الحجر وفقًا للعقيدة الإسلامية، وقد روى عن عمر بن الخطاب أنه كان يقبل الحجر الأسود ويقول: "إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك"، دلاله على فضله وأهمية تقبيله".

ويعتبر فضل تقبيله ولمسه، في إنه يحط الخطايا والذنوب، فقيل عن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن مسح الحجر الأسود والركن اليماني يحطان الخطايا حطًا"
وأنه يوم القيامة يبعث ذلك الحجر و له عينان و لسان ينطق باسم من لمسه وقبله، وذلك بقول النبي: "والله ليبعثنه الله يوم القيامة له عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد على من استلمه بحق".

ولم يمر التاريخ هادئًا على الحجر الأسود، فكانت حادثة "القرامطة" هي أفظع ما مر على الحجر الأسود فقد أغاروا على المسجد الحرام وقتلوا ما فيه وأخذوا الحجر وغيبوه 22 سنة، ورد إلى موضعه سنة 339.
وتعود القصة إلى عام 317، حينما قام أبو طاهر القرمطي، ملك البحرين وزعيم القرامطة، بغارة على مكة والناس محرمون، واقتلع الحجر الأسود، وقتل عددًا كبيرًا من الحجاج، وحاولوا أيضًا سرقة مقام النبي إبراهيم ولكن تم إخفاؤه.

ومن المعلومات التي تعد نادرة ولا يعرفها الكثيرون عن الحجر الأسود أنه نزل من الجنة أشد بياضًا من اللبن فسودتة خطايا بني آدم، حتى أصبح على تلك الهيئة، كما أن أشعة الشمس تشرق على الحجر اﻷسود عند الشروق في الاعتدالين أي فصلي الخريف والربيع، وينفرد الحجر الأسود بأنه الحجر الوحيد في العالم الذي يطفو فوق الماء.