رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أهم رسالة فى كلمة السيسى بالأمم المتحدة


شاهدت كما شاهد الملايين من المصريين والملايين حول العالم كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى الدورة الـ ٦٩ للأمم المتحدة التى تم بثها على الهواء مباشرة من نيويورك، والحقيقة أن الكلمة لم تكن مجرد خطاب مهم للرئيس المصرى بعد ثورة قام بها الشعب المصرى فى ٣٠ يونيو للخلاص من حكم ظلامى إرهابى جاء باتفاق ومباركة أمريكية، وإنما هى كلمة لرئيس يقف وراءه ويدعمه شعب مصرى تعداده ٩٠ مليون مواطن، لدولة هى مهد الحضارة وأصل الإنسانية، وإنها كلمة تعبر عن إرادة الشعب المصرى، وحملت بداخلها عدة رسائل مهمة للعالم حول السياسة المصرية الجديدة، مع بزوغ عصر جديد بدأ مع نجاح ثورة ٣٠يونيو.وفى اعتقادى أن أهم رسالة فى كلمة السيسى بدأت قبل وصوله إلى القاعة الخضراء التاريخية، وتمثلت فى آلاف المصريين الذين جاءوا من كل أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، حاملين الأعلام المصرية، مؤكدين وقوف الشعب المصرى معه ووراءه، وملايين تعلقت قلوبهم وأنظارهم بشاشات التليفزيون لمشاهدة الكلمة، لم يكن هذا خطاباً فى تقديرى، بل كان مظاهرة حب ووطنية لمصر ولرئيسنا السيسى، رأينا البهجة على وجوه المصريين يقفون لساعات فى الشوارع انتظاراً لوصوله، النساء قبل الرجال والشيوخ قبل الشباب، يغنون الأغانى الوطنية، ويتغنون فى حب مصر، ويرتدون تى شيرتات عليها العلم المصرى، إن أهم رسالة فى هذا الخطاب هى أنه قال وردد لأول مرة فى تاريخ الأمم المتحدة كلمة «تحيا مصر تحيا مصر»، لم يفعلها رئيس من قبله، ولم تصدر من أى زعيم من أى دولة، إن هذه الكلمة جعلت العالم يعرف أن الشعب المصرى سيستمر فى مسيرته نحو إرادة الحياة، وضد قوى الإرهاب والموت، وأن الشعب المصرى سيستمر فى مسيرته نحو مصر الحضارة والتنوير والتقدم والتنمية، وضد قوى التخلف والتطرف والإظلام والتشدد.اشتاق الشعب المصرى للفرحة والاستقرار والبهجة، فخرجوا يغنون لمصر فى شوارع نيويورك ،، تغلب الشعب، وها هو الرئيس المصرى يلبى النداء ويتكلم بأعلى صوت أمام العالم، إن مصر ستمضى فى بناء دولة المؤسسات، وسيادة القانون، والفصل بين السلطات، وإنها ستمضى فى المواجهة الحاسمة ضد قوى التطرف والإرهاب والترويع، وإنها قد عانت من الإرهاب منذ عشرينيات القرن الماضى، وأنها ستكثف من التعاون والتنسيق لتجفيف منابع الدعم الذى يتيح للمنظمات الإرهابية تحقيق جرائمها.أما الرسالة الثالثة؛ إلى جانب الدعم الشعبى ثم هتاف الرئيس لمصر، فهى وضع مصر فى مكانتها اللائقة بها كدولة محورية لها دور فعال ومؤثر فى المنطقة، وأن أمنها وسلامتها مهمان فى مواجهة قوى الدمار والتطرف، أما الرسالة الرابعة، فهى أن مصر منارة الإسلام المعتدل، مما يؤكد أن التنظيمات الإرهابية لا تمثل الإسلام، لأنها تسىء إلى مليار ونصف مليار مسلم فى العالم، كما جاءت الرسالة الخامسة لتشرح اهتمام مصر بالأمن القومى العربى، مما يعنى أنها تستعيد دورها العربى، أما الرسالة السادسة، فهى الاهتمام بالبعد الأفريقى الذى طالما تم إهماله، والرسالة السابعة تعكس الاهتمام بالبعد الدولى، واحترام المعاهدات والقوانين والمواثيق الدولية والمصالح المشتركة، أما الرسالة الثامنة، فهى تأكيد أن شعب مصر بعد ثورتين بات هو مصدر السلطات فى إطار سعى مصر نحو الاستقرار والتنمية، والرسالة التاسعة تؤكد أن مصر تعلى قيم التعاون والحرية، أما الرسالة العاشرة والأخيرة، فجاءت متمثلة فى تحية شعوب الأرض المحبة للسلام ومبادئ الأمم المتحدة.إن هذه الكلمة بما حملت من رسائل قد وضعت مصر فى مكانتها اللائقة بها كمهد للحضارات الإنسانية، وكدولة تسعى للتقدم والبناء، ولكنها بلا شك ستكون نقطة تحول فى علاقات مصر الخارجية لأنها تقدم مصر الحضارة والتاريخ والاستنارة للعالم، ولأن الشعب المصرى قد أكد بثورته الكبرى الحاشدة فى ٣٠ يونيو أنه يريد دولة مستنيرة وحديثة ومتقدمة، تحترم المواطن والقانون، وبها كرامة ومكان لكل مواطن شريف يحبها، وأنه لا عودة للوراء ولا عودة للظلام أو الإظلام، وأن مصر تتجه بجدية نحو مستقبل أفضل لكل أبنائها الوطنيين المخلصين لها، أما الإرهابيون والخونة فإن الشعب سيلفظهم للأبد، ولا مكان لهم بيننا