رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرئيس والتعليم «2-2»


ردود أفعال إيجابية كثيرة حول مقالى الأسبوع الماضى بشأن التعليم، لعل أهمها، كان من د. هانى سرى الدين - السياسى والاقتصادى المعروف - وكذلك د. حسام بدراوى - الشخصية السياسية البارزة - والذى له أبحاثه وخبرته الطويلة فى مجال التعليم والبحث العلمى وخبرة د. بدراوى ليست فقط نظرية، بل عملية فله تجربة مهمة تستحق الدراسة والتعميم من خلال جمعية تكاتف والتى قامت بتطوير بعض المدارس فى محافظة القاهرة وتدريب المعلمين وصقل مواهبهم والاهتمام بالأنشطة الرياضية والثقافية والفنية، وتعليم الطلاب كيفية الحفاظ على المال العام، ولأننى كما قلت فى المقال السابق لم يعد أمامنا سوى الرئيس عبدالفتاح السيسى نشكو إليه همومنا، فإننى أقول له: إن مشكلتنا فى مصر هى الاهتمام بالشكل على حساب المضمون فى كل أمور حياتنا، وهذا أمر خطير وشديد الخطورة حينما نطبقه فى التعليم فقد قرأت تقرير التنافسية عن حالة التعليم فى مصر الذى يقلق أى مواطن غيور على بلده، حيث وضع ترتيب مصر فى جودة التعليم فى المركز الأخير 148 من بين 148 دولة، وجودة النظام التعليمى 145، وجودة إدارة المدارس 145، وجودة تعليم الرياضيات والعلوم أيضا 145 وتدريب الموظفين 138وكلها أرقام مخيفة.سيدى الرئيس.. إن اهتمامك بالتعليم معناه إنقاذ لمصر، كما أنقذتها من قبل من مصير مجهول على يد الجماعة الإرهابية، لأنه لن يكون لدينا طبيب ماهر ومهندس كفء وقاضٍ عادل ومحامٍ شريف ومهندس محترف، بل لن يكون لدينا سباك أو كهربائى، أو ميكانيكى متميز إلا إذا كان لدينا تعليم حقيقى لا يعتمد على الحفظ والتلقين على الشكل دون المضمون، حتى القضاء على الإرهاب وتنقية عقول الشباب من الأفكار السامة يحتاج إلى تعليم جيد يجعلهم يفكرون، ويشغلون عقولهم ويميزون بين الحق والباطل، والصالح والطالح.سيدى الرئيس.. لقد قلت فى عيد المعلم، إن وزير التربية والتعليم قال لك إننا كنا نبنى كل عام مائة وخمسين مدرسة ولكننا هذا العام بنينا 1150 مدرسة أتمنى أن يكون هذا الرقم صحيحاً؛ لأننى سمعت كلاماً كثيراً عن استحالة بناء كل هذه المدارس فى عام واحد، لأسباب كثيرة منها الموارد المادية المتاحة، أيضاً الأرقام التى يتم ترديدها بخصوص محو الأمية تحتاج إلى مراجعة؛ لأن هناك تقارير تتحدث عن وجود أمية فى المدارس بنسبة كبيرة. سيدى الرئيس.. لتجعل التعليم مشروعك القومى الأهم؛ لأنه لا نهضة دونه وأيضا المشروعات القومية الكبرى التى بدأتها تحتاج إلى خريجين أكفاء لا يوفرها نظام التعليم الحالى.سيدى الرئيس أقل أسرة مصرية اليوم تنفق من خمسمائة إلى ألف جنيه شهرياً على الدروس الخصوصية، بحسبة بسيطة نجد أن الأسرة الفقيرة تنفق متوسط خمسة آلاف جنيه تذهب إلى جيوب المدرسين، لو أنها دفعت للدولة ألف جنيه فى العام مقابل قيام المدرسة بدورها فى التربية والتعليم سوف تعم الفائدة على الجميع، الدولة سوف تحصل على مليارات الجنيهات، والمدرس سوف يتقاضى أجوراً محترمة تغنيه عن مذلة الدروس الخصوصية، وأيضاً المواطنون سوف يضمنون لأبنائهم تعليماً جيداً.. والله الموفق.

■ مذيع بإذاعة الشرق الأوسط