رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دبلوماسيون: دعوة الخارجية التركية لاجتماع ثنائي مع مصر خطوة تكتيكية تحتاج إلى الحذر

جريدة الدستور

مع استمرار توتر العلاقات بين مصر وتركيا بسبب دعمها لجماعة الإخوان الإرهابية، جاء طلب الخارجية التركية للجانب المصرى بعقد اجتماع ثنائي فيما بينهم، واعتبر عدد من الدبلوماسيين أن موافقة مصر على هذا الطلب جاء لأنها واثقة من ذاتها ومنفتحة على الجميع، مشيرين إلى أنه جاء لإدراك تركيا بدور مصر المحوري فى المنطقة التى لا يمكن تجاهله لكنه يحتاج إلى التعامل معه بحذر.
من جانبه، قال السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية السابق، إنه يجب التعامل مع طلب الخارجية التركية بعقد اجتماع ثنائي مع مصر بحذر شديد، خاصة وأنه جاء بعد تصريحات أردوغان الرئيس التركى والذى رحب فيها باستقبال قيادات الإرهابية المُرحلين من قطر، كما أنه ليس من المستبعد أن يكون هذا اللقاء بتنسيق مع واشنطن.
وأشار إلى أن طلب عقد هذا اللقاء جاء بالتزامن مع المساعى الأمريكية لتحسين الأوضاع والعلاقات مع مصر، موضحا انه يمكن أن تكون هذه الخطوة "تكتيكية" فيما بينهم فى إطار تكوين تحالف دولى لمواجهة تنظيم داعش الإرهابى ورغبتهم فى انضمام مصر لهم، مضيفا أن مصر دائما منفتحة على الجميع وستستمع إلى الجانب التركى وننتظر ما سيسفر عنه هذا اللقاء.
وأوضح أنه لا يعتقد أن هذا اللقاء سيعقبه عودة العلاقات إلى طبيعتها بين البلدين، فما فعلته تركيا خلال العام الماضى، خاصة بعد ثورة 30 يونيو من معاداتها للشعب المصرى ودعمها الدائم لجماعة الإخوان الإرهابية من الصعب تخطيه بسهولة وسرعة.
من جانبه ذكر السفير أحمد أبو الخير، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن طلب هذا اللقاء من الجانب التركى طبيعى فى ظل وجود علاقات دبلوماسية بينها وبين مصر، وحتى وإن كانت فى أسوأ حالاتها الإ أنها لم تنقطع.
وأضاف أن السياسة التركية تجاه مصر معلنة وواضحة منذ ثورة 30 يونيو، ومن الصعب أن تغير أى دولة سياستها بين عشية وضحاها، ولكن فى الوقت نفسه من المتوقع أن يوضح وزير الخارجية المصرى لنظيره التركى مخاطر سياساتهم تجاه ما يحدث فى مصر ومعاداتهم للمصريين والإساءة لهم وكذلك صورة تركيا أمام المجتمع الدولى كدولة داعمة للإرهاب.
وأشار إلى أن الطرف المصري سوف يستمع هو الآخر للجانب التركي، وأن عودة العلاقات بصورة أو بأخرى متوقف على مدى تفهم الخارجية التركية لطبيعة الأوضاع فى مصر.
فيما قال السفير عادل الصفتى، مساعد وزير الخارجية السابق، إن طلب الخارجية التركية عقد اجتماع ثنائي مع مصر نابع من إدراكها لأهمية الدور التى تلعبه مصر فى المنطقة ودورها المحورى فيها.
وأوضح أن موافقة مصر على عقد هذا اللقاء لأنها دولة واثقة من نفسها ولا تمتنع من الحديث مع أى طرف، ولكن هذا لا يمنع من أن يكون هناك تحسبا من هذا اللقاء لما يمكن أن يصدر أو يهدف إليه الجانب التركى.
وأكد على أن عودة العلاقات إلى طبيعتها بين البلدين تشترط أن تكون هناك رغبة حقيقية لدى تركيا لتحسين العلاقات وعودة اللقاءات مرة أخرى، وعليها أن تسعى لذلك، خاصة ان مصر لم تبدأ بالإساءة إليها.