رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد ضرب رمز النفوذ الإقليمي.. الصحف العربية: أمن مصر أولا

الصحف العربية
الصحف العربية

حاول أصحاب العقول المظلمة مع بداية العام الدراسي الجديد، إطفاء شرارة النور، وقطع الطريق عن طلاب العلم؛ حيث قام الإرهاب مجددًا بعملية راح ضحيتها شرطيين، مستهدفًا هذه المرة مقر وزارة الخارجية المصرية، في محاولة بائسة لزعزعة أمن واستقرار هذا البلد، التي جاهدت قياداته وأبناؤه لنفض ظلم واستبداد وتطرف النظام السابق الذي قادته جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، وأبرزت الصحف العربية خلال استعراضها للحادث جملة من الدلالات التي أشار إليها.
أمن مصر أولا:
أشارت "البيان" الإماراتية في افتتاحيتها إلى أن أمن واستقرار مصر أولوية قصوى لجميع أبنائها ومختلف مؤسساتها، باستثناء أولئك الذين يسعون جاهدين لنشر الفوضى وبث الرعب في صفوف أهلها، ما يقتضي تكاتف وتعاضد كافة أطيافها السياسية والشعبية لدعم مؤسساتها الأمنية التي تواجه مهمة صعبة جدًا في حملتها للقضاء على كل من تسوّل له نفسه المس بهذا البلد العريق بشعبه ونضاله وتاريخه، والذي بات هدفا محوريا للعناصر المتطرفة التي تطلق تهديدات متكررة تستهدف قوى الأمن والجيش، بهدف بث الرعب والفوضى.
وأوضحت تحت عنوان "أمن مصر أولا" أن تجاوز تلك المرحلة الصعبة، بجميع تفاصيلها، يكمن في توفير الأمن الذي يعتبر أولوية، من أجل الانتقال إلى مراحل أخرى تحمل هذا البلد إلى مزيد من التقدم والرخاء، وتؤمن لأبنائه حياة كريمة ملؤها الهدوء والطمأنينة والعيش الكريم، بما ينعكس كذلك على محيطه العربي، لا سيما وأن لمصر ثقلها ومكانتها العربية والإقليمية، كما أن لها دورًا محوريًا في مختلف القضايا الحساسة، ما يجعل استقرارها ضرورة ليس فقط داخل أراضيها، بل إنها تمتد أيضًا إلى محيطها العربي وجوارها الإقليمي.
بدورها، أفادت "الأخبار" اللبنانية، تحت عنوان "تفجير يضرب رمز النفوذ الإقليمي للقاهرة"، أن مصر دخلت في مرحلة جديدة تتميز بمواجهة استهدافات أمنية تكتسب دلالات رمزية؛ حيث إنها تندرج في سياقات متعددة وتتزامن مع بروز الإشارات الأولى إلى استعادة القاهرة للدور الإقليمي تحت غطاء المشاركة في التحالف الدولي المزعوم لمحاربة الإرهاب.
الإرهاب يضرب الاستقرار:
وتحت عنوان "لا مهادنة مع الإرهابيين"، أوضحت "عكاظ" السعودية في افتتاحيتها، أن الإرهاب الأسود، يسعى بكل ما أوتي من قوة إلى تدمير كل شيء أمامه، فهو يفجر من دون تمييز ويدمر بدون هوادة، بهدف بث مشاعر الخوف والرعب في القلوب، وتكدير صفو الأمن والاستقرار.
وعدت ما جرى يأتي في سياق المحاولات اليائسة للتنظيمات المتطرفة لضرب حالة الاستقرار والتعافي التي بدأت تدب في أوصال الدولة المصرية، لاسيما بعد توجيه قوات الأمن ضربة قوية للعناصر الإرهابية الأسبوع الماضي وقتلها عددا من المتورطين في حوادث قتل واغتيالات وتفجير منشآت الدولة.
ورأت أن مثل هذه التفجيرات، تؤكد أن خطر الإرهاب لا يزال ماثلاً، الأمر الذي يفرض على الجميع ليس في مصر وحدها بل في المنطقة والعالم، ضرورة الحشد والتحالف لاجتثاث جذوره وقطع روافده ومواجهته بقوة ودون تردد أو مهادنة.
من جهتها، شددت صحيفة "المدينة" السعودية، على أنه لم يعد من الصعب إثبات بأن أعداء الإسلام والوطن والإنسانية الحقيقيين هم الذين يقتلون الأبرياء، ويروّعون الأنفس المطمئنة، ويعيثون في الأرض فسادًا وخرابًا، ويزرعون الفتنة، ويسعون إلى زعزعة الأمن والاستقرار في ديار العروبة والإسلام.
وأوضحت تحت عنوان "الإرهابيون أعداء الإنسانية" أن تلك الطغمة الفاسدة من أنصار الشيطان أصبحت العدو الأكبر الذي يهدد أمن واستقرار الأمة، ومحاولة عرقلة نهوضها وتقدمها، والعمل على إعادتها إلى عصور التخلّف والجاهلية والظلام من خلال الترويج لإسلام لا يمت للإسلام الحنيف المبني على قيم التسامح والوسطية والاعتدال بصلة.
وبينت أن هذا السعار الإرهابي الذي يضرب دول المنطقة ويقوض أمنها، يستدعي تفعيل وتسريع الحملة الدولية على التنظيمات الإرهابية، وقيام المواطن في كل بلد عربي بدور رجل الأمن لحماية مستقبل أبنائه من هذه الفئة الضالة.
محاربة الفكر:
من جانبه، ألمح الكاتب الكويتي خالد عايد الحنفاوي لـ"السياسة" الكويتية، تحت عنوان "سدنة الإِرهاب سرطان العصر": إلى أن مكافحة للإرهاب وظواهره المدمرة، تكمن في تركز الحكومات والمؤسسات الأمنية والتعليمية على مكافحة مرض تنظير الإرهاب، بهدف محاصرته وتفنيده بالإجراءات الأمنية الحازمة وبالمعالجة الفكرية المنطقية.
وأكد أن جبهة مكافحة الإرهاب يجب أن تستمر جبهة حقلية وفكرية، فلا ينفع مع هذا النوع من السرطان المعاصر سوى القضاء على أسبابه الرئيسية: الخطابات الدينية والمذهبية المتطرفة، والتبرير المقيت لأعمال قتل الأبرياء، وتدمير المجتمعات الإنسانية بزعم الجهاد؛ حيث ويرى أن منظري ومتعهدي الإرهاب هم السرطان الذي تجب مكافحته بكل الأشكال والطرق والوسائل القانونية والفكرية والإجراءات الأمنية الحاسمة.