رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرئيس والتعليم «1-2»


لم يعد أمامنا سوى الرئيس عبدالفتاح السيسى لكى نشكو إليه كل كبيرة وصغيرة، وبما أن قضية التعليم قضية حياة أو موت ويجب أن تكون من أهم أولوياتنا فإننى أنقل إليه خوفى على مستقبل بلدى بسبب تدهور التعليم.سيدى الرئيس بالأمس بدأ العام الدراسى الجديد وكما بدأ سوف ينتهى مثل عشرات الأعوام السابقة تعليم قائم على الحفظ والتلقين وليس تفتق الذهن وكيفية التفكير، ملايين الطلاب يحملون على ظهورهم حقائب مثقلة بالهموم قبل الكتب ويذهبون إلى المدارس وهم لها كارهون، وقد بدأوا الدروس الخصوصية،كل الطلاب من سنة أولى حضانة حتى الصف الثالث الثانوي، كل الأسر المصرية الغنية منها والفقيرة تنفق ميزانيتها على الدروس، وقد حجزت المدرسين ودخلت فى معسكرات مغلقة قبل شهر من المدارس لأنها لا تعول إطلاقاً عليها لا فى تربية ولا فى تعليم بل يعتبرون أن المدرسة مضيعة للوقت ويفضلون لأبنائهم الجلوس فى المنازل، وكل المسئولين فى التربية والتعليم يعلمون ذلك واهتمامهم فقط سواء الوزير الحالى أو الوزراء السابقين بالشكل دون المضمون بمعنى أن تكون هناك مدارس وطلاب وطابور صباح يحضره السيد الوزير فى أول يوم دراسة وصرف الكتب والتغذية لملايين الطلاب واستيفاء كل الأوراق وأن تكون هناك امتحانات وكنترول ومؤتمر صحفى للسيد الوزير لإعلان النتائج ومليارات يتم إنفاقها، وللأسف الشديد النتيجة المركز 149 من بين 149 دولة فى جودة التعليم حسب تقرير اليونسكو.سيدى الرئيس ونحن نثق فى وطنيتك وإخلاصك لهذا البلد فهل من الممكن أن نشهد تغييراً فى الشكل والمضمون ونحن لن نخترع العجلة من جديد فى إصلاح التعليم، هناك دول ألغت نظام الامتحانات وهناك دول ألغت طبع الكتب وهذه كارثة أخرى وفساد كبير فكيف تنفق الدولة ما يزيد على المليار كل عام على طباعة كتب لا يستفيد منها الطالب؛ حيث يفضل عليها الكتب الخارجية وآخر يوم امتحانات يقوم بحرقها أو بيعها لمطاعم الفول والفلافل، على الأقل لو فكرنا فى إلزام الطالب بتسليم كتبه فى نهاية العام فسوف يحافظ عليها أو يسدد ثمنها وبالتالى سوف نعلمه النظام والمحافظة على مقتنياته ونوفر هذه الأموال للدولة وهذا لن يحدث؛ لأن طباعة الكتب سبوبة كبيرة تستفيد منها جهات عامة وخاصة، فى الوقت الذى تعانى فيه الدولة من عجز شديد جعلك تتبرع بنصف راتبك وثروتك وتطالب المصريين بالتبرع لدعم الاقتصاد الوطني.سيدى الرئيس عندما كان لدينا مدرسة تقوم بدورها كان لدينا تربية وتعليم وأخلاق وقيم وعندما تخلفت المدرسة تخلفنا فى كل شيء والأمر جد خطير ولابد من حلول جذرية تهتم بالجوهر والمضمون، فهناك طلاب يحصلون على مؤهلات متوسطة ولا يجيدون القراءة والكتابة. سيدى الرئيس فى كل دول العالم المتقدم الطالب النابغ يلتحق بالتعليم الفنى والتكنولوجى وفى مصر الطالب الفاشل هو الذى يلتحق به والحقيقة أن الحشو ونظام التعليم عندنا لا يعطى فرصة لاكتشاف النابغين من الطلاب.سيدى الرئيس هل تعلم أن نسبة الدروس الخصوصية 100% فى كليات القمة «الطب والهندسة»، وهذا يكشف حجم الكارثة والتى لا نريد أن نعترف بها سواء فى التعليم الجامعى أو ما قبله. وللحديث بقية.

■ مذيع بإذاعة الشرق الأوسط