رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

د.أسامة حفني: مكافأة الأطفال بالحلوى وراء سمنتهم المفرطة

جريدة الدستور

أكد الدكتور أسامة حفني، استشاري علاج السمنة، أن السمنة تعد مرضًا خطيرًا يتسبب في قائمة كبيرة من المشكلات الصحية منها أمراض القلب، الشرايين، مرض السكر من النوع الثاني، الكبد الدهني، أمراض المفاصل وغير ذلك، لكن الأمر الذي يجب علينا الانتباه له هو أن سمنة الأطفال خاصة تكون أخطر في المراحل العمرية الأكبر.
وقد أوضح حفني أن ذلك يرجع لعدة أسباب منها أن سمنة الأطفال في مرحلة النمو تكون بزيادة عدد الخلايا الدهنية، فهي بشكل عام تحدث أما بزيادة حجم الخلايا الدهنية نتيجة تراكم الدهون بها، أو بزيادة عدد هذه الخلايا، وما يحدث في حالة الأطفال أن الطفل الذي يتناول أكثر من احتياجه لفترة طويلة وبالتالي تبدأ الخلايا الدهنية في الازدياد.
وأشار إنه لهذا السبب قد تظهر السمنة على الشخص الذين كان يتناول طعامًا دسمًا في طفولته بعد ذلك بسنوات، وعندما يفطن إلى مساوئها ويبدأ في برامج الحمية يقل حجم الخلايا الدهنية نتيجة استهلاك بعض الدهون المختزنة بها، ولكن عدد هذه الخلايا لا يقل.
وأشار حفني إلى أن صعوبة إنقاص الوزن تزداد عندما يتكرر اكتساب ثم نقصان الوزن (ظاهرة اليويو) لأنه في كل مرة يزيد عدد الخلايا الدهنية وبخاصة إذا كان السن صغيرًا.
وأشار دكتور حفني إن هناك مشكلة أخرى عندما تبدأ السمنة مبكرًا، فإنه إذا ظل الشخص يتناول أكثر من احتياجاته من الطعام لسنوات طويلة يستمر الجسم في التخزين في الخلايا الدهنية، وبالتالي تعجز العديد من الخلايا عن تحويل الدهون المختزنة بداخلها إلي دهون بسيطة يمكن استعمالها، وبالتالي تتقلص قدرتها على إمداد الجسم بالطاقة عند الحاجة وتتحول إلى خلايا غير نشيطة inactive fat cells وتسمى الدهون المختزنة داخلها دهون ثابتة أو غير متحررة immobile fats .
والمشكلة الكبرى في السمنة عند الأطفال أن الخلايا الدهنية وخصوصا الدهون تحت الجلد تفرز هرمونات عدة بعضها يوثر على التوازن الهرموني مثل هرمون الاستروجين، وهو هرمون يتداخل مع التحديد الجنسي للطفل في مرحلة المراهقة، وهذا الخلل او عدم التوازن الهرموني يجعل الطفل الذكر يبدأ في اتخاذ الشكل الانثوي في تراكم الدهون حول الأرداف والصدر.
وأشار حفني إلى أن سمنة الإناث قد تجعلهم أكثر عرضة لحدوث تكيسات على المبايض مما يؤثر على انتظام او تأخر الدورة الشهرية، وقد تتسبب في ظهور شعر بأماكن غير مرغوب فيها ؛ اما بالنسبة للذكور فتؤدي لصغر العضو الذكري، وهي شكوى شائعة جدا وتؤثر على نفسية الطفل بشكل كبير .
وأكد حفني أن الوالدين هم الأغلب السبب في سمنة أطفالهم ، فمنذ الصغر يكافئ الأبوين أبناءهم بالحلوى إذا كانوا مطيعين او حققوا أي انجاز، بالإضافة لشعورهم بالسعادة البالغة كلما رأوهم يأكلون ظنا منهم ان ذلك يساعد على نموهم، فيتركوهم ليدمنوا الحلوى والبطاطس المحمرة والمقرمشات والوجبات السريعة، بالإضافة لعدم تعويدهم على أكل الفواكه بدلا من الحلوى، عدم تشجيعهم على ممارسة الرياضة والأنشطة الحركية وهنا تنظيم الأكل وتشجيعهم على ممارسة الأنشطة يعد علاجا فعالا للسمنة.