رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالصور..أطفال غزة "سنواصل الدراسة إذا ما استطعنا إليها سبيلًا"

جريدة الدستور

حطام تعكس حال الوطن، أوراق مبعثرة خطها شهيد صغير بيديه منذ أيام، وأقلام قصفت أسنانها كانت للحق كاتبة.. دخل ذلك الصغير إلى مدرسته كعادته كل يوم والبسمة تملأ وجهه، جال ببصره في أنحائها باحثًا عن مقعده الذي اعتاد الجلوس عليه، فلم يجده، وجد أرجاء مدرسته مهدمة، ضاع بها اليابس والأخضر حتى باتت أشبه بصحراء موحشة.
سار تلاميذ غزة وفلسطين أمس، إلى مدارسهم بين أكوام الأنقاض وركام المنازل المهدمة ووضعت صور وأسماء زملائهم على مقاعدهم الخاوية في الفصول الدراسية، حيث ذهب أكثر من 500 ألف تلميذ إلى مدارسهم مع بدء العام الدراسي الجديد في المدارس الحكومية.
بدأ العام الدراسي الجديد في غزة بعد تأجيله 3 أسابيع؛ بسبب استخدام كثير من المدارس كملاجئ للنازحين الذين قدروا بمئات الألوف من أهل غزة الذين فروا من بيوتهم في أثناء الحرب الإسرائيلية التي استمرت 51 يومًا على قطاع غزة.
إلى جانب المدارس العديدة التي تم تفيجرها من قبل الاحتلال، حيث تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر"، صور تظهر المأساة التي يعيشها أهالي غزة، إلا أن أصرار الطلاب على تكملة مسيرتهم التعليمية، دفعهم لدخول المدارس وهي في أبشع حالاتها.
وشهدت تلك المدارس حالة يُرثى لها من شدة الدمار الذي سببه العدوان الإسرائيلي الغاشم على القطاع مؤخرًا، وأودى بحياة الآلاف من سكان القطاع.
وأظهرت الصور التي تداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي قدرًا صغيرًا من مأساة كبرى يعيش فيها سكان القطاع.
فقط في بعض مدارس غزة الحاضرون قد يكونوا أقل من الشهداء الذي سقطوا على أيدي الاحتلال الإسرائيلي، فالكثير من أمكان الطلبة خاوية تترحم على شهدائها، فيما شهدت مدارس أخرى تدمير جزئي والبعض الآخر انهار بالكامل، فيما لجأ آخرون لبعض الخيام لاستئناف دراستهم.
وتظهر الصور كتابات الأطفال على "السبورة" القابعة داخل فصولهم، والتي تتنافى مع سنهم الصغير: "نبدأ عامنا الدراسي في ظل الدمار الكبير الذي خلفته الحرب العدوانية التي طالت مناحي الحياة"، وأخرى تحمل كلمات: "سنواصل الدراسة رغم أنف القصف والدمار".