رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من الخائن للوطن؟


سألوا «هتلر» قبل وفاته من أحقر الناس الذين قابلتهم فى حياتك؟ فقال «أحقر الناس الذين قابلتهم فى حياتى... هؤلاء الذين ساعدونى على احتلال أوطانهم «صدقت يا هتلر.... كم خائناً «فى مصر» وفى العالم العربى ساعدوا على احتلال أوطناهم؟ كم عميلاً للإرهابيين، لأمريكا، لقطر، لتركيا، لإيران، للمخابرات الأجنبية ... يعيشون بيننا؟

«خائن الوطن، ولسنا نعنى به من يبيع بلاده بثمن بخس بل خائن الوطن من يكون سبباً فى كل خطوة يخطوها العدو فى أرض الوطن، بل من يدع قدمى العدو تستقر على تراب الوطن وهوقادر على زلزلتها، فهوخائن، وفى أى لباس ظهر، وعلى أى وجه انقلب» هذا هوتعريف الأفعانى للخائن .. صدقت يا أفغانى.

والخائن يكون دائماً محتقراً من قبل مموله.. فقد رفض « نابليون» مصافحة ضابط نمساوى جاء ليتقاضى ثمناً لمعلومات التى قدمها له لكسب معركته ضد النمسا، ورمى بالذهب على الأرض. فقال الضابط النمساوى «لكننى أريد أن أحظى بمصافحة يد الإمبراطور». فأجاب «نابليون»: «هذا الذهب لأمثالك، أما يدى فلا تصافح رجلاً يخون بلاده».

ما اللقب الذى نطلقه على من أراد التفريط فى حدود وأراضى وطنه تحت شعار«طظ فى مصر»؟ وعلى من باع أسرار مصر العسكرية والأمنية للأعداء.

فى مقال الأحد الماضى « وثيقة الخائنون للوطن» التى كتبت أثناء ثورة 1919 حيث وثقوا فى هذه الوثيقة أسماء من خان مصر، ثورة 1919وتعاونوا مع الإنجليز والتقوا مع «كلايتون باشا»- رئيس الأخبارالسرية- لإنشاء «نادى الأعيان». ووصفوهم بأبشع الصفات «حشرات قذرة تخلقت نفوسها من الوحل النتن، حشرات يأبى المرء أن يطأها بالنعال لتلوثها بالأوساخ والأكدار».

كنت قد تساءلت فى نهاية المقال، «يا ترى ... لوكتبنا الآن وثيقة جديدة بعد كل هذه السنوات لكنها تحمل نفس الاسم «الخائنون للوطن» لنكتب تاريخنا بأنفسنا دون رتوش أو تزييف... من ترشحهم لهذه الوثيقة التاريخية التى سيقرأها أولادنا وأحفادنا ... وبمن سنبدأها؟.. أنا فى انتظار آرائكم ... رسائلكم والأسماء التى سنكتبها فى الوثيقة.. من هم الخائنون للوطن، لمصر، لثورتى 25 يناير و30 يونيو؟».

تابعت رسائلكم وأسماءكم التى أرسلتوها لى ولاحظت أنكم جميعا أتفقتم واخترتم أسماء محددة. أسماء اختارت الأموال، الدولارات، السلطة، على حساب الوطن ... خيانتهم عمدا وبمقابل. هؤلاء يمثلون الطابورالخامس، بعض الأحزاب، بعض الساسة، بعض الإعلاميين، بعض الحقوقيين، بعض النشطاء، من يستقوون بالخارج.

لكن الغباء وعدم الإدراك وعدم الفهم أو قصر النظر أوعدم التقدير السليم والصحيح للأمور أوعدم الفهم الصحيح لروح الإسلام يكون هو أحيانا هو «محرك الخيانة». فقد صدق الشيخ محمد الغزالى عندما قال «ليس من الضرورة أن تكون عميلا لتخدم أعداء الوطن، ويكفى أن تكون غبيا». فى حالة الحرب التى تخوضها مصر ضد الإرهاب وضد أمريكا ومخططها لتقسيم مصر والعالم العربى ... لا نريد بيننا الآن، خائنا أو غبيا.