رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر.. والوثيقة الصهيونية لتفتيت الأمة


من يتابع المسرح السياسى العالمى اليوم و«يركز» على تحركات بطل المسرحية «القذرة» من فوق خشبة المسرح.. سيتأكد من تحقيق العديد من بنود الوثيقة التى صاغتها الصهيونية العالمية بأيدٍ أمريكية ــ أوروبية وتواطؤ بعض الأنظمة العربية فى تفتيت الوطن العربى الكبير..والوثيقه بعنوان: «استراتيجية إسرائيلية للثمانينيات».. تقسيم العراق كان الهدف الرئيسى من اتهام «صدام حسين» فى مارس 2003 بامتلاكه أسلحة دمار شامل.. الوثيقة كشفت أيضاً عن السعى لتقسيم جنوب السودان وقد تمَّ... كذلك الاعتراف الرسمى بالأمازيغية كلغة ثانية بجوار اللغة العربية فى الجزائر.. هى خطوة لا تبتعد عن التصور الصهيونى عن المغرب العربى، ثم تقسيم لبنان إلى عدد من الدويلات الطائفية.. وهو الواقع الذى شاهدناه جميعاً فى الحرب اللبنانية ــ الصهيونية فى السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضى ضد لبنان.

الوثيقة بها أيضاً «مخطط تهجير الفلسطينيين» إلى سيناء والأردن.. إذن الأخطار التى تتعرض لها مصر منذ هذا التاريخ.. مروراً بفترة حكم الإخوان الإرهابية.. وحتى الآن.. لا تبتعد كثيراً عما جاء فى الوثيقة.. ولو رجعنا بالتاريخ إلى معاهدة «لندن 1840».. فسنتأكد أن الهدف القديم الحديث منها هو: ابتعاد مصر عن عالمها العربى والإسلامى.. فهم ينصَّون فيها صراحة على رغبتهم فى مزيد من التفتيت للأمة العربية.. لكن مصر «العفية» وقفت كالمارد وتحدت كل الخونة والعملاء، وأعلنت استعدادها للوقوف بجوار وخلف العرب دون استثناء.. إلا من تآمر عليها فى «عز» محنتها.. تصريح «السيسى»: «مصر مش هتنسى اللى وقف معاها.. ومش هتنسى اللى وقف ضدها».

طيب ده كلام جميل يا «خالص ».. تعالوا نسأل عن سبب تعيين المبعوث الرئاسى الأمريكى الجنرال «جون إلين» منسقاً عاماً للحلف الدولى لضرب «داعش»؟؟ أولاً: يجب الانتباه إلى أن هذا الحلف سينتج عنه تقسيم العراق بإعلان الدولة الكردية فى الشمال.. ثانياً: سنلاحظ وجود تواطؤ أمريكى ــ تركى مع «داعش» لتفكيك القبائل العربية السُنية فى غرب العراق وشرق سوريا.. ثالثاً: لمن لا يعلم فإن «إلين» وصل إلى إسرائيل يوم 24/8 وأشرف علي وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة!!.. وقبل أن أنتقل لفقرة جديدة فى المقال.. لابد أن أشير إلى تعليق القاضى الإسبانى «بالتاسار جارثون» على «سفالة» الأمريكان فى العراق، قائلاً: «إذا كان الاحتلال الأمريكى للعراق هو أكثر الأحداث خسة وانتفاء للمبررات فى التاريخ الإنسانى الحديث.. فإن التهجير القسرى لخمسة ملايين عراقى هو من أكثر جرائم هذا الاحتلال البربرى خسة.

ما سبق يجعلنى أشيد بموقف القيادة المصرية الواعى ــ القوى ــ الصارم فى مواجهة جون كيرى أثناء قيادته اجتماعاً بالمملكة العربية السعودية لمحاربة «داعش».. هنا جاء ردنا واضحاً لا لبس فيه بضرورة وضع الإرهاب الإخوانى ومن على شاكلته ضمن «الأقذار» الواجب إبادتهم وليس تنظيم «داعش» فقط.. بالطبع مصر «قصدت» من ذلك ضرب «جبهة النصرة» و«التنظيم الدولى للإخوان» فى سوريا بالتنسيق مع النظام السورى.. وإلا فإن أى تدخل خارجى لن نقبل به.. أما الإرهاب الموجود لدينا من أنصار بيت المقدس والإخوان فنحن متكفلون به.

وعندما نكتب عن أمريكا و«داعش» والمخطط الغربى «السافل» لتقسيم المنطقة فلا يجب أن نغفل موقف الصديق الروسى «بوتين» عندما يعلن عن تمسكه بالبند الثانى من «اتفاق نزع السلاح الكيماوى السورى» الذى نص على «حماية روسيا للأجواء السورية».. والكلام ده معناه «أن مرور أى طائرة فوق الأجواء السورية دون موافقة حكومتها ستسقط».أخيراً.. يجب أن نقول لأعداء الخارج والداخل إن مصر «السيسى 3/7» استطاعت أن تغير وتحدد المسارات الواجب على الإدارة الأمريكية سلوكها.. مصر تقوم بالدور الريادى فى محاربة الإرهاب والجماعات التكفيرية ودعم القضية الفلسطينية ودعم سوريا.. شفتم بقى مصر عظيمة إزاى؟؟.. تحيا مصر.. مصر هتفضل غالية عليَّا.

كاتب صحفى