رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العنوسة والفن الهابط وراء تحرش البنت بالولد الرئيس السابق للجنة الفتوى: يجب منع الأفلام والمسلسلات الخليعة

فيديو ـ "تحرش الفتيات بالشباب": "اللي اختشوا ماتوا"

معاكسة الفتيات للشباب
معاكسة الفتيات للشباب

شاب وسيم أنيق يمتلك سيارة فارهة.. وآخر "روش" يواكب آخر صيحات الموضة.. وثالث مفتول العضلات يرتدي ملابسه الرياضية في ثقة تامة ممزوجة بالغرور.. جميعها مواقف قد تضعك أيها الرجل تحت مجهر المرأة وتلفت انتباهها وتجد نفسك فجأة محاصر بعبارات الإطراء والإعجاب، ومن ثم "المعاكسة".

أن تلفت "فتاة" نظر شاب، فهذا أمر "عادي"، كما هو من العادي أن يجذب الشاب الوسيم، نظر الفتاة، لكن أن يتطور الأمر لأن "تعاكسه" فهذا هو الأمر "غير العادي".

ظاهرة "معاكسة" الفتيات للشباب، ليست بالمعتادة داخل مجتمعنا الشرقي، فباتت الفتيات يعلقن على طريقة عمل شعرهم المثبت بالجل وتناسق ملبسهم، وفتوة أجسادهم.

الأمر، في بعض الأحيان، لا يتوقف على مجرد التعبير اللفظي، لكنه قد يتطور إلى التحرش الجسدي.

طالب جامعي، ذهب إلى مدرج كليته لتلقي المحاضرة وفور انتهاء المحاضرة.. سارعت إحدى الفتيات تطلب منه إجراء مكالمة عاجلة وضرورية عبر هاتفة المحمول بعدما نفد رصيد هاتفها.. وبالفعل اتصلت برقم ما وسط تهامس صديقاتها اللائي وقفن يتابعن المشهد من بعيد.

في اليوم التالي.. فوجئ الشاب برقم غريب يتصل به، وإذا به رقم زميلته هاتف الفتاة زميلته التي أعربت خلالها عن إعجابها الشديد به، و طلبت منه أن يحفظ رقمها.

شاب آخر، في العقد الثالث من عمره، يعمل بإحدى الشركات.. يمتلك سيارة فارهة.. مستواه الاجتماعي والمادي دفع زميلاته في العمل للتسابق للفوز به طمعا في أمواله.

يقول الشاب "عندما التحقت بالعمل في إحدى الشركات الكبرى ووصلت إلى منصب كبير بها، تسارعت صغار الموظفات علي كسب ودي ومحاولة استمالتي بشتى الطرق .. وعندما فشلن في مهمتهم، لجأت إحدى الزميلات إلى التقرب مني وقضاء أطول وقت ممكن معي ومحاصرتي بالمكالمات خارج الشغل طوال الوقت، فيما قامت في المقابل بإشاعة أننا علي علاقة عاطفية سويا وأنني ارغب في الزواج بها بين أوساط الزملاء في العمل، بعدما مهدت الطريق أمام الجميع عن تقاربنا ووجودنا دائما معا".

أما "س.م".. أب لثلاثة أبناء، يقول إن نجله الأكبر "23 عامًا" يعمل "كهربائي".. وبحكم عمله اعتاد الدخول إلى بيوت الناس بحكم طبيعة عمله التي تتطلب ذلك، وفي يوم الأيام تلقى اتصالاً من أحد الزبائن يطلب منه إصلاح توصيلة الكهرباء بالمنزل.. قضى اليوم بأكمله في إصلاح الكهرباء بالشقة.. شعر آنذاك بنظرات فتاة ثلاثينية العمر، وهي ابنة صاحب المنزل تلاحقه.. لم يأخذ في باله وانصرف فور انتهاء مهمته.

في صباح اليوم التالي.. تلقى ابني اتصالا هاتفيا من الفتاة ذاتها تصارحه بإعجابها به وتحدثه عن خيبتها في الحب، وأنها بلغت الثلاثين من عمرها ولم تجد فارس أحلامها، حاول التهرب منها ولم يعد يرد علي مكالماتها ... لكنها أبت أن تتركه دبرت خطة شيطانية للإيقاع به استحضرته إلى الشقة دون وجود والدها الذي فور معرفته بالأمر طالبه بالزواج منها .

ويقول والد الشاب: "ظل والد الفتاة يطاردنا حتى يضمن إتمام زواج ابنته من ابني رغم فارق السن الكبير بينهما ولم أصدق أن ابني كان ضحية لتفكير الفتاة الشيطاني الذي أضاع مستقبله و حرمه من الارتباط بفتاة يحبها".

 انتشار هذه الظواهر، أثار جدلاً واسعًا بين رجال الدين وعلماء النفس والاجتماع وأوساط الحقوقيون، وأرجعوا انتشار الظاهرة إلى انحدار الأخلاق التي وصلت إلى مستوى متدنٍ.


الدكتور سامح شكري، أخصائي نفسي، يقول: "لقد أصبح النساء أكثر جرأة، فبخروجها للعمل أصبحت المرأة أكثر احتكاكا بالرجل، وبدأت ضعيفات النفوس منهن يقمن بمثل هذه الأعمال".

وقسَّم "شكري" النساء اللائي يتحرشن بالرجال إلى قسمين: زوجات يعشن في كنف زوج يهملهن ولا يهتم بمشاعرهن، فتشعر المرأة بالحرمان العاطفي، فتبدأ في ملاحقة رجل يعجبها، وأخريات لم يتزوجن بعد ويبحثن عن فرصة للإيقاع برجل وسيم وغني أملا في العثور على زوج ينقذها من الوقوع في بئر العنوسة".

دكتور إبراهيم مجدي حسين، أخصائي الطب النفسي بجامعة عين شمس، من جانبه، يؤكد أن هناك العديد من العوامل أدت إلى انفلات الأخلاق.

يوضح "حسين" هذه العوامل، مشيرًا إلى غياب الوازع الديني لدى المواطنين، والاهتمام بالمظهر على حساب الجوهر".

"الشعب المصري ليس متدين بطبعة"".. حقيقة أطلقها "حسين، مشيرًا إلى أن الإيمان يقتصر تدينه علي المظهر الخارجي من ارتداء الحجاب والجلباب وإطالة اللحى، فمستوي تدينه ليس بالعميق ليمنعه من ارتكاب الأخطاء".

وأوضح أن تأخر سن زواج الفتيات دفعهن لممارسة أفعال دخيلة على مجتمعنا مثل انتشار ظاهرة التحرش بالرجال، لافتًا إلى أن القبضة الأمنية ظلت تتحكم في النواحي الاجتماعية والدينية والسياسية، وما إن رفع الأمن يده عن المجتمع بدأت الفوضى تحت مسمى الحرية، لأن خوف الناس من القانون أقوى من التزامهم بقيمة الأخلاق والضمير".

نائل أمين، أمين لجنة حقوق الإنسان بنقابة المحامين، التقط الخيط من "حسين"، مطالبا بتشديد عقوبة التحرش لتصل إلى الإعدام لما تسببه من اعتداء نفسي وجسدي على المجني عليه، مشيرًا إلى أن العقوبات الحالية غير رادعة بالقدر الكافي".

وكشف أن القانون الجديد الذي أصدره عدلي منصور، رئيس الجمهورية السابق، به العديد من الثغرات التي شجعت الكثير من الفتيات إلى استغلال نصوص القانون لصالحهم في الادعاء على الرجال، مثل اشتراط شهادة شخصان فقط لتكوين الجريمة واكتمال أركانها وثبوت التهمة.

حاتم السعيد، رئيس لجنة حقوق الإنسان بنقابة المحامي، شدد على ضرورة تعديل قانون سن الحدث بأسرع وقت، وتخفيضه إلى سن 14 بدلا من 18، لافتًا إلى أن معظم حوادث التحرش تقع بين سن الـ16 - 18 سنة مثلما حدث في واقعة الاعتداء الجنسي علي الطفلة زينة انتهاء بقتلها لإخفاء معالم الجريمة، وفي النهاية لم يحكم في القضية بأقصى عقوبة نظرًا لأن المتهمين في القضية لم يتجاوزوا سن الحدث".

وفيما يتعلق بالادعاء بالتحرش، طالب "السعيد" بتفعيل قانون التحرش بجدية وألا يتم التلاعب بنصوصه حسب الأهواء الشخصية، والالتزام بتحريات المباحث وشهود العيان ، وتطبيق عقوبة البلاغ الكاذب على المدعية والتي قد تصل إلى الحبس والغرامة.

من جانبه، أرجع الشيخ جمعة محمد علي، عضو حركة "أزهريون مع الدولة المدنية"، تدني مستوي الأخلاق في المجتمع المصري إلى تراجع دور الأزهر في نشر الوعي الديني بين المواطنين وانشغاله طوال الثلاثين عامًا الماضية بالصراعات السياسية، وهو ما أدى إلى صعود الجماعات المتطرفة.

وشدد "جمعة" على أن هبوط مستوى الفن والدراما وتقديم أعمال لا يليق محتواها مع قيم ومبادئ المصريين، بالإضافة إلى انشغال الأسرة بكسب الرزق وإهمال الرقابة على الأبناء، وكذلك ارتفاع معدلات البطالة، كل هذه أسباب رئيسي في انهيار الأخلاق وارتفاع معدلات التحرش.

الشيخ عبدالحميد الأطرش، الرئيس السابق للجنة الفتوى بالأزهر، اختلف مع "جمعة" حول دور الأزهر، مؤكدًا أن "المؤسسة ووزارة الأوقاف يقومان بدور كبير في تبصير الناس بأمور دينهم دون تقصير، مرجعًا التقصير للأسرة، وعدم قيام الوالدين بدورهما في غرس الفضيلة والابتعاد عن الرذيلة.. فالطفل يتلقى الأخلاق والآداب من أبويه وينشأ الشاب على تعود عليه في صغره.

وأضاف "الزمام انفلت.. انشغلت الأم بعملها ومظهرها الخارجي.. انشغل الأب كذلك في البحث عن أسباب الرزق.. انشغلوا جميعًا عن أبنائهم؛ فتفشى الانفلات الأخلاقي لأن الولد والبنت لم يجدا من يغرس فيهما الأخلاق والفضيلة ويبعدهما عن الرذيلة".

واستطرد قائلاً: "مثلا صلاة الجمعة.. أصبحت أشبه ما يكون بفيلم سينمائي كلا يؤدي دوره ويخرج الشباب من المسجد وهو لا يدري ما قيل.ز ولا يدري الخطيب ماذا قال".

وطالب "الأطرش" وسائل الإعلام، أن تمتنع تمامًا عن بث الأفلام الخليعة، حسب قوله، و المسلسلات الهابطة وأن يحل محلها مسلسلات هادفة تدعم الفضيلة و تنبذ الرذيلة.

الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، قال إن  فكرة تحرش البنات بالشباب تعود إلى زيادة نسبة العنوسة في مصر، مطالبا وسائل الإعلام بترشيد استخدام قنواتها بحذف المشاهد الجنسية من الأفلام التي تقوم بعرضها، وعليها عمل برامج دينية لتوعية الشباب وتعليمهم أصول دينهم التي تحرم التحرش.

وعن حكم ظاهرة التحرش في الدين، قال الداعية السلفي محمد الأباصيري إن المتحرش لا يطبق عليه حد الزنا لأن هناك طرف يغصب عليه، ولا بد من وضع قانون رادع من قبل الرئيس لإنهاء الظاهرة جذريا والقضاء عليها.

فيما قال الشيخ عبد المنعم الشحات، المتحدث باسم الدعوة السلفية، إن فكرة تحرش البنت بالولد مازالت فكرة محدودة ،وارفض عدم ترويج الظاهرة إعلاميا قائلا: "بلاش نفتح عيون البنات على الظاهرة عشان متتنشرش الفكرة وتزيد في مجتمعنا".