رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أمريكا «قضاء وقطر»


تتجه أمريكا إلى تكوين تحالف من أجل ضرب «داعش»، فهل تقصد «داعش» فعلاً؟!ّ وتقوم قطر بترحيل بعض الإخوان من أرضها، فهل هى تقصد ترحيلهم فعلاً؟ وإذا قصدت ترحيلهم فهل ذلك من أجل مصر أم من أجل الضغوط التى مارستها عليهم المملكة العربية السعودية

لا أمريكا تبتغى ضرب داعش بل سوريا التى تبتغيه، وليس ترحيل الإخوان من قطر من أجل مصر أو السعودية ولكن أمريكا هى التى طلبت منهم ذلك من أجل تهيئة الأجواء لإنشاء جبهة عربية تساعد أمريكا على ضرب سوريا، وبعد هذا وذاك يقف الأستاذ «متحذلق بن جهلون» ليعلن للعالم العربى أن لا يخشى شيئاً فليست هناك مؤامرة على مصر أو العرب.

يقول الأستاذ متحذلق بن جهلون : اتركوا هذه الخرافات التى تعيشون فيها، إن نظرية المؤامرة هذه نظرية وهمية ! ثم يستدير «جهلون» ليقبض ثمن تصريحاته! نعم يا جهلون، ليست هناك مؤامرة وأمريكا هى التى قامت بدعم النظام الشيعى فى إيران، ليست هناك مؤامرة وأمريكا هى التى قامت بتهريب الأسلحة لإيران عام 1986 لتحارب بها العراق ولتستمر جذوة الحرب مشتعلة، وعندما عُرف هذا الأمر أطلق عليه الإعلام العالمى «فضيحة إيران كونترا جيت»، ليست هناك مؤامرة وأمريكا عن طريق سفيرتها فى العراق هى التى دفعت صدام ليغزو الكويت ! ليست هناك مؤامرة وأمريكا هى التى قادت العالم فى غزوة تحطيم جيش العراق الذى كان قد ابتلع الطُعم من قبل، ليست هناك مؤامرة وأمريكا هى التى جعلت من إيران «بعبع» المنطقة تخيف بها دول الخليج وتشيع أن إيران تمتلك أسلحة نووية، ثم انكشف الستار عن تعاون وثيق بين شرطى العالم وبعبع المنطقة.ليس هناك مؤامرة وأمريكا هى التى جعلت من دويلة قطر قاعدة عسكرية لها، ثم قاعدة إيوائية للإخوان، وهى التى دعمت قطر سياسياً وإعلامياً لتنشأ قناة «الجزيرة» التى لعبت وما زالت تلعب أسوأ الأدوار فى برمجة أذهان الجماهير وتوجيهها بما يخدم السياسة الأمريكية فى المنطقة، ليست هناك مؤامرة وأمريكا هى التى وقفت وساندت جماعة الإخوان للوصول للحكم وأجرت معها اتفاقات على ذلك، ليست هناك مؤامرة ورجال أمريكا كانوا يتوافدون الواحد وراء الآخر على مقر جماعة الإخوان قبل وأثناء انتخابات الرئاسة المنكوبة، وشاء الله أن تنكشف للرأى العام فيما بعد الاتفاقات الأمريكية الإخوانية، ليست هناك مؤامرة وأمريكا هى التى رفضت ثورة الشعب ضد الإخوان فى الثلاثين من يونيو وقادت دول أوروبا لتوقيع عقوبات ضد مصر.

ليست هناك مؤامرة وصحف أمريكا وقنواتها الفضائية هى التى وقفت بكل قوة مع جماعة الإخوان بعد فض اعتصام رابعة الإرهابى، وصورت تلك الصحف للعالم أن ما حدث من النظام جريمة ضد متظاهرين سلميين ! ليست هناك مؤامرة ومنظمة «هيومان رايتس» الأمريكية هى التى أصدرت منذ أسبوعين تقريرها بمناسبة احتفال الإخوان بذكرى فض رابعة، قالت فيه إن النظام المصرى ارتكب مذبحة من أكبر مذابح التاريخ !.

ليست هناك مؤامرة والثورات التى أطلق عليها «ثورات الربيع» اندلعت الواحدة تلو الأخرى وترتب عليها تمكين الإخوان والجماعات الإرهابية من البلاد التى قامت فيها الثورات، ليست هناك مؤامرة وجيش العراق قد انتهى، وجيش ليبيا قد تلاشى وسوريا كلها فى طريقها للانتهاء، وبدلاً من تلك الجيوش تنشأ جيوش إرهابية مثل جيش النصرة، وأنصار الشريعة، وداعش ! وبعد أن تنشأها تزعم أنها تريد تكوين تحالف للقضاء عليها !.

ليست هناك مؤامرة وتركيا ربيبة أمريكا هى التى تقود تحالف دعم الإخوان، وكان لها الدور الأكبر فى تعطيل توقيع حماس الاتفاقية الهدنة المصرية، إلى أن وقع آلاف الشهداء وما لا نستطيع إحصاءه من المصابين والمشردين، فعلاً ليس هناك مؤامرة، أقصد ليس هناك مؤامرة واحدة بل سلسلة من المؤامرات تقودها أكبر دولة متآمرة فى العالم، وتستخدم فيها دولاً أدمنت التآمر، وجماعة لم تنشأ إلا لكى تكون مؤاكرة كبرى على مصر والعالم العربى والإسلام، ليس «داعش» الذى أقصد فهو فرع من أصل، أما الأصل فهم الإخوان.