رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"مكة والنزهة وفجر الإسلام"...التحول من دور رعاية للأطفال إلى "سلخانات للأيتام"

دور رعاية للأطفال
دور رعاية للأطفال

"إيواء الأطفال مجهولي الأب والأم"، تلك الكلمات التي تكتب على معظم دور الأيتام، والتي توحى بأن الأطفال يعيشون في الجنة الموجودة على الأرض، فكل من يراها يظن أن ذلك هو هدفها الحقيقي، خلاف ما هو يُمارس داخلها من تعذيب واغتيال لبراءة الأطفال.
لم تكن حادثة دار مكة المكرمة بالهرم، إلا واحدة من عشرات الحوادث التي تتكرر يوميًا داخل دور الأيتام، والتي تضرب بعنف على أبواب الضمائر لتستيقظ وتصرخ من شدة الألم مع كل آهة تصدر من صدر طفل صغير ضعيف يتيم وقع في يد من لا يرحم.
دار مكة "التليفزيون هو السبب"
تسللوا دون أن يشعر بهم أحد وكأنهم مجرمون؛ اجتمعوا في شكل دائري وابتسامات البهجة تعلو وجوههم، اقترح أحدهم مشاهدة التليفزيون كنوع من التسلية، فإذا بعاصفة من القسوة والعنف تنهال عليهم دون أن يحسبوا لها أي حساب، فيخرج عليهم صاحب الدار بعد أن تجرد من مشاعر الرحمة، وهو ممسك بعصا خشبية ينهال عليهم بالضرب.
لم تكن حادثة تعذيب الأطفال بدار مكة، هي الأولى من نوعها ولكنها الأشهر على الإطلاق لما تم فيها من قسوة وتعذيب للعديد من الأطفال، وتعد هي الأغرب أيضًا لأن سبب التعذيب يرجع لمشاهدة الأطفال التليفزيون، حيث قام أسامة محمد عثمان مدير الدار، بضرب وتعذيب الأطفال، الذين لم تتجاوز أعمارهم الثماني سنوات بكل قسوة لفتحهم "الثلاجة" و"التليفزيون" دون إذن.
دار الحنان "اسم ليس على مسمى"
احتلت الترتيب الثاني من حيث فظاعة ما يُمارس داخلها، وترجع أحداثها إلى أغسطس الماضي، حينما كشف المخرج "محمد الجنايني"، مواطن بالسويس، عن وجود حالات تعذيب داخل دار الحنان للأيتام بالسويس.
وعرض المواطن شهادته عبر صفحته على "فيس بوك"، ما أثار ذعرًا وقلقًا لدى الشئون الاجتماعية، حيث وثق تلك الوقائع بالفيديو والصور، وأكد وجود حالات تعذيب للأطفال، وصور شكواهم والمخالفات التي ترتكب بحقهم وشهادات المتطوعات والمتطوعين بكل ما يرونه من انتهاكات صارخة.
وأكدت التحقيقات أن الأمر وصل إلى حد وجود حالات شذوذ جنسية بين الأطفال، وليس حالة واحدة فقط بل لعدد كبير من الأطفال، بالإضافة إلى اعتراف الأيتام بممارسة هذه العادات الشاذة، يرجع ذلك لوجود من يروج السجائر والحبوب بين الأطفال، في غياب كامل للمشرفين بالدار.
"دار الحنان" التي تعرف باسم "جيل أكتوبر" بمنطقة الملاحة يتراوح أعمار الأطفال بها من سن 12إلى 15 عامًا.
دار فجر الإسلام " للقسوة عنوان"
التي تم الكشف عن وقائع تعذيب بها في يونيو الماضي، عقب تقدم مركز حقوقي ببلاغ للنيابة العامة بالمنصورة، اتهم مدير مؤسسة لرعاية الأيتام ومشرفين بها يتعذب الأيتام وجلدهم، فيعيش ١٥٠ طفلًا يتيمًا مأساة داخل جمعية دار فجر الإسلام.
٥ مسئولين في دار فجر الإسلام هم من عذبوا وضربوا الأطفال الموجودين بالدار، ووصل الأمر إلى وضع الطفل "حسام حسن" في ماء مغلي، ما أحدث به حروقًا شديدة، كما قاموا بجلد وكي طفل آخر يدعى "وليد سعد مختار".
وتم الكشف عن تلك الواقعة، خلال زيارة المركز الحقوقي للدار، فشوهد إصابات غريبة في الأطفال، كما لوحظ أن إصابة الطفلين كانت خطيرة.
دار النزهة "السلخانة"
وتتكرر مأساة تعذيب الأطفال في منطقة النزهة، داخل دار ايتام أخري بها 3 أطفال فقط، هم "زياد، مريم، سجود" تتراوح أعمارهم من شهرين إلى عام، وتقوم علي رعايتهم وتوفير الأمان لهم مشرفتان شقيقتان، وبدلًا من أن يقوما بتعويض أحباب اللَّه عن والديهم ويكونا لهم بمثابة الأب والأم، تحولا إلي شياطين ومارسا طرقًا متعددة لتعذيبهم، وتم كشفهم.
زياد الطفل الذي اعتدوا عليه بالضرب بآلة حديدية أدت إلى إصابته بـ 4 مجموعات دموية طويلة علي ظهره ومؤخرته.
واستمر مسلسل التعذيب حتى استضاف عامل بالدار الطفل الضحية بمنزله، واكتشف الجريمة البشعة وأبلغ بها رجال المباحث أمس، وتبين أن دار الأيتام عبارة عن شقة في عمارة بها 3 حجرات وصالة وعثر على آلة حديدية طولها نحو50 سم في حجرة نوم المشرفة أسفل المرتبة.
وتبقى تلك الحالات الفردية معلقة بلا حل، فهم أطفال ولدوا بلا عائل يرعاهم، ووسط مجتمع لا يعرف عنهم سوى نظرات الشفقة والعطف، وتنتهي حدود علاقته بهم عند ما يقدمه من تبرعات مالية من وقت لآخر وزيارات تنتهي بمجرد الخروج من الأماكن التي يعيشون بها.