رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالصورـ فقط في مصر.. المسجد الأثري يتحول لمقلب قمامة ومراحيض عامة

جريدة الدستور

وكأن الزمن أراد أن يوثق تخلفنا وجحودنا على تاريخنا، وأيضا فسادنا وإهمالنا لدرجة الإطاحة بأرواح البشر ومستقبلهم، فما حدث مع مسجد أبو حريبة بالدرب الأحمر هو تجسيد لواقعنا المخزي، فالمسجد الأثري المصور على العملة الورقية من فئة الخمسين جنيها تحول لمقلب قمامة، ومراحيض عامة، وتحولت حوائطه لفاترينات ولوحات إعلانية، وعندما أراد اليونسكو إنصافه هدد بإزالته من التصنيف العالمي كأثر تاريخي إذا لم تتم إزالة الأدوار المخالفة التي تهدد باختفاء معالمه الأثرية، وكان الضحية أربع أسر يقطنون العقار الملاصق للمسجد، ورغم تعويضهم من المالك الذي قام بهدم الأدوار المخالفة تنفيذا لقرار المجلس الأعلى للآثار حفاظا على البقية الباقية من المسجد، إلا أن مصيرهم كان الشارع وعند الأقرباء بعدما بات التعويض المادي، الذي حصلوا عليه لا يكفى حتى للحصول على غرفة وليس منزلًا.
"صيدلية ونيس .. منظفات ريشة" أهم ما تزين به مسجد أبو حريبة بدلا من أحجار "الفيروز"، التي سُرقت من جدران المسجد -كما أكد سكان المنطقة-، بالإضافة إلى اختفاء أحد أبواب المسجد، وعند السؤال عنه أوضح أهالي المنطقة أن وزارة الآثار هي من أخذتهم منذ عدة أشهر بغرض ترميمه ولم تتم إعادتهم حتى الآن.
"فقط في مصر.. الحجر أبدى من حياة الإنسان".. كلمات على لسان الحج يحيى، صاحب العقار المخالف؛ حيث أكد أن هناك عداءً بين مسئولي الحى ووزارة الآثار وأن المواطن من يدفع الثمن، وأوضح أهالي منطقة شارع أبو حريبة أنهم من يقومون بتنظيف المسجد والاهتمام به لاحترام قدسيته كبيت من بيوت الله، ولكن وزارة الآثار أغفلت الاهتمام به منذ زمن بعيد وأنه بعد "تهديد" اليونسكو اكتفت بهدم الأدوار المخالفة وتشريد الأسر ولكنها لم تعني أية أهمية للمسجد حتى الآن.

ويبقي السؤال الي متي يظل الاهمال والفساد وجهان لعملة واحدة في وزاراتنا ومؤسساتنا ؟والي متي تظل وزارة الاثار تتعامل مع تاريخنا باسلوب رد الفعل وليس الفعل ؟والي متي يظل المواطن المصري يدفع الثمن دون ذنب سوي انه الصوت الوحيد غير المسموع الي ان يصبح مرحوم وحينها يسمع الجميع عويل ذويه ؟