رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"خدمة الحجاج" تتحول من عمل في طاعة الله إلى " ادفع أكتر تسافر سريعًا"

الحج
الحج

يفترشون الأرض، يتعرضون للإهانة، معظمهم كبار سن، تظهر عليهم علامات الفقر، يخيم على وجوههم الهم والحزن من كثرة ما يتعرضون له من إهانه، تشققات وجوههم توصف القهر الذي يعيشون فيه، أبسط أحلامهم هو رؤية بيت الله وتأدية الفريضة.
وسط كل ذلك العناء فهم على استعداد لتقديم أي تنازلات للسفر ومنها وضع أحذية الحجاج فوق رأسهم بل وضع الحجاج أنفسهم إذا لزم الأمر، هم الراغبون في السفر لتأدية فريضة الحج وخدمة الحجاج دون النظر إلى الأمور المادية فكل ما يهمهم هو زيارة بيت الله الحرام، بينما لا ينظر إليهم المسئولون من أصغرهم إلى أكبرهم بل ينظرون إلى أصحاب الأموال" المحسوبيات"، وما حيلة أولئك الغلابة في السفر سوى الدعاء.
تلك المناظر المأسوية نجدها أمام وزارة القوى العاملة والهجرة" وزارة تعذيب الغلابة"، حيث يذهبون لتقديم أوراقهم أملًا منهم في الحصول على فرصة للسفر، وفقًا للقرار الذي أعلنته الوزارة منذ ثلاثة أشهر، بفتح باب قبول طلبات راغبي السفر لنحو 20 ألف عامل للعمل خلال موسم الحج لهذا العام وذلك لخدمة الحجاج لمده 15 يومًا.
واشترطت الوزارة في المتقدم ألا يقل السن عن 25، ولا يزيد على 45 عامًا، وأن تكون المهنة المدونة بجواز السفر "عامل عادي، ومزارع، وعامل زراعي، وحاصل على دبلوم"، ويفضل ألا يكون من العاملين بالحكومة أو القطاع العام، ولم يسبق له السفر للعمل خلال موسم الحج، وكل تلك الشروط متوفرة في المتواجدين أمام الوزارة بينما ينقصهم شرط واحد وهو دفع "الرشاوى" لتسهيل إجراءات سفرهم.
من جانبه، اشتكى عم محمد، من طول دورة استخراج الأوراق اللازمة للتقديم، فطلبوا منه الذهاب لمجمع التحرير لاستخراج شهادة تحركات فاستمرت لمده أسبوع حتى حصل عليها، وبعد ذلك تصادف يوم تنصيب الرئيس فعطل الإجراءات فترة أخرى أيضًا.
واستاء مصطفى أحمد، من سوء معاملة الشركات لهم وخاصة شركة "الملكة"، حيث اتصلوا به في الثانية فجرًا لإبلاغه بالقبول وطالبوه بالتواجد في الثامنة صباحًا في مقر الشركة بالجيزة، على الرغم من أن مقر سكنه في الإسكندرية وجواز سفره في الإسماعيلية، وفي النهاية أخبروه بتوفير فرصة عمل في شارع الهرم، معلقًا على ذلك "أنا عاوز اطلع أزور بيت الله الحرام مش أروح اشتغل في شارع الهرم".
ويروي لنا الحاج ناصر، قصه معاناته في حلم السفر لتأدية فرض الحج فيقول "أنا كل يوم باجي من المنيا وافضل قاعد قدام الوزارة من الصبح بدري لحد بعد العشاء وربنا اللي يعلم بجيب فلوس التذكرة إزاي، وفي الآخر الموظف يرمي الورق في وشي ويقولي امشي من هنا بدل ما أرش عليك ميه، واتهمني إني تاجر موسم " خاتمًا كلامه بقوله " حسبي الله ونعم الوكيل".
وأوضح عبدالعال محفوظ، أنه على الرغم من شروط التقديم ألا يكون سبق له السفر، إلا أن العديد ممن سافروا هذا العام سبق وأن سافروا في العام الماضي، مشيرًا إلى أن سبب ذلك هو دفع الأموال للسفر " الرشاوى من تحت الترابيزة"، على حد وصفه، مضيفًا "الناس اللي كانت السنة اللي فاتت راكبة عجل السنة دي راكبة عربيات، وكله من الرشاوى على حساب حقنا احنا".
هؤلاء الغلابة يناشدون وزارة القوى العاملة بالنظر إليهم والبث في أمرهم وتحديد مصيرهم من السفر لكي تنقذهم من المعاناة اليومية التي يعيشونها.