رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالفيديو .. كارثة ترعة "عزبة حرب" تهدد حياة الأهالي ومستشفى بولاق "ضحية"

جريدة الدستور

تحولت ترعة "عزبة حرب" إلى كارثة تهدد أرواح الأهالي، وذلك بعد أن فاضت مياهها لتغمر كل أرجاء المكان من حولها، فحولت مستشفى بولاق الدكرور العام من مكان لتلقي العلاج إلى بركة من المياه، ولم يختلف الحال كثيرا في قسم شرطة بولاق، فقد أغلقت أبوابه بسبب تلك المياه، وكل مافعله المسئولون لحل تلك الأزمة هو قطع المياه والنور عن المستشفى خوفا من حدوث ماس كهربائي، ولاسيما في وجود كابينة الكهرباء أمام المستشفى بدون غطاء، فتوقت الخدمة داخلها تماما دون مراعاة لصحة المرضى المتوافدين لتلقي العلاج بها.
وفي سياق متصل، هددت مياه الترعة بعض منازل أهالي "عزبة حرب" بالانهيار بعد أن تشققت حوائطها، الأمر الذي جعل المنازل على وشك الانهيار، والأهالي، ولم يعد بأيديهم حيلة غير تركهم لمنازلهم خوفا على أرواح أبنائهم، فقرروا الفرار، وذلك بعد نفاذ صبرهم من تقديم الشكاوى للمسئولين الذين يضربون بها عرض الحائط، ولم تكتفِ فقط بتشقق المنازل، بل تسببت في انهيار الكثير منها، وشردت العديد من الأسر، وهناك فريق آخر من الأهالي لم يستسلموا للأمر الواقع، ولم ييأسوا فتوصلوا لبعض الحيل للحفاظ على منازلهم من الضياع، ومنها ترميم المنازل، وإعادة هيكلة الصرف الصحي الخاص بهم، فغيروا مكان دورة المياه لمكان أعلى من مستوى الأرض وعمل "ترنشاط" للصرف الصحي.
تروي الحاجة "أم أشرف" أحد سكان "العزبة" بعد تحول بيتها إلى بركة صغيرة، فتشققت جدرانه، والموت أصبح يهددهم في أي لحظة، ولديها خمسة أبناء تسعى لتوفير الطعام لهم بصعوبة، فكيف لها أن توفر لهم منزل آمن بديل مأساة سكنها، وقالت "احنا بنام وعنينا مفتحة ومستنين الموت في أي لحظة بسبب الترعة، غرقت بيتنا وهتوقعه واحنا هنعمل ايه ومحدش بيسأل فينا ومش معانا فلوس نشتري مكان غيره، فقعدين مستنين نهايتنا".
وتوضح الحاجة "فاطمة" قصة كفاحها مع تلك الترعة، فعاشت فترة طويلة في تلك العزبة تعاني من المياه التي تغطي أثاث منزلها، فتقول" كنت عايشة في عزبة حربي بقالي فترة طويلة وزهقت من كتر المية التي تغطي بيتي وكل تفكيري لو البيت وقع هنعمل ايه مفيش حل غير إني أشوف بيت تاني أطمن فيه على ولادي"
ويستنجد محمد مصطفى، بالمسئولين لإنقاذه من تلك الترعة التي تكدر صفو حياتهم ليل نهار، موضحا أن مياه الترعة تتسرب باستمرار وتصل إلى المنازل، مؤكدا على أنهم قاموا بعمل العديد من الشكاوى ورفعها للمسئولين، ولكن لا أحد ينظر إليهم.
ويشرح لنا عبدالعال محمود تفاصيل فيضان تلك الترعة، موضحا أن سبب ذلك هو انهيار السور المحيط بالترعة منذ مساء أمس في تمام الثامنة، مما أدى إلى فيضان المياه وغمرها للمستشفى وقسم الشرطة والمدرسة أيضا، ووصولا إلى منازل الأهالي، مؤكدا أن تلك الواقعة ليست الأولى من نوعها بل فاضت مياه تلك الترعة أكثر من مرة وكل ما يفعله المسئولون هو شفط المياه وردمها دون التحقق من السبب الحقيقي وحله.
"مصائب قوم عند قوم فوائد"، تلك المقولة تحكي حال الأطفال في تلك العزبة، فرسمت بهجة على وجوهم أثناء لعبهم في الشارع المقابل لمنازلهم، والذي تحول إلى حمام سباحة بفعل الترعة، فكل مايهم هؤلاء الأطفال هو اللهو والفرحة دون الاهتمام بتلك المدرسة الغارقة في مياه الترعة.
وكأن المسئولين مجرد متفرجين على غرق المنازل والمستشفى والقسم بمياه الترعة، ولم يفعلوا شيئًا سوى شفط المياه فقط، على الرغم من علمهم بهذه الواقعة من قبل، ولكن كعادة حكومتنا تغلق أعينها وأذنها وكأنها لاترى ولا تسمع صرخات الغلابة.