الحج الأكبر

وقال تعالى: «وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر» «التوبة: 3». والحج اقترن بدعوة وآذان من إبراهيم «عليه السلام« لقوله تعالى: «وأذن فى الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق» «الحج:27»، وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم - «من حج البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه»«رواه البخارى، وقال تعالى: «الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولى الألباب» «البقرة:197». الحج مع يوم عرفة.. وهو يوم مشهود.. يوم الذكر.. والدعاء.. والتلبية.. والتوبة.. والاستغفار.. قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «الحج عرفة» رواه أبو داود والترمذى.. ومع حجة الوداع للرسول - صلى الله عليه وسلم - اكتملت الرسالة.. لقوله تعالى: «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا» «المائدة:3». نتأمل بعض كلمات خطبة الوداع للرسول - صلى الله عليه وسلم - ولها معان نبيلة.. وللأخذ بها.. وحتى قيام الساعة. 1- إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم.. كحرمة يومكم هذا.. فى شهركم هذا فى بلدكم هذا. 2- «تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله». 3- «لا ترجعوا بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض». 4- «اتقوا الله فى النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله». 5- «فليبلغ الشاهد الغائب.. فرب مبلغ اوعى من سامع».

نداءات خطبة الوداع للرسول - صلى الله عليه وسلم - تشمل توجهات لتأسيس قاعدة أخلاقية للسلوك البشرى. قال تعالى: «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» «الرعد: 11». الحج.. يحمل بالأضحية قصة ذبح إسماعيل - عليه السلام - فما أجمل طاعة الابن لأبيه!، لقوله تعالى: «قال يا بنى إنى أرى فى المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى، قال يا أبت افعل ما تؤمر به ستجدنى إن شاء الله من الصابرين. فلما أسلما وتله للجبين. وناديناه أن يا إبراهيم. قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزى المحسنين. إن هذا لهو البلاء المبين. وفديناه بذبح عظيم» «الصافات 102: 107». وتتشكل من سنة الأضحية التوسعة على الفقراء والمساكين، قال تعالى: «فكلوا منها واطعموا البائس الفقير» «الحج- 28». الحج برحلة الإيمان بيان للبشرية كافة للتعرف على الإسلام من خلال شعائر الحج.. والإسلام أقر مناسك الحج.. وجعل منها مناسك عالمية يحصل فيها التعارف والتآلف بشكل تفاعل مباشر فى تظاهرة مليونية تاريخية مستمرة .. محددة المعانى والمعالم ولا مجال فيها للزيادة والنقصان ويظهر فيها المشترك الإنسانى كما أراده الله عز وجل للبشرية جمعاء. وللحج تاريخ زمنى وموقع جغرافى.. وتعايشت معه بفضل الله بحج العام 1428هـ.. والحمد لله رب العالمين.

■ كاتب وباحث