رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رجل صندوق النقد.. يفجر القوانين المفخخة!


لست من المؤمنين بأن عقارب الساعة تعود إلى الوراء.. ولكن نقول إنها ردة أو انتصار للثورة المضادة.. أو تقدم للفساد على أرض سبق وأن خسرها!!!

والحقيقة أن هذا كله قد حدث.. سبق وأن تيقنت باستجواب إبان نظام مبارك عن مواقف الحكومة على تنفيذ شروط صندوق النقد الدولى.. وكانت من أهم هذه الشروط خصخصة التأمين الصحى والتأمينات الاجتماعية...

... حدثت مبارك داخل قاعة البرلمان لأن الأغلبية لم تصدق ذلك.. وكانت المفاجأة أن الحكومة اتسرقت بهذه الشروط ولكنها اندهشت من وصول اتفاقية الصندوق لى رغم أنها كانت سرية وفى أدراج الحكومة فقط.. وغاب عن الحكومة أن صندوق النقد نشر هذه الشروط ووزعها فى كل دول العالم.

كان أكثر الوزراء تطبيقًا لشروط صندوق النقد هو وزير المعجزة «يوسف بطرس غالى»..!!! ففى عام 2006 أتى الوزير المعجزة بمستشاره ونائبه من لندن لتولى ملف التأمينات وتحويل أموالها من أموال خاصة مملوكة لأصحابها وهم أصحاب المعاشات والمؤمن عليهم إلى أموال سيادية للخزانة العامة تم تقييم قانون برقم 130 لسنة 2009 حيث تم تخفيض المعاشات المبكرة إلى 50% أثناء بيع المصانع وتشريد العمال.

وبعد ذلك تم تقديم القانون الكارثة 135لسنة 2009 ليطيح بأموال التأمينات وحقوق أصحاب المعاشات ويفتح الطريق إلى الخصصة لصالح شركات التأمين الخاصة.. تأتى ثورة يناير ويسقط نظام مبارك وتوقف الحكومة الجديدة بقيادة الدكتور كمال الجنزورى العمل بهذا القانون لمدة عامين.. حاولت حكومة الإخوان إعادة الحياة للقانون من أجل تنفيذه وقامت باستدعاء رجل صندوق النقد وتمت ترقيته من قبل حكومة الإخوان كى ينفذ القانون وجاءت ثورة 30 يونيو لتطيح بحكومة الإخوان والقانون.. باقيًا رجل صندوق النقد تحت حماية حكومة الثورة!!

والآن يتم إعداد القوانين المفخخة كى تنفجر فى وجه الملايين المصرية بواسطة «رجل صندوق النقد».. ففى الأيام الأخيرة أعلنت الحكومة عن مشروع جديد للتأمين الصحى يجعل العلاج بالأجر.. وهو نفس القانون الذى تم تقديمه عام 2009 بواسطة وزير صحة مبارك «حاتم الجبلى» وتم إسقاط القانون بواسطة مظاهرات من أصحاب المعاشات.. ودون سابق إنذار فوجئنا باجتماع وزير الصحة مع رجل صندوق النقد ليعود مرة أخرى قانون لم يستطع نظام مبارك تنفيذه!! وبعد كل ما حدث يريدون تنفيذه!!

يحتوى هذا القانون على جدول الموت بأن حدد أسعار العلاج ويكفى أن الإشاعة بـ20 جنيهًا والتحاليل بـ15 جنيهًا والكشف بـ10جنيهات والدواء بـ30جنيها ونسبة كبيرة من قيمة العمليات الجراحية، وبما أن الأغلبية العظمى من المرتبطين بالتأمين الصحى من أصحاب المعاشات والأغلبية منهم لا تملك قيمة وسائل النقل للوصول إلى المستشفيات.. فكيف يمكن أن يدفعوا تكاليف العلاج؟؟ وهم انفسهم الذين دفعوا الاشتراكات طوال سنوات عملهم؟ هل يمكن أن يصدق أحد أن الذى لم يستطع نظام مبارك تنفيذه يتم تنفيذه الآن بنفس الحجة وهى تطوير التأمين الصحى؟؟ إن هذا القانون يعنى أن ينتقل الموت من على أسرة المستشفى إلى الأرصفة الخارجية لعدم القدرة على دفع تكاليف العلاج!! هذا هو أول قانون مفخخ تقدمه جماعة إخوان صندوق النقد.. هل نسمى ذلك هدية لنا!! أم عقابًا يوقع علينا نتيجة وطنيتنا؟؟ ويتم الآن إعداد القانون الثانى الأكثر تفخخا والذى يحتوى على شحنة كبيرة من مادة شديدة الانفجار تحتوى على نسبة عالية من الكراهية الشديدة للمصريين الفقراء أصحاب المعاشات.. حيث ينبعث من جديد مشروع قانون التأمينات الاجتماعية بواسطة جهات أجنبية وبمشاركة فعالة من رجل صندوق النقد ومعه العميل الذى جنده والذى تحول إلى أبيك لسيده.. إنهم الآن يقدمون سرًا ودون علم أحد من أصحاب المصلحة أصحاب المعاشات أو من المؤمن عليهم يحاولون استغلال الأوضاع السياسية بالبلاد وما يعانيه الوطن من عدوان خارجى وإرهاب داخلى كى يمرروا تنفيذ شروط الصندوق بحجة الإصلاح الاقتصادى.. تذكروا هذه الكلمة مرة أخرى الإصلاح الاقتصادى!! إنها نفس كلمات نظام مبارك، حيث جعلته هذه الكلمة طريح الفراش فى ميدان التحرير وأيضًا داخل أروقة الزنازين!!

إننا نعلم أن صوت الحقيقة لن يسمع فقد أصبح هناك جدار يمنع الحقيقة من أن تصل إلى من نريد أن يسمعها!!

إننا نخشى من تفجير القوانين المفخخة خاصة أن قوتها أعلى من القنابل النووية، لأنها سوف تصيب الملايين وليس الأفراد!! من هو صاحب المصلحة الحقيقية فى تقديم هذه القوانين المفخخة فى ظل مناخ أصبحت فيه الحرية مؤمنة.. إننا نناشد كل فئات المجتمع وطبقاته ومفكريه أن يعلنوا حالة الطوارئ للدفاع عنا نحن المصريين أمام خطر هذه القوانين المفخخة والتى سوف تصييب الأغلبية العظمى منا.. إن ما نمر به الآن هو الأصعب والأكثر خطورة مما عشناه طوال تاريخنا كله.. إن مسئولية كل الشرفاء فى مصر الآن أن ينتبهوا لما يخطط لنا من مشروعات لقوانين سرية لم تطرح على المجتمع لمعرفتها بل الخوف كله أن تأتيه القوانين دون علم المصريين بها لندفع ثمنها جميعا وتصيب الوطن بالألم أكثر مما هو فيه الآن!!

إن رجل صندوق النقد الدولى يعيش الآن أزهى أيام حياته فى ظل مناخ عام يمنحه الحرية ويعطينا الموت!!!

رئيس اتحاد أصحاب المعاشات