رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الساحة السياسية


اقترب موعد الانتخابات البرلمانية فى مصر، وهى المرحلة الثالثة والأخيرة لخارطة الطريق التى بدأت بعد ثورة 30 يونيو2013، والتى التزم قادتها بتلك الخارطة للوصول إلى الدولة الديمقراطية.. كانت المرحلة الأولى هى إقرار الدستور، والثانية انتخاب رئيس للجمهورية، والثالثة هى اختيار البرلمان.
ومع اقتراب
الموعد يبدأ حشد القوى السياسية . سواء عن طريق الأحزاب، أو التحالفات لتكوين كيانات سياسية متماثلة من مجموعة من الأحزاب الصغيرة .

تلك التحالفات تحاول الآن الوصول إلى الناخب المصرى. عن طريق كل وسائل الإعلام المتاحة سواء كانت صحفاً أم قنوات تليفزيونية أو لقاءات جماهيرية.

ولكن الناخب المصرى الفعال فى الانتخابات هو المواطن البسيط الذى يخرج دائماً فى كل الانتخابات، والذى تعود خلال فترة وجود الحزب الوطنى على ما يقدمه رجال الحزب له من خدمات، وهؤلاء كان بإمكانهم أن يعدوا ويوفوا بما وعدوا فى ظل قيادة سياسية يهيمن عليها الحزب الوطنى ولجنة السياسات. ويمكننا أن نعلن أنه توجد فى الشارع السياسى فى مصر قوتان فقط، لا ثالث لهما وتتمتعان بالسطوة والنفوذ والتغلغل، هما: قوة المال، أو سطوته، والمال موجود ومتوافر بغزارة لدى من تاجروا بالآثار والمخدرات والسلاح واستغلال النفوذ وعصابات الخطف المستترة، واستفادوا جيدا من سنوات الانفلات، ولا أحد يعلم مقدار هذا المال ولا كميته، ولكنهم ينتظرون.

غير أن هناك أموالاً أخرى بدأت تضخ من خارج البلاد وبعض دول الخليج، لصالح التيارات الدينية السلفية، وبعض الجمعيات الأهلية، وهو ما أعلنته وزيرة التضامن الاجتماعى من أنه تم رصد أكثر من 15 مليار جنيه مصرى تم ضخها من الخارج لصالح بعض الجمعيات الأهلية، وهى أموال ستستخدم من أجل تقديم رشاوى انتخابية فى صورة مساعدات اجتماعية، قبل وأثناء العملية الانتخابية.

نفوذ العائلات الكبيرة التى هيمنت على تلك المقاعد فى العصور السابقة، وهى ما زالت تتمتع بنفس النفوذ، ولديها المال والأعوان، وفضلا عن هذا هناك الوعود المبذولة بالتعيين فى الحكومة أو القطاع العام، أو الرشاوى المقنعة والصريحة.

أما أحزاب الإعلام التافه، والشقق المفروشة، وقاعات الفنادق وأبطال النضال فى الشوارع، ومن أصبحوا سياسيين بالفهلوة والمال الحرام وغيره، فهؤلاء لا مكان لهم فى الشارع السياسى.

يضاف إليهم بعض السياسيين الراديكاليين، وبعض من لهم تأثير نسبى والتحالفات الصاخبة، وأصحاب القنوات الفضائية. كلهم لم يصلوا إلى الشارع فى الصعيد. وأعتقد أنهم لن يصلوا. ولكن الشىء الملاحظ أن الحكومة، لا تتمتع بغطاء سياسى حزبى، يمكن أن يدخل الانتخابات وهو جزء من طبيعة المرحلة.

وقد عبر بعض السياسيين، عبر بعض القنوات الفضائية، وبعض المقالات السياسية، وطالب هؤلاء بتأجيل استحقاق المرحلة الثالثة، حتى يرى الشعب منجزات المشروعات الكبرى التى تم طرحها، وخطط الحكومة على المستوى الشعبى، ومن أن يقوم حزب سياسى بتبنى التغطية السياسية للحكومة للمحافظة على تلك الإنجازات وضمان استمرار تلك المشروعات العملاقة. والخشية أن تعود التيارات الدينية ورجال الحزب الوطنى لمقاعد البرلمان، وتلتف على ما حدث فى مصر من تغيير ونعود إلى الحلقة الجهنمية التى كنا فيها سواء قبل 30 يونيو أو 25 يناير.

كاتب