رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أزهريون: نقل قبر الرسول "مؤامرة مخابراتية" لتحريض المسلمين ضد السعودية

المسجد النبوي
المسجد النبوي

نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، في عددها الصادر اليوم "الثلاثاء" تحقيقًا لأندرو جونسون بعنوان "السعودية قد تخاطر بإحداث انشقاقات بين المسلمين بسبب خطط لنقل قبر الرسول" في ظل مخططات توسعة وتجديد الأماكن المقدسة.
وقال "جونسون": إن "قبر النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) قد يهدم وتنقل رفاته إلى مكان غير معلوم، الأمر الذي قد يؤدي إلى إحداث فتنة في العالم الإسلامي".
وأضاف كاتب التحقيق أن "هذا الاقتراح الجدلي يعتبر جزءًا من دراسة لملف أعده أكاديمي سعودي، وتم توزيعها على المسؤولين في المسجد النبوي في المدينة المنورة الذي يحتضن قبر النبي محمد عليه السلام، تحت القبة الخضراء المعروفة بالروضة الشريفة التي يقصدها الملايين من الزائرين طوال العام".
وتابع "جونسون" أن "الدعوة إلى تدمير الحجرات المحيطة بقبر الرسول من شأنها أن تثير بلبلة في العالم الإسلامي، فضلًا عن أن نقل قبر النبي قد يؤدي إلى فتنة لا مفر منها".
وحث التقرير الذي جاء في حوالي 61 صفحة على نقل قبر الرسول إلى البقيع حيث سيدفن فيها من دون أي تحديد لقبره، لكنه عاد ليوضح أن "ما من أي دليل حتى الآن يثبت أنه تم اتخاذ قرار حول هذا الموضوع".
وحسب صحيفة "مكة" السعودية، التي نشرت الدراسة، فقد رفض المهندس عبدالحق العتيبي، الباحث في تاريخ المدينة المنورة والخبير في العمارة الإسلامية، ما انتهت إليه الدراسة، معتبرًا أن توصيات الباحث "مطالبة غير منطقية".
وقال العتيبي: تؤكد التوصيات عدم إلمام الكاتب بأبسط معارف تاريخ المسجد النبوي الموجودة في شواهد البناء العثماني، والتي توضح المواقع الشرعية وفق اجتهاد الفقهاء في تحديد موضع الروضة، ومن الآراء تقول أن أخر حدود بيوت النبي صلى الله عليه وسلم تابعة للروضة؛ لذلك ميزوها بالأسطوانات البيضاء التي تمتد إلى نهاية الحجرة جهة الشرق.
كما أن جدار القبلة الحالي هو الحد النهائي الذي وقف عنده سيدنا عثمان رضي الله عنه فلم يتجاوزه، ولم يتجاوزه كل من جاء بعده حتى يومنا هذا، فهو ينتهي عند حجرة أم المؤمنين السيدة صفية رضي الله عنها، وهي نهاية حدود الحجرات.
الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، رأى أن إثارة قضية "نقل قبر الرسول" كلام فارغ ومؤامرة خبيثة؛ لتحريض المسلمين ضد السعودية وإحداث شرخ فيما تبقي من الكيان المسلم انتقامًا من المملكة لمواقفها الإسلامية والعربية العظيمة، مؤكدًا أن المخابرات العالمية تتربص بالمسلمين وتستعد للانقضاض علي نظم وشعوب المنطقة.
وأضاف "المملكة السعودية التي تحتكم لشرع الله تدرك جيدًا الحديث الصحيح الذي رواه أبو بكر الصديق رضي الله عنه، أن النبي قال "نحن معاشر الأنبياء ندفن حيث نموت" ومن أجل ذلك دفن الرسول في حجرة السيدة عائشة التي كان يمرض فيها قبيل وفاته بعد أن استأذن زوجاته الأخريات.
من جانبه، قال الدكتور محمد الشحات الجندي، رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية السابق، إنه من العجيب أن تهتم صحيفة بريطانية بقضية "نقل قبر النبي"، مؤكدًا أن القضية تخص كافة المسلمين، وليست بالأمر الهين.
فيما رفض محمود عاشور، وكيل الأزهر السابق، التعليق على ما أثارته الصحيفة.