رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحت شعار "إطفاء النار العربية دائرة دائرة"

الخطة الدولية "المزعومة" لمعالجة الأزمات العربية تحاول إقحام مصر في ليبيا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

استعرض بعض الكتاب في الصحف العربية، الخطوات الدولية لرسم إستراتيجية، تعمل على حل الأزمات العربية؛ حيث برز في الأفق خطة دولية لمعالجة الأزمات العربية الملتهبة تقوم على مجموعة دوائر منفصلة لها مبررات واقعية، حيث تتولى دول مجلس التعاون الخليجي، بناء على هذه الخطة، بواسطة "درع الصحراء" الدائرة اليمنية، وتتولى مصر والجزائر وتونس معالجة المشكلة الليبية، وتتولى تركيا وإيران والسعودية المشكلة في العراق وسوريا ولبنان.

ويشير الكاتب سليمان تقي الدين، في مقال لـ"السفير اللبنانية" أن لهذه الخطة إمكانات فعلية ميدانية إذا توافرت لها توافقات دولية وإقليمية وتصورات جدية لإطلاق العملية السياسية التشاركية الفعلية في دول الأزمات، موضحا أن الأنجع أن يصار إلى اتفاقات مسبقة على تأليف حكومات انتقالية ذات صفة وحدوية وطنية تتولى مهامها بدعم من "التحالف الدولي" إدارة العملية السياسية خارج نطاق العنف والجبهات المسلحة المنظمة القادرة على تهديد مثل هذه العملية.

ويؤكد الكاتب خلال مقال بعنوان "إطفاء النار العربية دائرة دائرة" أن هناك مرتكزات يمكن البناء عليها لم يتجاوزها الزمن، داعيا إلى أن أي تدخل خارجي تحت أي مسمى مثل "التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب.. داعش والقاعدة وأخواتهما" يجب أن يسبقه إعلان مبادئ وشرعية دولية أو رؤية للحلول السياسية، وإلا تحول إلى توريط لما بقي من دول لديها بعض القوة والاستقرار لكي تدخل في الفوضى القائمة.

وعن تدخل مصر في الأزمة الليبية، يقول الكاتب: "في الدول الملتهبة والمتفجرة نزاعات طائفية وقبلية ترعاها دول عدة وليس بالضرورة أن دول الجوار الجغرافي تستطيع بمفردها أن تعيد صياغة الحياة الوطنية".. موضحا المظاهر الإيجابية المصرية موقفها للتدخل في حل المشكلات الإقليمية بدبلوماسية هادئة من غزة إلى ليبيا، لكن إطفاء النار العربية لم يعد ممكنا قطعة قطعة بانفصال المعالجات.
وطالب سليمان تقي الدين بأن تنسجم خارطة المنطقة مع الدائرة الدولية الأوسع لتوزيع منافع النفط وإرساء التوازنات على النحو الذي يعكس موازين القوى الذي كان أحد أخطر تجلياته اندلاع الأزمة الأوكرانية الروسية في امتداد هذه الحرب الكونية الرابعة.

واختتم قائلا: "أمام صعوبة وتعقيد المشهد وحجم القوى والمداخلات والتفاعلات، تبدو دعوتنا إلى القوى المحلية لكي تحافظ على الحد الأدنى من المعالجات الوقائية أشبه بالتمنيات الفارغة، لكن ليس في السياسة ما هو حتمي ومرسوم سلفاً، فاللاعبون المحليون يساهمون إلى حد بعيد في تعديل الكثير من الخيارات الثانوية في لعبة الكبار خاصة عندما لا تكون مؤثرة على مصالحهم الكبرى".