رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل يرتفع ضغطك مثلى؟


هل تشعر مع انقطاع الكهرباء بارتفاع ضغطك وبأنك «مخنوق» من ارتفاع درجة الحرارة مع ارتفاع درجة مشاعر الغيظ الذى ينتابك وأنت تتابع تصريحات كاذبة لمسئول أو لوزير أمام كاميرات التليفزيون؟.. هل يرتفع ضغطك مثلى وأنت تتابع فجاجة الطابور الخامس وتصدرهم المشهد السياسى حتى الآن؟

هل يرتفع ضغطك مثلى من عملاء قطر والمخابرات الأمريكية وهم يعيشون دور الزعامة والوطنية؟. هل يرتفع ضغطك مثلى وأنت ترى أن «كل من هب ودب» قد أصبح إعلامياً، وأن هناك «إعلامى لكل مواطن» من كثرة القنوات؟ هل يرتفع ضغطك مثلى من ابتسامة صفراء، بلهاء من إعلامى كل همه إشعال فتنة وضجة إعلامية على حساب وطنه أو دينه أو الأمن القومى لبلاده؟ هل يرتفع ضغطك مثلى وأنت ترى الأكفاء، الخبراء، المتخصصين، المبتكرين والمبدعين فى المؤخرة وفى الظل بينما المتسلق والأجوف متربع على كرسى الإدارة؟.

هل يرتفع ضغطك مثلى من لقب «الخبير الاستراتيجى» و«الفقيه الدستورى» ومن انتشار الخبراء والمتخصصين على شاشات الفضائيات.. وما هم بخبراء وما هم بمتخصصين.. بل هم يزيدون حالة البلبلة بدلاً من أن يكونوا أداة للقضاء على الإشاعات؟.

هل يرتفع ضغطك مثلى وأنت تشاهد كل «صاحب ذقن» يتحدث فى الدين وفى الشريعة الإسلامية، و«كل إرهابى» يتحدث باسم الإسلام وباسم الدولة الإسلامية والخلافة الإسلامية ويشوهون الإسلام أمام العالم؟.هل يرتفع ضغطك مثلى وأنا أتابع نشرة الأخبار وأرى العالم العربى يعيش حالة من الاضطرابات، الحروب، القتل، الإرهاب، الانقسام والفقر؟.

هل يرتفع ضغطك مثلى أمام «ظاهرة تكفير» كل من يخالفنا الرأى وأمام كم الفتاوى الغريبة التى خرجت وتخرج علينا كل دقيقة مع ضعف دور الأزهر والأوقاف ومن ضعف الخطاب الدينى فى مواجهة هذه التخاريف؟ كم من جرائم قتل وعمليات إرهابية ترتكب من المسلمين وما هم بمسلمين؟ كم من جرائم ترتكب باسمك يا إسلام إإإإ كم أنت حزين يا سيدى... يا شفيعى... يا رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ على حال الإسلام والمسلمين.

هل يرتفع ضغطك مثلى وأنا أرى القوى السياسية والاحزاب يتحدثون عن تحالفات كأنهم يمتلكون الشارع السياسى المصرى وهم لا يمتلكون حتى أصوات الشارع الذى يقطنون فيه؟.

هل يرتفع ضغطك مثلى وأنت تستمع إلى ارتفاع مستوى عبارات النفاق والتسلق التى تحيط بنا حتى تخنقنا مع ارتفاع درجة الحرارة؟. هل يرتفع ضغطك مثلى وأنت تشاهد رجال الأعمال المليونيرات وهم يتهربون من رد الجميل إلى بلدهم مصر التى صنعتهم؟.

هل يرتفع ضغطك مثلى وأنت ترى شهيداً يسقط كل يوم أو مصابين ينزفون وتخريب فى كل مكان ولا يزال هناك من يتعاملون أو يتعاطفون مع الإخوان حتى الآن ويتحدثون عن المصالحة؟.. والآن... وأنا أسترجع الصور التى تغيظنى وتخنقنى فد ارتفع ضغطى.. لكن... أنت... هل ارتفع ضغطك مثلى؟