رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«25 - 30 »ليست لغزًا


من حقك أن يكون لك رأى مختلف عن الآخرين ولكن ليس من حقك أن تفرض هذا الرأى عليهم أو تعاديهم لأنهم لايتبنون وجهة نظرك هذا هو حال المجتمع الآن، هناك قطاع عريض يرى أن مثالب ثورة 25 يناير كانت أكثر مما عاد منها على الوطن من فوائد وهو رأى نقدره ونحترمه ولكن القول بأنها كانت مؤامرة أمر يجب التوقف أمامه، خاصة أن كثيرين ممن يقولون ذلك قالوا فى حينها إنها ثورة ولكنهم تلونوا الآن ولست أدرى من ينافقون؟ الرئيس السيسى أعلنها صراحة أنه مع ثورتى يناير و يونيو منذ اللحظة الأولى لتوليه مهام قيادة التغيير فى مصر، وبالتالى لاينافقون النظام لكنهم يحاولون تشويهه بخلق تناقض بين الثورتين، والغريب أن البعض انجرف وراء هذا التوجه لإخفاء ثورة يناير من الصورة والإبقاء على ثورة يونيو خاصة أن هذا يتسق مع طى صفحة حكم الإخوان لمصر وتجاهل هؤلاء أن التاريخ لا يتجزأ أو يمكن النظر اليه بعين واحدة. مما لاشك فيه أن الحاجة إلى التغيير السياسى فى يناير 2011 كانت ضرورة فرضتها تطورات الأحداث بالبلاد بعد أن تفشى الفساد نتيجة تزاوج السلطة بالمال السياسى فى آخر سنوات حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك وبالتالى استمراره فى الحكم كان يعنى إهلاك المزيد من مقدرات الشعب لصالح فئة قليلة من منتفعى النظام والمجموعة التى كانت على قمة الحزب الوطنى الحاكم فى ذلك الوقت ربما لم تكن البداية توحى بوقوع ثورة لكن تلاحق الأحداث هو الذى قاد إلى التغيير الشامل ودعونا نقول إن نقطة الضعف أنها ثورة غير منظمة لم يكن لها رأس مثل ثورة 52 كان يقودها الضباط الأحرار وهو ما اطلقوه على أنفسهم ولكن ثورة يناير انتقلت من العالم الافتراضى الموجود على شبكة المعلومات الدولية «الانترنت» إلى الميدان بمعناه المجرد ولهذا لم يكن مستغربا أن يكون الشباب هم طليعة من كانوا فى الميدان فى الأيام الأولى للثورة ولكن عندما تخلى مبارك عن الحكم وتنازل للقوات المسلحة ظهر كل من فى نفسه هوى السلطة وجاءت جماعة الإخوان فى المقدمة لتدعى أنها مع الثورة رغم أن الاخوان كانوا يعادون الميدان خلال فترة حكمهم، فقد كانت تنتابهم حالة قلق شديدة كلما ازدادت سخونة الميدان، لأن الواقع كان يقول إن الإخوان سرقوا الثورة ويخشون فضحهم، ولكن السؤال لماذا هم بصفة خاصة الذين فازوا بالحكم ؟ ببساطة لأنهم الأكثر تنظيمًا والأكثر مقدرة على الحشد وسط القوى السياسية التى ظهرت بعد خلع نظام مبارك وكانت القوى الثورية التى قامت بالثورة الأقل تنظيمًا وحشدًا ولذلك كان طبيعيًا أن يفوز الإخوان بالانتخابات البرلمانية فى فبراير 2012 والانتخابات الرئاسية فى يونيو من نفس العام ولأنهم وجدوا انفسهم فجأة على قمة السلطة ولأنهم تعودوا على الحياة السرية وتنظيمات تحت الأرض فلم يكن لديهم المقدرة على الاستمرار فى السلطة فكان سقوطهم محتومًا وهو ما تحقق فى الـ30 من يونيو بإرادة الشعب وفى ثورة استردت منهم ثورة يناير المسروقة ولم يكن الثالث من يوليو إلا الإجراء التنفيذى لما يريده الشعب المصرى، إذن 25 يناير كانت إرادة تغيير حافظت عليها إرادة أخرى تحققت فى الثلاثين من يونيو من هنا من يحاول افتعال التناقض بين التاريخين هو المتآمر الحقيقى وفى نفسه شر يضمره لهذا الشعب لكن عجلة التاريخ لن تعود إلى الوراء ومصر السيسى ستكون مختلفة ولن ينفعكم سعيكم لهدم مصر.

رئيس قطاع الأخبار سابقاً