رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العلماء يختلفون حول كعبة تونس الصناعية.. ورجال دين: نموذج تعليمي لا يخالف الشرع

جريدة الدستور

"الحج أشهرٌ معلومات" "حج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً"، هو فريضة الله على المسلمين في مختلف بقاع الأرض، إذ جعلها الركن الخامس من أركان الإسلام، ويعيش المسلمون أجواءً خاصة خلال هذه الأشهر، لما لها من مكانة خاصة في النفوس، وقد خصها الله تعالى بمواقيت الحج، واعتاد المسلمون خلال هذه الأشهر من كل عام الذهاب إلى بيت الله الحرام لأداء مناسك الحج.
وفى تقليد غريب من نوعه أثار الكثير من ردود الفعل، أقام البعض في تونس تجسيد للكعبة الشريفة، ونشروا مجموعة من الصور على صفحة الجمعية التونسية للحج والعمرة بعنوان "عملية الحجة البيضاء"، لمجموعات من الناس يرتدون زي الإحرام وبعضهم بملابسه العادية، يؤدون مناسك الحج، بين طواف حول الكعبة الصناعية، والسعي بين الصفا والمروة "المقلدين"، وزيارة بئر زمزم "غير الحقيقي"، في إطار تدريب الناس على أداء شعائر الحج.
وتداول نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي الصور واعتبر البعض الفكرة "حرام شرعا"، واعتبرها البعض محاولة من أنصار الإخوان في تونس لتغيير مكان شعائر الحج، نظرًا لموقف المملكة العربية السعودية من الجماعة، في حين اعتبرها آخرون وسيلة لتدريب الناس على مناسك الحج.
وقال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، إن هذا عمل تعليمي لا توجد منه أي مشكلة، ولا يوجد ما يحرمه شرعًا، لأن التعليم والتدريب على مناسك فريضة الحج أمر طبيعي، وتجربة عملية على أداء مناسك الحج.
وأكد عبد الغفار هلال، الأستاذ بجامعة الأزهر، أنه يجوز عمل مجسم لتعليم الناس مناسك الحج، كونه فرض على الأمة الإسلامية، وبعض الحجاج يخطئون في أداء المناسك أثناء التنفيذ، نتيجة جهلهم بحقيقة الشعائر، وإعطائهم دروس خاصة قبل الحج من خلال مجسم للكعبة الشريفة لتعليمهم كيفية الطواف وبعض الأمور الخاصة بالحج يجنبهم الخطأ أثناء تأدية شعائر الحج الحقيقية.
وأشار، إلى أن التجسيم ليس محرمًا، لأن الناس لا يعبدون الكعبة، إنما يعبدون الله، حتى من يطوف حول الكعبة الحقيقية بأرض الحجاز، لا يفكر في أنه يعبد الكعبة وإنما يعبد رب هذا البيت، وبالتالي تجسيم الأمور من باب التعليم جائز شرعًا، ولا يوجد ثمة شيء يؤكد أنه مخالف.
وقال: إن التدريب العملي للحاج يثبت المعلومة أكثر من التلقين النظري، لذا فإن قيام الناس قبل الحج بتنفيذ مناسك الحج من خلال الكبة الصناعية فرصة جيدة لتعليمهم وتجنبهم الخطأ ويؤدون المناسك على أفضل ما يكون.
ورأى جابر طايع، وكيل وزارة الأوقاف بالجيزة، أن الكعبة الصناعية في تونس تجسيد من أجل التعليم، وهو أمر لا ضرر منه، لأن المسلم لا يقدسها ولكنها نموذج لمناسك الحج، واعتبرها وسيلة تعليمية تربوية جيد.