رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دعوة الإخوان للعودة للوطن


حديثى اليوم موجهٌ بشكلٍ خاص لقطاعٍ بعينهِ فى جماعة الإخوان، وهم من يقتصر انتماؤهم للجماعة على مسايرتها فى الفكر أو مؤازرتها بالمشاعر، أما قادة ذلك التنظيم الإرهابى وكوادرهُ التى استباحت لنفسها العمل الإرهابى، فلا مجالَ للحديث معهم، ونُفوضُ الأمر فيهم للهِ رب العالمين

... إن الضمير الوطنى يفرضُ علينا الحديث إلى ذلك القطاع من شباب وكهول تلك الجماعة أصحاب النوايا الحسنة والسرائر الطيبة، وإلى المتعاطفين معهم لأسبابٍ أخرى، فأقولُ لهم جميعاً إن انصياعكم لفكر تلك الجماعة أو انجراف مشاعركم نحوها تحتَ تأثير شعاراتٍ زائفة أو أقوالٍ باطلة، قد يؤدى إلى انشطاركم عن الجسد المصرى الواحد، بل وقد يجعلُ منكم البذرةَ الخصبة لتشرذم المجتمع وتنافرهِ وتناحره وهو ما يسعى إليه أعداءُ الوطن، وهو أيضاً ما يدعونى للحديثِ إليكم إيماناً منى بأن وحدة المصريين على قلبِ رجلٍ واحد هى فريضةٌ دينية قبلَ أن تكون ضرورةً سياسية. ومن هذا المنطلق أجدُ كثيراً من الحقائق التى باتت واضحةً للجميع وفيها كثيرٌ من المعطيات للرؤيةِ الصحيحة، ومنها ما يلى:

(1) أن تنظيم الإخوان أقام اتصالاً مباشراً مع العدو الأمريكى وبوساطةٍ آثمة من الدكتور محمد البرادعى منذُ عام 2004 بعد انتهاء دورهِ فى بناء الذريعة الكاذبة لغزو وتدمير العراق. وبطبيعة الحال فإنَ تلك الاتصالات والاتفاقات السرية المريبة إنما تصبُ فى مُجملها ضد مصلحة الوطن وأمنه وحاضرهِ ومستقبله، لأن الهدف الأمريكى الاستراتيجى فى منطقة الشرق الأوسط معلوم، وكانت من أدوات تنفيذه جماعة الإخوان التى لم يكن لها سوى مطلب دِنيوى وحيد وهو الحصول على غنيمةِ الحكم والسلطة. إن الأدلةَ والشواهد قد أفصحت بجلاء عن هذا التعاون الخسيس بين أعداءِ الوطن فى الخارجِ والداخل، ويكفى ما شهِدَ بهِ «بانيتا» وزير الدفاع الأمريكى السابق فى جلسة استماع أمام لجنة الأمن القومى بالكونجرس يوم 16/2/2011 «بأن الإخوان المسلمين يتعاملون مع 16 جهاز مخابرات وأن أقوى تعاملٍ لهم مع الموساد وأنهم مجموعاتٌ قوية يُظلهم تنظيمٌ دولى ولهم أيديولوجية مدنية معتدلة تتوافق مع المصالح الأمريكية» . إن هذا التخابرُ الطويل مع أعداء الوطن هل يُمكن أن يقبلُهُ دينٌ أو عقلٌ أو خُلق مهما كانت الأسباب أو الذرائع؟ وهل يُمكن أن يوصف من قام به إلا بالخونةِ والعملاء؟ وهل يُمكن بعد ذلك أن نميلَ بالمشاعرِ إلى هؤلاءِ القوم أو نتوسم فيهم خيراً؟ (2) إن أحداث العنف والتخريب والقتلِ والترويع التى حاقت بالوطن كله بدءاً من 28 يناير 2011 وأدت إلى شل مفاصل الدولة والتهديد بانهيارها، هى فى الحقيقة التى أسقطت النظام غير مأسوفٍ عليه. وإذا كان احتشاد المصريين الشرفاء بالميادين العامة للتعبير عن مشاعرهم المختلفة، فإن ذلك الاحتشاد كان مُخططاً لاستغلاله كستارٍ لتلك الأعمال الإرهابية التى كانت الأداةَ الفاعلةَ لإسقاط النظام، وحتى ترتسم الصورة كثورةٍ شعبية . ولذلك فإننى لا أتفقُ مع القول بأن جماعةَ الإخوان قد سرقت الثورة أو اعتلت موجتها، لأننا إذا اعتبرنا الثورة هى مجرد إسقاطَ النظام فلا مناص من اعتبار جماعة الإخوان وبعض الحركات الأخرى المتحالفةَ معها وقتئذٍ هم أصحاب تلك الثورة . وهنا يَبرُزُ نفس التساؤل : هل ما ارتكبهُ هؤلاء القوم من جرائم إرهابية يمتُ للدين أو للأخلاق بصلة ؟ وهل يُمكن أن نتوسمَ فيهم أى خيرٍ للوطن؟(3) منذُ أطاحت ثورة 30 يونيو بالنظام الخائن وحتى الآن ما زالَ قادة تلك الجماعة يعملون جاهدين بذات السيناريو الإرهابى السابق، بُغيةَ الوصول للحكْمِ مرةً أخرى، وهو شىء مستحيل بعد أن افتضح أمرهم وفقدوا الظهير الشعبى الذى كان يُمكن أن يستُرَ جرائمهم، وهنا يبرزُ التساؤل أيضاً : هل هؤلاء القوم كان لهم شرعيةٌ حقيقيةٌ فى الحكم وقد وصلوا إليه بتلك المقدمات الإرهابية؟ وإذا كانوا أهلَ دينٍ وتقوى وأصحابَ مشروعٍ إسلامى فكيفَ استباحوا لأنفسهم ارتكابَ مثلَ تلك الجرائم النكراء، بل وإلصاق تُهمتها بالغير؟ إننى أُناشدُ الجميع للعودة إخواناً فى الوطن من أجلَ مستقبلٍ مشرق، وندع الشيطان وإخوانهُ لمصيرهم المحتوم. حفظ الله مصرنا الغالية، وهدانا جميعاً سواَءَ السبيل،،

■ كاتب