رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكهرباء ضرورة لا ترف


صحيح أننا الآن فى وضع أفضل من العام الماضى فى نفس هذه الأيام، صحيح أن حكم الإخوان قد رحل إلى غير رجعة ولن يعود إلى مصر، صحيح أننا الآن فى ظل رئيس وطنى انتخبناه بأغلبية كاسحة، صحيح أن لدينا حكومة مخلصة للوطن ليس فيها موالين للخارج، كل هذا صحيح، مضافاً إليه أن علينا أن نصبر على الأحوال السيئة والمشاكل المتراكمة والخسائر فى المنشآت والمؤسسات والمصالح الحكومية، ولكن أيضاً من غير المعقول المشكلة الكبيرة التى نواجهها فى كل الأحياء والمدن والقرى المصرية دون أن يكون هناك حل معقول أو إجابة مقبولة لسخط المواطنين من تكرار انقطاع التيار من خمس إلى ست مرات فى اليوم فى كثير من الأحياء المصرية. إن هذه الاشكالية تعكس تدهور الأحوال فى مختلف المرافق والمؤسسات وما خفى كان أعظم، لكن انقطاع الكهرباء ليس فقط ضرر عام وإنما أيضاً مسألة أمن قومى، لأنها توقف الأعمال والمصانع والمرافق والبيوت والمخابز والمستشفيات وجميع المنشآت الخدمية، فضلاً عن أنها تهدد أمن المواطن العادى لأنها تصبح مجالاً سهلاً لارتكاب الجرائم والسرقات والتحرش بالنساء فى الشوارع المظلمة وفى وسائل المواصلات. العجيب فى الأمر أن لدينا وزارة للكهرباء ولكن ليس لدينا كهرباء، ولابد أن تتحلى الحكومة بالشفافية لتقول لنا الأسباب الحقيقية لانقطاع التيار لمدة ساعات وبصفة متكررة فى كل الأحياء تقريباً خلال هذين الشهرين وإن كان هذا سيستمر أم هذه المشكلة فى طريقها للحل؟ فإذا كانت الخلايا النائمة للإخوان من موظفين أو عاملين موجودين بوزارة الكهرباء هم السبب فى هذه الأزمة الصعبة والمؤثرة فى حياتنا اليومية التى نعانى منها فلابد إذن من تطهير الوزارة من الأيدى الخبيثة التى تبلغ المنفذين فى عصابة الإخوان عن أماكن الأبراج والمواقع الفعالة التى تحدث هذا الانقطاع المستمر، والذى يحدث حالة من الغضب من الحكومة، وهو ما يسعى له الإخوان وأعوانهم، لقد تم بالفعل القبض على عدد من الخلايا النائمة عددهم ١٤ إرهابياً ضمن خلايا استهداف أبراج الكهرباء، واعترف المتهمون بتلقيهم أموالاً من عناصر إخوانية من أجل إغراق البلاد فى الظلام وإظهار عجز الحكومة، وأن موظفين من الخلايا النائمة بشركات الكهرباء قد أمدوهم بتفاصيل أماكن تواجد الشبكات والمحولات المؤثرة لتفجيرها وأنهم كانوا يضعون خطط لإتلاف وتخريب عدد من أبراج الضغط العالى المؤثرة فى شبكة الكهرباء خلال الفتره الحالية. إن المطلوب الآن أن يتم تطهير شركات الكهرباء من الخونة والخلايا الإخوانية التى لا تزال ترتع بداخلها، والبحث عن حلول فعالة وسريعة لأننا فى حاجة إلى دفع حركة الإنتاج والاستثمار والسياحة والصناعة واستعادة الأمن والحياة الطبيعية للمواطنين، كما أنه لابد من مصارحة الشعب عن الأحوال اليومية والمشاكل اليومية ولكن مع الأخذ فى الاعتبار عدم التراخى فى الجهد المطلوب لحل المشكلة، كأن يقول مسئول الكهرباء الأول إن المشكلة ستحل خلال ٤ سنوات فهذا يزيد الطين بلة ومعناها التراخى فى إيجاد حلول مسألة حيوية وتمس الأمن القومى. إن الفعالية تعنى الحركة نحو الحل، ولكن إذا نظرنا فى أى مؤسسة عامة سنجد الخلايا لا تزال فيها ولم يتحرك أحد لتطهيرها، يمكن لنا بل وعلينا أن نتحمل مشاكلنا وأن نجتهد كمواطنين فى المساعدة والدعم للتقدم بالوطن للأمام، ولمواجهة حرب شرسة تريد ولا تزال تسعى لإسقاط مصر. من الضرورى أن نساهم مع الحكومة لعبور الأيام الصعبة صوب مستقبل أكثر إشراقاً، ولكن فى نفس الوقت لابد من الحزم مع المخطئين والخونة والمتآمرين حتى لا نصبح كمن يخبئون رؤوسهم فى الرمال حتى لا يرون الحقيقة الواضحة، وأقصد بذلك خططاً إخوانية متعددة وأموالاً كثيرة يتم إنفاقها لتخريب المؤسسات الواحدة تلو الأخرى