رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل انتخابات النواب الاختبار الأصعب؟!


نقترب من الاستحقاق الثالث فى خطة خارطة المستقبل التى كانت نتيجة طبيعية لثورة 30 من يوليو، ولكن يبدو أن هذا الاستحقاق سيكون الأصعب لأن أعداء ثورتى 25 يناير و30 يونية فشلوا فشلاً ذريعاً فى تقويض الاستحقاقين الأول والثانى المتمثلين فى إقرار دستور الأمة وانتخاب رئيس الجمهورية بإرادة الجماهير. ووجه الصعوبة فى الاستحقاق الثالث أنه الفرصة الأخيرة لهم وأعنى أعداء ثورة 25 المتمثلين فى أنصار نظام مبارك وإن كانوا أكثر تلونا من أعداء ثورة 30 يونيو المتمثلين فى بقايا الإخوان وأنصار التيار الدينى السياسى، وكلاهما يستعدان لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة، وإن كنت أعتقد أن الرهان فى المرحلة المقبلة سيكون على صوت الناخب لأنه هو الذى سيختار وسيحدد من يريده عضواً فى البرلمان، وطالما ارتضينا الأسلوب الديمقراطى القائم على الانتخاب الحر المباشر فإن من حق جماهير شعبنا أن تختار بحرية من تريده من بين المرشحين سواء بالنظام الفردى وهو أكثر وضوحاً أو بنظام القائمة وهو يحتاج تدقيقاً لأنى أتصور أن المتسربين إلى قائمة المرشحين فى النظام الثانى سيكونون أكثر من المتسربين فى النظام الأول رغم أن النظام الفردى ليس منزهاً أو أفضل لأن المال السياسى سيلعب دوراً فى هذه الانتخابات، وأكثر اللاعبين سيكونون من أنصار نظام ما قبل 2011 وسيظهر بعض أنصار التيار الدينى من خلال تصوير أنفسهم أنهم الأفضل والأكثر قدرة على تقديم الخدمات الشخصية للناخب خاصة أنه فى اعتقاد البعض من الناخبين أن الأكثر على العطاء النيابى هو أكثرهم تقديماً للخدمات الشخصية للمواطنين. وتلك إشكالية فى فهم دور نائب الشعب حيث يتصورون أن نائب الدائرة لا يجب أن يخرج عن حدود دائرته فى فكره وعطائه، وهذا يبرر لنا فشل كثير ممن تصدوا لمهمة النيابة فى البرلمان فى معظم البرلمانات التى شهدتها مصر منذ أن عرفت الحياة النيابية فى القرن التاسع عشر.

عموماً من الطبيعى أن نشهد هذه الأيام شياطين يرتدون ثياب ملائكة ومنافقين يرفعون شعارات الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية ولصوصاً يرددون عبارات النزاهة والصدق والعدل والأمانة، والمأساة أن بعض وسائل الإعلام ستساعد على تكريس هذا التوجه إما تواطؤاً أو جهلاً وعدم إدراك لتأثير الإعلام فى تشكيل وعى الجماهير. وفى اعتقادى أن التسلل إلى مجلس النواب سيكون من خلال نظام القائمة لأنه ليس شرطاً أن يتعرف الناخب على كل الأسماء المسجلة بالقائمة يكفى اسم واحد أو اثنين على أكثر تقدير ومن هنا لابد من الإشارة إلى أهمية الثقافة البرلمانية وهى ثقافة منعدمة فى المقررات التعليمية ولا يهتم بها الإعلام إلا من خلال التوجيهات والإرشادات المباشرة قبل إجراء الانتخابات بأيام قليلة رغم أن الصوت أمانة ويجب التدقيق حتى نعطى الصوت لمن يستحقه، طبيعى أن يرشح نفسه تجار الانتخابات الذين لا يرون فيها إلا وسيلة للسلطة والتربح وطبيعى أن ترشح نفسها للانتخابات وجوه معروفة منذ دورات برلمانية سابقة سواء ممن كانت تنتمى للحزب الوطنى المنحل أو غيره، وطبيعى أن يحاول الترشح أنصار للإخوان ونظام المعزول مرسى، وربما قد ترشح شخص بلون مختلف وبعد نجاحه يكشف القناع ويظهر أنه يمثل هذا التيار أو ذاك. إنها انتخابات حرة ومن سيجتاز الاختبار هو من يوافق عليه الناخبون لكن هناك فى أى برلمان تحميه القيم الديمقراطية أغلبية واقلية ولهذا يجب أن تكون فى الأغلبية وجوه جديده وشابه وواعدة لابد أن يسيطر على مجلس النواب تيار سياسى يجمع بين تأييده لثورتى يناير ويونيو وهنا أعتقد أن الأمة ستنجح فى اجتياز الاختبار الصعب ويتحقق الاستحقاق الثالث.

رئيس قطاع الأخبار السابق