رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صواريخ الاحتلال "بمب العيد" في غزة والمقابر "حدائق" للأطفال

 قصف غزة
قصف غزة

ينظرون إليهم بعين تملأها الحسرة والتمني، فالحسرة تكون على حالهم وما وصلوا إليه رغم أعمارهم التي لم تتعد أصابع اليد الواحدة، والتمني في أن يصبحوا مثلهم، أو مثل من هم في سنهم، خاصة في تلك الأيام التي من المفترض أن تمر عليهم بالفرح والسعادة وهي أيام العيد، فلم يمهلهم العدوان الغاشم تلك الأيام القليلة، بل سرق نور الفرحة في أعين أطفال غزة، جعل عيدهم مضرج باللون الأحمر، وأولى نزهاتهم إلى المقابر ليزورا من سبقوهم، مع هاجس يدور بخلدهم يطمئنهم بأنهم سيلحقون بهم قريبًا.

فترى إحدى أمهات الشهداء جالسة جوار قبر ابنها، تمسك حفنة من التراب الذي يتغطى به، لتشتم رائحته في طياته، تقبلها بقلب موجوع، وفرحة سوداء، فما ذنبها لكي تستيقظ في أول أيام العيد لتجد زهرة شبابها قد وارت التراب وغادرت عالمها إلى عالم آخر؟، فيجيبها الصمت بأنها تنتمي إلى غزة، وفلسطين الحائز شهدائها على لقب "أطفال الحجارة" عن جدارة.

فذلك العيد على غزة امتزجت تكبيراته بصرخات الأطفال من عمق الألم، وأنين الأمهات من لوعة الفراق الذي حققه الاحتلال الإسرائيلي بينهم، فلم يترك لهم شيئًا يفرحون به إلا وقتله، حتى أطفالهم لم يعودوا كما كانوا من قبل، فلم يسألوهم متى يأتي العيد؟، أو أين سنقضي تلك الأيام، فالإجابة معروفة ومعتادين عليها، لأن العيد هو الفرح ومن مثلهم يغطي فرحهم سحابة سوداء تسمى القصف الإسرائيلي، فلا يستطيعون مغادرة الوطن وتركه يئن وحده على ما فات وضاع، وخوفه من القادم أن يزداد سوءًا من الماضي.

فلم تمنح قوات الاحتلال الإسرائيلي أطفال غزة يوم استراحة من القتل في أول أيام العيد، فقد قتلت عشرة أطفال دفعة واحدة على شاطئ بحر غزة، فالقصف الإسرائيلي هذه المرة طال منتزهات كان يلهو به عشرات الأطفال، وذلك على أرجوحة في ساحة بمخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة؛ فقد كانوا يبحثون عن فرحتهم المختبئة تحت طيات حزنهم.

وأيضًا القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة من القطاع أدى إلى استشهاد 32 مواطنًا فلسطينيًا معظمهم من الأطفال والنساء، ما يرفع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة منذ اليوم الأول لـ1119 شهيدًا 6600 جريحًا.