رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ابن حلال».. بين الحقيقة والخيال


استكمالاً لسلسلة نقد وتقييم دراما رمضان التى بدأتها مع شهر رمضان الكريم، فإننى أنتقل لنقد مسلسل أثار جدلا كبيرا وحظى بنسبة مشاهدة عالية وهو مسلسل «ابن حلال»، فى تقديرى مسلسل متميز ويعتبر من أفضل ماقدم خلال الشهر الكريم من حيث السيناريو أو من حيث العناصر الفنية، ومن حيث التمثيل والأداء والإخراج، وأن كنت أعتقد أن السبب الأول فى ارتفاع نسبة مشاهدة هذا المسلسل ومن عوامل حرص المشاهدين على متابعته أن بعض الصحف أشاعت أنها قصة حقيقية حول مقتل ابنة المطربة ليلى غفران وصديقتها، والتى أثارت غضب الرأى العام بسبب عنف الجريمة التى قتلت فيها شابتان جميلتان كانتا ماتزالا تتفتحان على الحياة وتم ذلك بشقة بمدينة ٦ أكتوبر، وهاجمهم مجرم قام بقتلهما، ومما لاشك فيه ان تعاطف الرأى العام مع ليلى غفران التى فقدت ابنتها فى جريمة وحشية، كان تعاطفًا حقيقيًا وملموسًا فى كل البيوت، كما تم القبض على متهم قيل إنه عامل عاطل وقتها وتم الحكم عليه بالإعدام ونفذ الحكم مؤخراً منذ أيام.وفى الحقيقة ورغم أن المؤلف حسان دهشان نفى أن يكون المسلسل يقدم تلك الواقعة، إلا أن المشاهدين ظلوا حتى الحلقات الأخيرة يربطون بين المسلسل وتلك الجريمة الوحشية، ويبحثون عن أوجه التشابه وأوجه الاختلاف، ولكن اعتقد من وجهة نظرى أن المسلسل قد نجح فى الجمع بين بين الحقيقة والخيال، لأنه استلهم حادثًا هز الرأى العام منذ سنوات، وهذا ذكاء يحسب للمؤلف لأنه مزج فى حرفية بين الحقيقة والخيال، كما استطاع أن يشد المشاهد بقصة تلقى الضوء على تناقضات مجتمعية معاشة، وواقع يتضمن صورًا من الفساد والانحرافات بين الكبار والصغار، كما يقدم صورًا من القهر والفقر، وإن كان قد أغرق فى ذلك إلى حد المبالغة الواضحة فى الأحداث و فى العنف، نجد أنفسنا فى هذا المسلسل أمام قصة لشاب صعيدى بسيط يبحث عن لقمة العيش يتمتع بالشهامة، لكنه ينقلب مع الظلم و القهر إلى رجل ينتقم من ظلم المجتمع والحكومة والحياة الشاقة التى بلا أمل، وتتعدد الأحداث وتتعقد بين الشخصيات.أتوقف أمام أداء الممثلين الذى كان من عناصر نجاح هذا المسلسل، وخاصة الممثل الشاب محمد رمضان الذى توحد مع الشخصية ومفارقاتها، إن أمام محمد رمضان مستقبلاً واعدًا كممثل يعبر عن الشاب المصرى القادم من عمق مصر، وبإمكانه أن يستثمر طاقاته فى أعمال تقدم رسالة اجتماعية وتسهم فى تنوير المجتمع الذى نأمله، وكنت قد انتقدته من قبل على أفلام هابطة قدمها مثل «عبده موتة» ،لكن الآن وبعد «ابن حلال» وللحديث بقيه