رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى ميلاده تعرف على أثر أربع زوجات في حياة فريد شوقي

فريد شوقي
فريد شوقي

تشهد هذه الأيام الاحتفال بذكرى ميلاد وحش الشاشة الفنان الكبير "فريد شوقي"، الذي عشق التمثيل منذ أن كان طفلًا صغيرًا، وكان يزور مع والده مسارح العاصمة، ليشاهد الريحاني ويوسف وهبي، ويجلس مثل الكبار، ينصت إلى أداء الممثلين.
خدمه الحظ عندما انضم لفرقة "يوسف وهبي" التمثيلية، ثم خدمه الحظ أكثر عندما اصبح سريعًا أحد المحترفين في هذه الفرقة بمرتب شهري قدره ستة جنيهات، وتعرف على عزيز عيد، و زكي طليمات أبو المسرح ومؤسس المعهد العالي للتمثيل، وتقدم عام 1946 إلى امتحان القبول بهذا المعهد، رغم إن سنه قد تجاوز السن القانونية، لكنه استطاع أن ينضم إلى الدفعة الأولى من طلبة المعهد العالي للتمثيل بمساعدة وزير الخارجية نفسه.
قصة حب في المعهد العالي للتمثيل
التقى في المعهد بحبيبته الثانية "زينب عبدالهادي" التي أهدته حباً جديداً لا ينسى، فطلب يدها للزواج، لكن زكي طليمات رفض فكرة زواج الطلبة والطالبات، حتى لا يؤثر هذا على الوضع الدراسي في المعهد، رفض أن تتحول الدراسة إلى نوع من العلاقات الخاصة، وان يتحول المكان إلى حفلة زفاف لا تنتهي، وصبر فريد طويلًاعلى حبه، وكان الحب الأول في حياته من نصيب "حسنيه" السمراء جارته.
وحش الشاشة دخل السينما عبر فيلم "ملاك الرحمة" مع فاتن حمامة ويوسف وهبي، وسنحت له الفرصة أن يمثل أمام الملك فاروق شخصياً، وحين استقر به الحال خطب زميلته في المعهد العالي للتمثيل زينب عبدالهادي، ثم ما لبث أن تزوجها بعد موافقة أستاذه زكي طليمات وانجب منها منى.
استقالته من عمله الحكومي كانت سببًا في طلاق زوجته
حين وجد أن الوظيفة الحكومية في مصلحة الأملاك تعيق تقدمه الفني، حاول أن يقدم استقالته، حتى يتفرغ للسينما، لكن زوجته رفضت الفكرة من الأساس، أوقعت زوجها في مأزق الاختيار الصعب .. أما أن يبقى موظفاً .. وإما أن يستقيل منها فيخسر زوجته، وكان لا بد أن يختار، بكل ألم وكبرياء .. طريق الفن على حساب هدم منزله الزوجي.
طلق زوجته ليتفرغ للسينما بعد أن استقال من وظيفة الحكومة، ولمع اسم هذا الشاب، وكاد أن يتحول إلى مخرج مسرحي.. لكنه كان مشدودًا للسينما اكثر، فألغى الفكرة من رأسه.
لماذا نصحه يوسف وهبي بالابتعاد عن الراقصة "سنية شوقي"؟
تعرف على الراقصة "سنية شوقي" التي طاردته في كل مكان أوقعته في حبائل الحب والزواج .. والغيرة المدمرة .. ولم يستطع التخلص منها إلا بناء على نصيحة أبوية صادقة من أستاذه يوسف وهبي، بضرورة الابتعاد عنها، وتخلص من الراقصة، ثم التفت إلى فنه بشكل جاد، فالتقى بأنور وجدي، نجم السينما المصرية آنذاك، حيث اشترك معه في فيلم من بطولة ليلى مراد لقاء مبلغ خمسين جنيهاً فقط.
زواجه من "هدى سلطان"
التقى لأول مره بهدى سلطان .. الفتاة القادمة من طنطا، والتي خطفت عقله من أول نظرة، تعرف عليها، ثم ما لبث أن تزوجها، وعمد إلى الجمع بينها وبين شقيقها محمد فوزي، الذي كان على خصام معها، لأنها احترفت الفن رغم إرادته، وفي غمرة سعادته الزوجية، انصرف نحو تحقيق العديد من أفلامه الناجحة، منها: حميدو، رصيف نمرة5، جعلوني مجرماً.
إصابة والده بالشلل من صدمة الفرحة!
قابل الرئيس جمال عبدالناصر، حيث كلفه على عجل بتصوير فيلم عن بور سعيد أيام العدوان الثلاثي على مصر، ونجح الفيلم عربياً، لكنه لم يلاق النجاح الكافي في القاهرة، لأنه عرض بعد انتهاء العدوان على القاهرة، ولما طالبته مصلحة الضرائب بما عليه من متوجبات، قابل أنور السادات، الذي كان وقتها رئيس المؤتمر الإسلامي، ليحل له مشاكله المالية هذه، واستحق فريد جائزة الدولة التي سلمها له الرئيس جمال عبدالناصر، وسط فرحة الجميع، وفرحة الوالد الذي أصيب بالشلل نتيجة صدمة الفرحة.
اختاره بديع خيري ليكون بطلاً لفرقة الريحاني، بعد وفاة بطلها وإبنه عادل خيري،
حاول أن يغزو السينما التركية، فنجح في ذلك، حين مثل: شيطان البوسفور وعثمان الجبار، وكانت ذكريات اسطنبول فيها الحلو والمر، فقد أنعشت أحواله الفنية والمادية، وكرم الفنان العربي افضل تكريم، لكنه شعر هناك بوحدة قاتلة، وهو يعيش بعيداً عن زوجته هدى سلطان، فبعث لها لكي تلقاه في اسطنبول، لكنها فضلت البقاء في مصر لتنفيذ دور صغير في فيلم "شيء في صدري".
طلاقه من "هدي سلطان"
أصبح شبح الطلاق يحوم حول زواجه بهدى سلطان، بعد حوالي عشرين عاماً من الزواج، الذي اعتبر مضرب الأمثال في الأوساط الفنية، وتسربت أخبار خلافاته مع زوجته إلى الصحف، هي تريد الطلاق، وهو يرفض هذه الفكرة كليا، وبعد أن تفاقم الخلاف بين الزوجين، تراكمت الهموم فوق رأس وحش الشاشة، خصوصاً بعد وفاة والده الذي كان يشكل جزءاً مهماً من سعادته، وبعد أن كلفت هدى سلطان محاميتها لإجراء معاملات الطلاق، قرر فريد أن يريح ضميره، ويوافق على الطلاق، بعد أن اعلم بناته.
تمر الأيام ليلتقي بشريكة حياته الأخيرة، سهير ترك، المعجبة بأفلام وحش الشاشة في البداية، والتي أصبحت زوجته الرابعة، تحولت من مجرد معجبة إلى امرأة تعرف كيف تسعد زوجها، فهي التي أخرجته من أحزانه وأعادت إليه الثقة بنفسه وبفنه، وشاركته حياته حتى مماته، وصارت أفلامه بعد زواجه من سهير ترك اكثر نضجاً، بل صار فريد نفسه اكثر حماساً للعمل الجاد، بعد فترة من الضياع امتدت إلى اكثر من ستة أشهر، اثر انفصاله عن هدى سلطان،هذه المرحلة هي التي قدم فيها فريد شخصيات متنوعة، استحق عنها مجموعة من الجوائز، منها: جائزة الامتياز الاولى التي تسلمها في عيد العلم، وهي المرحلة التي شعر فيها فريد بأن عمره الفني لم يذهب سدى، وأنه استحق تعبه ولقبه عن جدارة .. فصار زوربا المصري .. وصار النجم المستمر والمتواصل في العديد من الأعمال حتى قبل وفاته بأربع سنوات فقط، وقد بلغ رصيد"شوقي" في السينما 302 فيلمًا والعديد من المسرحيات والمسلسلا التلفزيونية.
وقد اشتهر بلقب "أبو البنات" فهو أب لست بنات، الأولى منى ابنته الكبرى من الزوجة الأولى، والثانية نبيلة ابنته بالتبني من الزوجة الثالثة والتي أنجبت له فيما بعد بنتين هما ناهد ومها، والخامسة والسادسة عبير ورانية من الزوجة الرابعة.