رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عقب تبرعها لصندوق تحيا مصر..

الحاجة "زينب".. حبها لوطنها أبدى من نفسها

جريدة الدستور

نظرت حولها بعين يملؤها الحزن، لتجد ذلك الوطن الذي عاشت وتربت فيه يعود إلى الوراء حاملًا معه أزمته الاقتصادية، كل شيء منهار يعود إلى الخلف، وعلى غفلة منها أطلت بعينيها إلى الشاشة الصغيرة المتهالكة فوق أحد المقاعد، لترى رئيس وطنها عبد الفتاح السيسي يتحدث إلى شعبه، هزتها تلك الكلمات التي تشير إلى أن بلادها مصر واقعة في أزمة لن يحلها غير ذلك الصندوق الكائن في كل البنوك المصرية المدعو صندوق "تحيا مصر"، فشعرت للحظات أنه الملاذ والملجأ الوحيد لكي "تحيا مصر".

فتحسست ما حولها لتجد أن كل شيء في دارها مدجج بالفقر والاحتياج، فما تبقى لها هو "قرطها" الذهبي، الذي يعتبر بمثابة سندها في الحياة كي لا تقع في براثن الفقر، ولكن هيهات أن تؤثر نفسها على بلادها مصر، فعزمت أمرها في دقائق معدودة لتلبي نداء الوطن، فتجد نفسها واقفة أمام صندوق "تحيا مصر" تعطيه ما تبقى لها من عالمها المحدود، بأيد مرتعشة وأسلحة مهدودة صارعت الفقر بحب الوطن.

الحاجة "زينب مصطفي" التي بلغت من العمر 90 عامًا، رغم فقدها لبصرها إلا أن بصيرتها مازالت بنورها كما خلقت، فاستجابت لنداء الرئيس عبد الفتاح السيسي للشعب المصري بأن ينقذ الوطن ولا يقف مكتوفي الأيدي، وذلك عقب تأكيده بأنه تبرع بنصف راتبه، وميراثه من والده، لصندوق تحيا مصر، ولم تكن تلك هي الأمنية الوحيدة التي تملكها تلك السيدة، ولكن حب الوطن قد فاض بقلبها فآثرت أن تقوم بالحج لذلك العام على نفقة الرئيس الخاصة؛ كي تدعو الله أن ينقذ مصر وشعبها على الدوام والاستمرار.

فتضاف الحاجة "زينب" التي لا تملك قوت يومها، إلى قائمة شرفاء مصر ورجالها، الذين قدموا لصندوق "تحيا مصر" الكثير؛ كي ينقذوا الوطن من مصيره المحتوم، بداية من الرئيس الحالي مرورًا برئيس وزرائه وصولًا لرجال الأعمال، فتصبح القضية ليست في قيمة ما تعطيه تلك السيدة لمصر، ولكن في تجلي الحب للوطن حتى بعدما بلغت من الكبر عتيًا، إلا أن حب مصر لديها هو حب فطري، صارع الفقر وانتصر عليه.