رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الموصل والرمادى والشجاعية.. وغزة


نمر فى هذه الفترة الحرجة بأيام مباركة ولا نمر بأحداث مباركة.. الوطن من حولنا يتمزق وكل شبر من أرضنا العربية يحكى عنه روايات وقصص ومآس يدمى لها الحجر.. أبحث عن الإنسان فهو أصل الشرور... ما يحدث فى غزة والعراق وسوريا.. جرائم تعتصر لها القلوب كمداً وألماً.. وتحتار فيها العقول حين تفاضل عن أيها تتحدث أولاً.. أهى جرائم قتل الأطفال والأمهات وتفجير المنازل وتهجير الأهالى كما حدث فى مذبحة الشجاعية ؟؟.. أم تهجير مسيحيى الموصل والرمادى من ديارهم بعد أن عاشوا وقاموا بها أكثر من ١٦٠٠ سنة.. إن المرارة الحقيقية فى هذه القضية هى أن يخيروك بين ترك ذكرياتك وممتلكاتك وتغيير معتقداتك أو تذبح بحد السيف؟؟.. إنها جرائم خارج أى عقل أو منطق.. جرائم يرفضها الضمير الحى.. فديننا الحنيف- الذى تعلمناه ونعرفه جيدا- أمرنا بمعاملة الكافر معاملة حسنة «إنما انت مذكر لست عليهم بمسيطر».

إن ذبح النساء ورجمهن واتهامهن بجرائم تتعلق بالشرف دون أى دليل وفى هذا الشهر الفضيل.. لا يجب أن تمر مرور الكرام.. فهل يرتكب هؤلاء الإرهابيون تلك الجرائم بحق المرأة، لأنها خطيئة ووجودها حرام ولا بد من ذبحها وقتلها؟؟.. هذا هو الواقع الأليم لمعتقدات الإرهابيين الشاذة المرضى ذهنياً ونفسياً.. هؤلاء لا هم لهم سوى السعى فى الأرض فساداً.. إن ما يرتكبه تنظيم «داعش» فى العراق الحبيب من جرائم يؤكد أنهم ليسوا مسلمين ولا يمتون للآدمية بصلة.. إن هذا التنظيم صناعة مدمرة للبشرية كالميكروب الخبيث.إن مشكلة «داعش» من الممكن أن تنتهى فى العراق وسوريا وإلى الأبد.. هذا إذا أرادت الأطراف الداخلية والخارجية من أصحاب المصالح أن تعود أرض الرافدين إلى عراقتها ومكانتها وعزها.. لكن تلك الأطراف مصممة على استمرار جرائم «داعش» لترويع المدنيين وتفكيك الدولة.. أما الجرائم التى ترتكبها إسرائيل فى غزة ضد المدنيين العزل.. فهى والله الحرب القذرة على أهالى القطاع.. وذلك لتحطيم البنية التحتية لهؤلاء البؤساء بحجة «مسمار حجة».. أى حماية الإسرائيليين المستضعفين فى الأرض من صواريخ حماس!!إن إسرائيل تتعمد قذف المدنيين فى غزة وتدعى – ظلما وعدوانا - أنها تتصل بهم مسبقاً لتحذرهم.. ولا أعلم - صراحة - أن الإسرائيليين بهذه الأخلاق الكريمة.. أما عن صواريخ «حماس».. فلننظر جميعاً ما جنته قيادات هذه الحركة؟؟.. نعترف ونقر بوجود خلاف واضح مع «الحمساوية» قد يصل إلى مرحلة الثأر.. لكن يظل المجرم الأساسى فى هذه المجازر هو العدو الإسرائيلين.. وتظل قضية الشعب الفلسطينى فى قلوبنا وعقولنا.. قضية شعب تراق دماؤه وتبعثر كرامته يومياً وعلى أرضه دون أن يتحرك المجتمع الدولى قيد أنملة!!.انظر عزيزى القارئ إلى التصريح الذى خرج من البيت الأبيض.. يقول من أطلقه»: من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها.. يعنى – بكل بساطة - أمريكا تمنح إسرائيل الضوء الأخضر لإبادة أصحاب الأرض.. يأتى ذلك فى الوقت الذى يدعون فيه أنهم يبذلون قصارى جهدهم لتطبيق المعايير الدولية لحماية المدنيين الفلسطينيين!!!.. فهل بعد هذا التناقض الغريب من الإدارة الأمريكية يمكن أن نثق فى خطواتهم ونواياهم نحو تهدئة الأوضاع فى العراق أو غزة؟؟.. سأترك لك التعليق عزيزى القارئ.

سيناريست