رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحلقة 27

يسري أبو القاسم يكتب.. مواقف من حياة عمر

جريدة الدستور

عمر وعائلته 3
نور: كيف كان سيدنا عمر يعامل أولاده؟
يارا: وكيف كان أولاده يتعاملون مع الناس وهم أبناء الخليفة؟
الأب: كان عمر يعامل أولاده بشدته ولينه بقوته ورحمته حتى يستقيموا، ولعمر وأبنائه مواقف مشرفة ليت كل الحكام
يعاملون أبناءهم بمثلها
الأم: احك لنا عن هذه المواقف
الأب: لما تولى عمر الحكم، جمع أولاده وقال لهم أصبحت خليفة المسلمين وقربكم مني ليس مغنما، فمن أخطأ منكم أضاعف له العقوبة لقربه مني، وذلك حتى لا يغتروا لكونهم أبناء الحاكم، ولما شرب ابنه عبد الرحمن الخمر حينما كان في مصر وذهب بنفسه نادما إلى عمرو بن العاص طالبا منه أن يقيم عليه الحد فكر عمرو بن العاص برأس الداهية كيف يقيم الحد على ابن أمير المؤمنين، ولكن عبد الرحمن لإحساسه بالذنب وخشيته من والده قال لعمرو بن العاص لو لم تقم علىَّ الحد سأبلغ أمير المؤمنين عمر، وذهب عبد الله إلى مصر وشهد إقامة الحد على أخيه، ولما علم عمر أرسل إلى ابنه ووبخ عمرو بن العاص لأنه أقام الحد على ابنه داخل قصر الحكم وليس على الملأ، فأرسل له عمرو بأنه يفعل ذلك مع الجميع، وذهب عبد الرحمن إلى والده وقيل إنه أقام عليه الحد مرة أخرى وإن كنت مع الرأي الذي يقول إن عمر
لا يقيم الحد مرتين، وللعلم مات ابن عمر في نفس العام الذي أقيم فيه عليه الحد في حياة عمر
الأم: يتسابق عمر وأولاده لتنفيذ حكم الله ولو على أنفسهم
الأب: ومن مواقفه مع أبنائه أنه حينما كان يتفقد أحوال الرعية ليلا سمع امرأة تقول لابنتها اخلطي اللبن بالماء فقالت بنتها إن أمير المؤمنين عمر منع خلط اللبن بالماء فهذا غش وحرام، فقالت الأم لابنتها إن عمر لا يرانا فقالت ابنتها إن كان عمر لا يرانا فإن الله يرانا، ذهب عمر إلى بيته وجمع أولاده وقال لهم: أحدكم سيتزوج هذه البنت الصالحة يارا ولكنه هو أمير المؤمنين والحاكم الأول على مستوى العالم، كيف يزوج ابنه لفتاة أمها تبيع اللبن؟
الأم: وأين مبدأ التكافؤ؟
الأب: أما الإجابة عن سؤال يارا أقول "عمر لا يعنيه المنصب بل يعنيه الصلاح"، وأما الإجابة عن سؤال أن التكافؤ فالتكافؤ موجود وهو التقوى
نور: وهل وافق أحد أبنائه؟
الأب: نعم وافق ابنه عاصم وذهب إلى بيت بائعة اللبن وطلب من الفتاة أن تنظر إلى ابنه، وإن هي وافقت زوجها له وبالفعل وافقت، وللعلم هذه الفتاة هي جدة الأمير العادل عمر بن عبد العزيز
الأم: ومن المواقف الجميلة لعمر وأبنائه حين راجعته إحدى زوجاته في أمر ما، قال لها أو تراجعينني قالت: ولم لا
وحفصة تراجع رسول الله فذهب غاضبا إلى حفصة وقال لها لست كعائشة وأبوكِ ليس كأبي عائشة فلا تراجعي رسول
الله فيغضب الله على آل الخطاب، رحم الله عمر الذي أدبه النبي فأدب أبناءه.