رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد خطابه فى ليلة القدر

إسلاميون: الرئيس حريص على تقديم الإسلام بصورته الصحيحة بعد إساءة الجماعات المتطرفة له

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

جاء خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسى، بمناسبة الاحتفال بليلة القدر، ليحمل المعانى الحقيقة للإسلام الوسطى، الذى أساءت له جماعات أطلقت على نفسها الجماعات الإسلامية لتكون أبعد ما يكون عن الإسلام، خلال كلمته التى رفض فيها الحديث من ورق وفضل أن يتحدت كإنسان مسلم مهموم بدينه والإساءة إليه، كما قال، بجانب طلبه من وزير الأوقاف تعميم مسابقة اختيار الأكثر التزاما بمكارم الأخلاق فى مختلف مؤسسات الدولة وفى كل المهن.
وصف الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، خطاب الرئيس بالموضوعى والواقعى، وأنه شخص الداء ووصف الدواء، ويعتبر علامة مضيئة على حسن استيعاب الرئيس لفقه الواقع، لأن الدعوة الإسلامية أصابها عوار فالخطاب الدينى مهزوز والأداء مشوش ومعظم المسلمين لا يحسنون فهم الدين وعرضه، لذلك جاءت كلماته لتعطى التوجيهات لمن بيدهم مقاليد الدعوة الإسلامية سواء فى مصر أو خارج مصر من حتمية تطوير وتحديث الخطاب الدينى.
وقال إن تطوير الخطاب الدينى يحتاج إلى عزائم قوية وهمم ونوعية من الرجال يبلغون رسالة الله ولا يخشون غيره، ولعل الأيام القادمة تشهد وجوهًا جديدة بأفكار جديدة يبلغون رسالات الله كما كان الأئمة العظام.
وأضاف: الرئيس أصاب الصواب فى حديثه عن جماعات العنف المسلح، الذيت يعتبرون خوارج هذا العصر، وهو فى الظاهر أشد الناس من الناحية المظهرية التزاما بشعائر الإسلام، وحفظ كتاب الله، لكن قراءاتهم للقرآن لا تتجاوز حناجرهم، وهو تشخيص من الرئيس سليم لأن المسلمين يتعرضون للقتل على من يطلقون على أنفسهم مسلمين.
وقال كمال الهلباوى، القيادى الإخوانى المنشق، إن حديث الرئيس بمناسبة ليلة القدر، لابد أن ينقل الناس من مرحلة الكلام والتدين الشكلى إلى العمل بكتاب الله، لأنه إذا عمل الناس بالقرآن لأصبحت مصر والعالم العربى فى مقدمة الأمم حضارة وتقدما، ولكن من يحفظون القرآن يعيشون به ويستخدمونه فى الرذيلة ولا يلتزمون بقيم القرآن، وأخلاق الإسلام.
وأكد على ضرورة تطوير الخطاب الدينى، حتى يكون مقنعا للآخرين ويتغير لمواجهة المشكلات والتحديات، وأيضا التصدى لمن ينتسبون للإسلام، والإسلام لا يعترف بما يفعلون.
واعتبر صبرة القاسمى، مؤسس الجبهة السطية، أن خطاب الرئيس يعكس وعيه وفهمه بمجريات الواقع وتعاليم الدين، وعمق تصوراته، ويجب على الأزهر الشريف أن يتخذ من كلمات الرئيس دفعة لبداية جديدة لتجديد الخطاب الدينى، فمعظم مشاكل مصر تحل لو أن الناس جميعا يعرفون الحق.
وقال هشام النجار، الباحث الاسلامى، إن الخطاب فى مجمله جيد ومناسب للوضع الحالى ويحتوى على توظيف جيد للواقع، وعلى الدولة أن تقوم بدورها كمؤسسات والأزهر الشريف لضبط الخطاب الدينى، ومواجهة التطرف والتشدد وتوظيف الدين والشريعة فى اتجاهات ضارة بالوطن والوحدة الوطنية.
وأشار إلى أن مبادرة الرئيس بشأن الخطاب الدينى وتكريم الأكثر التزاما بمكارم الأخلاق، جيدة تنفذ دور الدولة فى ضبط الخطاب الدينى وتوجيه الشباب نحو الخطاب الراقى المنضبط بعيدًا عن التطرف والغلو، وتوجيهه نحو الالتزام بالإسلام بشموله، فالإسلام ليس فقط حفظ قرآن ولكن عبادات ومعاملات وأخلاق وآداب وشريعة وعقيدة.
وأوضح أن الإسلام بعيد عن ممارسات الجماعات المتطرفة، الإسلام ليس داعش وما تفعله فى مسيحيى الموصل وليس معاملة الناس بقوة، أو تفجير الأبرياء، مثل هذه الجماعات شوهت صورة الإسلام، ودورنا الآن كمصريين ومسلمين نحمل الإسلام الوسطى ونقدم الصورة الصحيحة للإسلام بعد التشويه.
وأضاف: لابد من دعم جهود الرئيس والأزهر، لتقديم الإسلام بصورته الحقيقية وليست المزيفة التى قدمتها جماعات أثبتت تصرفاتها أنها لم تقرأ شيئًا عن الإسلام، مشيرا إلى أن السيسى حريص على تقديم الإسلام بصورته الصحيحة، ومبادرته تأتى فى الاتجاه الصحيح.