رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«خيبة» قناة النيل الثقافية


تقيم قناة النيل الثقافية «خيمة» بمسرح «الميدان» فى الأوبرا بالتعاون مع وزارة الثقافة لتقدم أمسيات رمضانية ثقافية فنية.. وهو تقليد جميل استنه أحد رموز الحزب الوطنى الإعلامى المثقف جمال الشاعر سابقاً ثم اختفى.. ويبدو أن إدارة «الثقافية» الجديدة حاولت تقليد «الشاعر» لكن للأسف.. جاءت الخيمة هذا العام أشبه بـ "الخيبة"

... فلا موضوعات جادة ولا احترام للمشاهد فى مواعيد بدايتها ولا وعى ثقافى للإدارة الجديدة ولا قدرة على التنسيق والإدارة.. بصراحة الموضوعات المطروحة بدت سطحية.. والأسئلة والإسكريبت أكثر سطحية إضافة إلى ترهل ملحوظ فى الإيقاع.. فالفقرات طويلة مملة يتبعها فواصل غنائية أطول وأكثر مللاً من فرق الهواة.. كذلك ضعف ضيوف العمل ورداءة الصوت.

أما الصورة.. فكانت مرتبكة والمذيعون لا يعرفون مكان الكاميرات وينظرون فى الفراغ..والمخرجون اختاروا «الحمامات» ونصبة شاى كخلفية للضيوف..كما جاء المونتاج ارتجالياً عشوائياً والمذيعون أغلبهم يحتضن الميكروفون رغبة فى الظهور أمام الكاميرا أطول وقت ممكن!.. شاهدت مذيعة مبتدئة ترتدى جوباً قصيراً وتسأل ضيوفها أسئلة تنم عن عدم وعى بفن المسرح بشكل عام..فهل الملابس القصيرة فى رمضان تأتى تمشياً مع موجة العرى فى المسلسلات الرمضانية؟؟.. لهذه الأسباب ظهر الإنتاج سطحياً جداً فى الموضوعات المطروحة.. وكأن فريق الإعداد غير مؤهل لهذا العمل رغم وجود مسميات مثل: «رئيس تحرير ومنسق ومشرف فنى ومخرج مسرحى».. فضلاً عن وجود فريق عمل كبير وميزانية ضخمة بالملايين تمخضت فى النهاية عن إهدار للمال العام.

بعد هذه المأساة كان لابد أن نشاهد فرقاً مسرحية تنسحب من الأمسيات..كما انسحب أيضاً سيد حجاب وبخيت بيومى اعتراضاً على هذه «الهرجلة» المشتركة بين القناة الثقافية بقطاع المتخصصة ووزارة الثقافة.. وغلب على هذا التعاون نوع من الرغبة «الملحة» فى «تبييض» وجه وزارة الثقافة - بفلوسها بقى – فرأينا استعراض نجاحات وهمية لوزير جديد لم تظهر بصماته بعد.. لأن كل ما يعنى الإدارة أنها قدمت «خيمة» فى الهواء الطلق ولا يعنيها المشاهد المسكين الذى فر هاربا من رداءة الأعمال الرمضانية.. فلا ملجأ له حتى فى قناة تحمل اسم «الثقافية».. ربما يجب أن تغير القناة اسمها إلى قناة «الاستخفافية» أو«الاسترزاقية».. أو«الاستعباطية»!.

وهنا وجب السؤال: ما معنى وجود فقرات مخصصة لاستضافة مسئولين فى سفارات عربية؟؟.. إن هذه الفقرات –ببساطة كده- تذكرنى بألاعيب «الحاوى» عندما يخرج النار من فمه أمام منازل المغتربين العرب فى السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضى.. ويظل يمدح فى دولة كذا النفطية.. حتى يتلقى «النقوط»!.. فهل لا يكتفى المعدون بما يأخذونه من أموال ضخمة من ماسبيرو -المديون بالمليارات - ويرغبون فى زيادة دخلهم بطريق غير مشروع!

أفهم أن تستضيف «الثقافية» عالماً أومفكراً أومثقفاً أو أديباً أو فناناً عربياً بارزاً.. لكن التسول أمام السفارات فى انتظار العطايا.. فهذه كارثة تحمل شبهة تربح !.. خاصة أن هناك معدة فى قناة مجاورة للثقافية يحقق معها حالياً فى شبهة تربح وتقاضى أموال لقيامها بالدعاية لمنتجات ضيوف بعينهم فى مجال تصميم الملابس!.. ولكن ما خفى فى الثقافية والمتخصصة وماسبيرو بشكل عام كان أكبر وأضل سبيلاً.. فلم تكد تتخلص هذه القناة من سيطرة المعدين الإخوان أو المتأخونين والذين باعوا ضمائرهم ومسحوا البلاط نفاقاً لمرسى وعصابته الإخوانية وتقاضوا أجوراً وبرامج ومكافآت إضافية.. حتى بدأو فى البحث عن مصادر جديدة للسبوبة!.

وللحديث بقية

كاتب صحفى