رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تفتيش جون كيرى بين التشكيك والترحيب

 جون كيرى والسيسي
جون كيرى والسيسي

عودة مصر لمكانتها الطبيعية، واستقلال قرارها الوطني، لم تكن مجرد شعارات رفعها الرئيس عبد الفتاح السيسي وحكومته، من خلال العديد من الرسائل عقب توليه السلطة، وآخر هذه الرسائل تفتيش جون كيري وزير الخارجية الأمريكي، أثناء زيارته للرئيس لبحث سبل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث قام أمن الرئاسة بتفتيش كيري وكبار معاونيه، مستخدمين جهازا محمولاً للكشف عن المعادن.
قام موقع قناة العربية، بنشر مقطع فيديو لتفتيش ضباط أمن رئاسة الجمهورية، لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وكبار معاونيه، قبل لقائهم الرئيس عبد الفتاح السيسي.
السفير إيهاب وهبة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، شكك في مسألة تفتيش وزير الخارجية الأمريكي، قائلا: إن "ما تم من تفتيش وزير الخارجية الأمريكي إذا كان الأمر صحيحا، أمر غير معتاد في التعامل مع كبار المسئولين، ولا يوجد حتى الأن تصريح أمريكي أو مسئول مصري يؤكد الواقعة".
وأكد أنه لا داعي لمثل هذه الإجراءات إلا في ظروف خاصة، خاصة أنه لا توجد أسباب واضحة تدفع المسئولين المصريين إلى ذلك، لذا لابد من إعلان الحقيقة والأسباب التي دفعت قوات الأمن لتفتيشهم.
وقال سعيد اللاوندي، خبير العلاقات السياسية والدولية، إن أمر التفتيش يخضع إلى حماية كيري، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها في حربها على الإرهاب، لذلك لا يجب تضخيم المسألة، فهناك شخصيات مصرية يتم تفتيشها في أمريكا.
واستبعد أن تكون الواقعة مفبركة أو غير صحيحة، فالمسألة تقع في إطار الاحتياطات الأمنية لكيري أو غيره من المسئولين، ولا يعني ذلك التأثير على العلاقات المصرية الأمريكية، ولابد من تقدير الظروف الصعبة التي تعيشها مصر بعد حادث "الفرافرة"، مشيرا إلى أن أمور التفتيش طبيعية ومعروفة في الأعراف الدولية.
وأكد أن الأمر لا يتعلق بالتشكيك في كيري أو أمريكا بقدر ما هو مراعاة للوضع الصعب لمصر في حربها على الإرهاب، كما أن المحافظة على الشخصية الأمريكية تقتضي تفتيشها، وتوفير الأمن لها.
واعتبر يسري الغرباوي، الباحث السياسي، أن تفتيش كيري رسالة قوية لأمريكا وللخارج، أن مصر تتعامل مع كل الدول على قدم المساواة وفي علاقاتها الخارجية لن تكون تابعة لأحد ولن تكون هناك أفضلية لأحد.
وقال: لابد أن يعامل أي مسئول أمريكي معاملة طبيعية كغيره من المسئولين، وأن قصة أمريكا والدول الكبرى وتابعية مصر لها، قضت عليها ثورة 30 يونيو، التي أعادت لمصر استقلالها الوطني، مشيرا إلى أن وزير الخارجية الأمريكي تقبل التفتيش بصدر رحب لأنه يدرك خطورة الأوضاع المصرية وأن هذا أمر طبيعي متبع في كل الدول.
وأشار أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس حزب الاشتراكي المصري، إلى أنه إذا كانت هذه هي الإجراءات المتبعة لكل من يزور الرئيس فلا يوجد من على رأسه ريشة يجب استثنائه، وطالما تطبق على الجميع فالأمر منتهي ولا يجب خوض غمار الجدل فيه، وكما يتم تفتيش زوار الرئيس الأمريكي يجب أن تكون المعاملة بالمثل.
وأكد أن ما حدث أمر جيد، فجون كيري ليس مواطنا عالميا، أو من نوع غير نوع البشر العاديين ويجب أن يطبق عليه ما يطبق على الجميع، موضحا أن الرسالة لابد أن تكون قد وصلت الإدارة الأمريكية بأن مصر لن تخضع جبينها مرة أخرى لأمريكا.
وقال إن أمريكا منذ انحيازها لجماعة الإخوان الإرهابية ومحاولتها هدم الثورة المصرية وإعادة الأوضاع لما كانت عليه في عهد الإخوان، فقدت مصداقيتها وقدرتها على لعب دور الوسيط المحايد، ولم يعد لها أي ميزة تستوجب أن يتم تدليلها أو التعامل معها باعتبارها كيانات مميزة.
وأضاف: تفتيش كيري أمر طبيعي يثبت فرض شروط الإرادة المصرية الوطنية.