رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جرائم الحزب والجماعة..«24»

البطالة... موت بلا كفن


ارتكب نظام (مبارك) جريمة وحشية عندما وافق وطبق شروط صندوق النقد الدولى ونزع الحماية الاقتصادية والاجتماعية من الوطن كله.. فقد تنازل عن السوق المصرية بالكامل لصالح كل القوى العالمية.. وتم فتح البلادعلى مصراعيها.. وأوقف التعيينات نهائياً وترك الشباب المصرى للعرض والطلب ومارس عليهم الخداع والتضليل فقد وعدهم بأراضٍ مجانية وقروض ومنح ليصبحوا رجال أعمال!!

سقط السوق المصرية بيد الأجانب وأصبحت فرص العمل المتاحة والموجودة فعلا قد انتقلت إلى أسطنول وشنغاهاى!!

حتى القوانين القديمة التى كانت تحمى العمال تم إسقاطها وتعديلها بما يتفق مع شروط الصندوق ونزع منها أى حماية قانونية أو اجتماعية مما أدى إلى عزوف الشباب تماماً عن العمل بالقطاع الخاص فقد تم تحويل العمال إلى حوافز للاستثمار.. أدى هذا كله إلى ارتفاع شديد فى البطالة مع اختفاء فرص العمل تماماً.. فقد وافق مبارك بنفسه على تخفيض الجهاز الإدارى للدولة ومنع التعيينات فيه تلبية لرغبة الصندوق مما أصاب هذا الجهاز بالشيخوخة بعد أن توقف دفع الدماء الجديدة إليه.

والكارثة الكبرى عندما قام ببيع أهم ركائز الاقتصاد الوطنى وهو القطاع العام وأضاف شريحة جديدة للبطالة بخروج الملايين إلى المعاش المبكر فقد أصبحت البطالة تمتد من شباب فوق العشرين إلى رجال فوق الأربعين!! وأصبحت الأسر المصرية يعيش بينها أكثر من شاب أو شابة من العاطلين عن العمل.. وتحولت البطالة إلى مستنقع ينتج للمجتمع كله الإجرام والبلطجية حتى أعضاء فى جماعة الإخوان بل وماجورين للإرهاب فلم نسمع عن بلطجى أو إرهابى يعمل فى مؤسسة عامة أو خاصة . جميعهم من مستنقع البطالة!

الغريب أن كل من يخرجوا على المعاش ثانوياً أجورهم فقط يمكن أن تقوم بتشغيل الآلاف من الشباب. بل الواحد فقط أجره يمكن أن يعين عشرة شباب.. إن استمرار هذا الموقف المعادى من الشباب المصرى وعدم تعيينه جعل قطاعاً كبيراً منه يدخل مسرح الجريمة بل إن بعضهم يعتبر الإجرام مهنة غير مسجلة فى بطاقته!إن القطاع الخاص كان يمثل الأكذوبة فى تعيينات الشباب وهو الآن أكثر وحشية مما كان والشباب لا يأمن له ولا يعترف به .. فقد تم تلبية كل مطالب رجال الأعمال نحو نزع الأمن والأمان من الشباب لصالحهم مما أدى إلى عزوف الشباب تماما عن العمل معهم.. إن الحل الوحيد يكمن فى تعديل القانون رقم 12 المعروف باسم العمل الموحد وإعادة الحقوق القانونية إلى العامل وتأمينه وعدم فصله تعسفياً وحفظ كرامته وحقوقه المادية والمعنوية كل هذا كان موجوداً فالقوانين السابقة قبل أن ينزعها مبارك نفسه من العمال ويهديها إلى رجال الأعمال!!إن الشباب المصرى الذى لا يعمل الأن أصبح مصدر خطر داهم على الوطن كله بعد أن أصبح يشعر أنه فقد الحاضر والمستقبل كله ولن يأمن للعمل بالقطاع الخاص الذى تراهن عليه الدولة الآن إلا بعودة حقوقه وأمنه وأمانه.. إن صمت الشباب لن يستمر طويلا ولن يرجوا بأن يكونوا موتى فى عالم الأحياء.. إن شباب 25 يناير فقط كان فى أغلبهم شباباً بلا عمل يبحث عن حياة أفضل.. هل فهمتم !؟؟

■ رئيس اتحاد أصحاب المعاشات