رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيدى الرئيس


أعلم كغيرى من المصريين.. أنك وحدك من حمل كفنه على يديه.. وقدم الغالى والنفيس من أجل إنقاذ البلاد والعباد من شر مستطير.. كان قاب قوسين أو أدنى من التهام الأخضر واليابس.. لو أردت الملك لكان لك ما تريد.. ولو أردت الرفاهية لسيقت إليك دون عناء.. ولكنك كعهدك رفضت أن تقايض على مبادئك.. وأن تبيع آخرتك بدنياك.. مقابل مغانم دنيوية زائلة.. ولأنك ما زلت تجاهد بعد أن فرغت من جهادك الأصغر.. فإنى لك ناصح أمين.. والنصيحة واجبة.. ولا خير فينا إذا لم نقولها.. أعلم أيضاً أنك تريد أن تعبر بنا إلى بر الأمان.. وأنك تريدنا أحراراً لا عبيداً.. سيدى الرئيس: كغيرى من المصريين استشعر الكثير من المخاطر التى تتهدد مسيرة الوطن.. بل وأراها بأم العين.. جماعة إرهابية مارقة.. لا يعنيها إلا الكرسى ولو كان الثمن الملايين من الضحايا.. وزيادة على ذلك.. لا مانع عندهم من بيعنا فى سوق النخاسة بثمن بخس دراهم معدودة.. هؤلاء لا يمكن التصالح معهم.. فقد فكروا وقرروا هدم البلاد.. إنهم نبت شيطانى.. وأجسام غريبة على مجتمعنا.. فلا مهادنة معهم.. بل إنى أرى أن العين بالعين والسن بالسن والبادى أظلم.. وقد بدأوا وما زالوا فى غيهم يعمهون.. سيدى الرئيس.. ولا أخفيك أن أقرانهم من رسخوا للفساد.. وأثروا على حساب الفقراء والمساكين والغلابة.. هؤلاء جميعاً خطرهم داهم.. مصالحهم مشتركة وهمزات الوصل بينهم متعددة.. فلا تغتر بنفاقهم وتزلفهم.. إنهم من كانوا سبباً فى ويلات كثيرة.. ما زلنا نعانى تبعاتها سيدى الرئيس.. مصر صاحبة التاريخ لم تعقم أرحام الأمهات فيها.. ففينا ومنا من هو قادر على تحمل المسئوليات وفى كل المواقع.. ستجدهم بالمئات بل بآلاف إلا أنهم يتعففون.. أعرف منهم النوابغ.. فى شتى فروع المعرفة فى الطب والهندسة وفى عالم الإدارة.. إلا أنهم لأسباب نعرف بعضها ويخفى علينا الآخر.. ينزوون.. ويتراجعون.. بيدك وحدك منحهم الثقة فى التقدم إلى الأمام.. سيدى الرئيس أستشعر فيك الإخلاص والصدق والأمانة والعزيمة.. وقد عرفناك قوياً.. فلا تهتز من أفعال الصغار.. وما أكثرهم.. ولا تهن من تصرفات الحمقى.. ننظر منك قرارات عاجلة وسريعة.. تعيد للبلاد مكانتها وصدارتها وريادتها.. ونعلم أنك قادر بإذن الله.. على تحقيق ما نصبو إليه.. وإنا لمنتظرون؟؟

 وكيل وزارة الأوقاف كفر الشيخ